اعتبر محللون أن الأعمال التخريبية التي استهدفت 4 سفن في خليج عمان، سلطت الضوء على التحديات الأمنية التي تستدعي تحركًا دوليًا للتعامل معها في المنطقة التي يخرج منها شريان الطاقة إلى العالم.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات أن 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباح الأحد لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة في خليج عمان، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الامارات.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن الجهات المعنية في الإمارات قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وجاري التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها.
وأشارت إلى أن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن.
وأكدت الإمارات أن العمل يسير في ميناء الفجيرة بشكل طبيعي وبدون أي توقف، وأن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، وأن الميناء مستمر في عملياته الكاملة بشكل روتيني.
وبرغم فشل العمليات التخريبية في إحداث أي اضطراب في الأنشطة الملاحية بمياه خليج عمان، اعتبر محللون أن الهدف منها هو إظهار الممر الملاحي وكأنه غير آمن للسفن التجارية.
وأشار الدبلوماسي الأميركي السابق آدم إيرلي، في حديث لمصادر إعلامية، إلى موقف الولايات المتحدة القاضي بالرد على أي هجمات من إيران ضد أميركا وحلفائها، موضحا أن الهجمات تحمل "بصمات إيرانية".
وقال إيرلي: "أعتقد أن الولايات المتحدة والإمارات هما حليفان وثيقان جدا، ولذلك فإن هذه الهجمات ضد السفن سيتم التعاطي معها من واشنطن كعمل ضد الولايات المتحدة، وليس ضد حرية التجارة والملاحة الدولية فقط".
وأضاف: "يجب أن يكون هناك إجراء ضد هذا الهجوم، لأن هذا يعد اختبارا لنا، قد يفشل وقد ينجح، فإما أن نرد عليه وفي هذه الحالة نكون قد اجتزنا الاختبار، أو لا لا نرد فسنكون قد أخفقنا".
وقال الخبير في العلاقات الدولية عبد الوهاب بدرخان إن " الحادث يبعث برسالة تهديدية للملاحة الدولية في المنطقة" معتبرا أن هذه العمليات التخريبية تؤسس لنمط معين من الهجمات غير المباشرة التي يحاول من يقف ورائها تجنب ردود فعل مدمرة.
وقال بدرخان إنه "في ظل التوتر الحاصل مع إرسال الولايات المتحدة البوارج وحاملة الطائرات وقاذفات بي 25، هذه العملية تأتي في توقيت خطير جدا .. ومن الواضح أنها ليست من عمل جماعات صغيرة وإنما أجهزة دولة".
وفي الوقت الذي تخرج من الخليج العربي ما يزيد عن ثلث صادرات النفط إلى العالم، فإن أي تهديد للممرات الملاحية القريبة يستدعي تحركا دوليا ملائما.
وطالب رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، علي النعيمي في مداخلة مع سكاي نيوز عربية، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والوفاء بالتزاماته التي تقضي بحماية الممرات المائية الدولية والسفن التجارية.
وأشار النعيمي إلى أن خليج عمان يستحوذ على 40 في المئة من حركة نقل صادرات النفط في العالم.
من جانبه، اعتبر مدير مركز دراسات الشرق الأوسط سمير التقي:" لا أحد في العالم سيجد مصلحة في السكوت على هذا العمليات التي تمثل خطرا على تدفق شرايين الطاقة في العالم".
واعتبر التقي "هذه المنطقة من أكثر المناطق المرصودة في العالم.. وسيتم تصميم الرد بناء على المعلومات المتوفرة".
وقال التقي إن الرد الدولي على هذا النوع من الأعمال التخريبية يجب أن يكون حازما ورادعا، معتبرا أن الجهة التي خططت لهكذا ممارسات كانت تستهدف "جس النبض الدولي"، لمعرفة حدود التصعيد المحتملة واختبار الإرادة الدولية.
قد يهمك ايضا
الأعمال التخريبية في خليج عمان تفاقم التحديات الأمنية التي تستدعي تحركًا دوليًا
الداخلية السعودية تكشف عن إحباط أجهزتها الأمنية سلسلة عمليات تخريبية
أرسل تعليقك