لندن ـ صوت الإمارات
رفض التحالف الرئيسي للمعارضة في جمهورية الكونجو الديمقراطية، أمس السبت، إجراء محادثات مع حكومة الرئيس جوزيف كابيلا بشأن الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في نوفمبر تشرين الثاني ولكنها أُجلت ودعا التحالف إلى إضراب عام يوم الثلاثاء.
وتريد المعارضة أن يُنهي كابيلا حكمه الذي بدأ قبل 15 عاما هذا العام وفقا لما نص عليه الدستور ولكن السلطات تقول إنه لا يمكن إجراء الانتخابات قبل يوليو تموز المقبل على الأقل وتقول أكبر محكمة في البلاد إنه يمكن لكابيلا البقاء في السلطة حتى إجراء الانتخابات.
وتمثل دعوة الإضراب تصعيدا كبيرا لتحرك المعارضة في بلد قُتل فيه نحو 40 متظاهرا في احتجاجات مناهضة للحكومة بشأن هذه المسألة في يناير كانون الثاني 2015.
وتمثل أيضا نكسة لوسيط الاتحاد الإفريقي آدم كودجو الذي صرح في وقت سابق بأن الطريق مفتوح أمام بدء محادثات تشمل كل الأحزاب يوم الثلاثاء للتوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات.
وقال بيان على موقع للمعارضة على الإنترنت إن "أحزاب المعارضة تدعو الشعب الكونجولي إلى إضراب عام في 23 أغسطس آب."
وتتهم المعارضة كودجو بمحاباة الحكومة وطلبت منه التنحي.
وخلف كابيلا أباه الذي اغتيل في 2001 ثم فاز في أول انتخابات له في 2006. وينص الدستور على ألا يتولى أي شخص الرئاسة أكثر من فترتين على الرغم من أن المعارضين يتهمون كابيلا بتأجيل الانتخابات للتشبث بالسلطة.
وتواجه الكونجو الغنية بالمعادن أعمال عنف في الشرق ولم تشهد مطلقا انتقالا سلميا للسلطة، وقالت لجنة الانتخابات يوم السبت إن عملية تسجيل الناخبين لن تكتمل قبل يوليو تموز 2017 في إشارة جديدة إلى أن الانتخابات ستؤجل.
وقال رئيس اللجنة كورنيلي نانجا لممثلي الأحزاب السياسية يوم السبت في العاصمة كينشاسا إن الحملة التي بدأت في مارس آذار لتسجيل أكثر من 30 مليون ناخب ستحتاج إلى 16 شهرا للانتهاء منها.
وأضاف نانجا "القضية المطروحة أمامنا اليوم في الكونجو تتمثل في كيفية إجراء الدورة الانتخابية، في ظل القيود التقنية التي نواجهها"، مشيرا إلى التحديات اللوجستية لإجراء انتخابات في بلد في مثل حجم أوروبا الغربية تقريبا.
وقضت أعلى محكمة في جمهورية الكونجو الديمقراطية في مايو أيار بأن يظل كابيلا في السلطة إذا لم تتمكن حكومته من إجراء انتخابات بحلول نوفمبر.
وقال كابيلا هذا الشهر إنه لن يتم نشر المواعيد المعدلة للانتخابات إلا بعد أن تصبح القوائم الجديدة للناخبين جاهزة.
وقالت الحكومة إنها تفضل إجراء الانتخابات المحلية والإقليمية قبل انتخابات الرئاسة ويقول بعض المحللين السياسيين إن هذا يشير إلى أن الكونجوليين لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار خلف لكابيلا قبل 2018 أو 2019.
وتخشى المعارضة أن يسعى كابيلا لإجراء استفتاء دستوري لزيادة فترات الرئاسة المسموح بها مثلما فعل رئيسا رواندا وجمهورية الكونجو المجاورتين العام الماضي.
أرسل تعليقك