يترأس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي عاد الى انقرة مساء الثلاثاء لاول مرة منذ محاولة الانقلاب الجمعة، الاربعاء اجتماعا لمجلس الامن القومي المرتقب ان يصدر عنه "قرار مهم" يشمل خمسين الف شخص.
وهذا القرار الذي كان اردوغان اعلنه لانصاره في اسطنبول من دون توضيح، كان موضع تخمينات كثيرة الاربعاء، في حين عكس عدد الاشخاص الذين تم تعليق مهامهم او طردهم او توجيه الاتهام لهم او توقيفهم، مدى اتساع حملة التطهير الجارية في تركيا.
وبعد خمسة ايام من محاولة الانقلاب التي خلفت اكثر من 300 قتيل اظهر احصاء لصحيفة "حرييت" انه تم تعليق مهام او طرد 48 الف شخص خصوصا من المدرسين والشرطيين.
كما تم توقيف اكثر من تسعة آلاف مشتبه بهم بينهم جنرالات من رتب عالية اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب، بحسب ارقام السلطات. ولا يعرف حتى الان ان كان تم احتساب هؤلاء مع ال 48 الفا.
وبدا اردوغان اجتماعا للمجلس القومي المكون من كبار القادة العسكريين والوزراء المعنيين بالدفاع والامن الداخلي. ويعقد اثر ذلك اجتماعا للحكومة.
ويراس اردوغان هذا الاجتماع في عاصمة عانت من محاولة قلب النظام مثلت اخطر تهديد ل13 عاما من حكم اردوغان. ويتوقع ان يكون هذا الاجتماع بالغ الاهمية بالنسبة للتطورات السياسية في البلاد.
وحولت الغارات التي نفذتها طائرات "اف-16" ومروحيات هجومية على علو منخفض بعض اجزاء البرلمان ومقر الشرطة الى ركام واثارت الهلع بين سكان انقرة. وتعرضت مشارف القصر الرئاسي الذي يعقد فيه اجتماعا المجلس القومي والحكوةم، كذلك للقصف.
وتشير آخر حصيلة لمحاولة الانقلاب الى سقوط 312 قتيلا بينهم 145 مدنيا وستون شرطيا وثلاثة جنود موالين، و104 من الانقلابيين.
ويعقد اجتماع الاربعاء في حين يتزايد فيه قلق واشنطن وبروكسل ازاء اتساع عملية التطهير التي طالت خصوصا الجيش والقضاء والتعليم والاعلام.
والاربعاء، اعلن مجلس التعليم العالي التركي تعليق حتى اشعار آخر كل البعثات الخارجية للجامعيين، وفق وكالة انباء "الاناضول" الشبه حكومية موضحة ان المجلس طلب دراسة اوضاع الجامعيين الموجودين في الخارج واستدعاءهم الى تركيا في اقرب وقت ما لم تكن هناك "ضرورة قصوى" لبقائهم.
وصرح شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "يتم بشكل شبه يومي اتخاذ اجراءات تتغاضى بالكامل عن حكم القانون وتتجاهل مبدا تكافؤ" القوة المستخدمة.
واضاف زايبرت "لا شك في ان هذه الاجراءات تثير القلق بشكل كبير".
- اندفاع اردوغان-
وقصف سلاح الجو التركي الاربعاء مجددا مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ، ما اعتبر اشارة من اردوغان لمن لا يزال لديه شك على الامساك بزمام الامور ولا سيما السيطرة على سلاح الجو.
ورغم عدم الاعلان عن هويات المسؤولين عن الانقلاب، فقد اشتبه في تورط سلاح الجو وتم اعتقال قائده السابق الجنرال اكين اوزتورك في انتظار محاكمته.
وكان اردوغان في منتجع مرمريس، جنوب غرب البلاد، عندما بدأت محاولة الانقلاب مساء الجمعة ومنه انتقل مباشرة الى اسطنبول التي بقي فيها حتى عودته مساء الثلاثاء الى انقرة. واكد اردوغان انه لو بقي في المنتجع ربع ساعة اخرى لقتله الانقلابيون.
يبدو ان هذه الاحداث المأسوية دفعت اردوغان الذي يهيمن على الحياة السياسية ويحظى بشعبية عالية في اسطنبول الى دعوة مناصريه الى مواصلة التعبير عن تأييدهم له من خلال التجمع باعداد كبيرة في ساحات المدن الكبرى في اسطنبول وكذلك في انقرة او ازمير في الغرب.
وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان الرئيس عاد الى انقرة مساء الثلاثاء الى القصر الرئاسي حيث استقبل رئيس وزراء جورجيا جورج كفيريكاشفيلي، ليعلن ان الحياة عادت الى طبيعتها.
لكن الثلاثاء، طلبت السلطات من اكثر من 1500 عميد كلية الاستقالة، واوقفت عمل 15200 موظف في وزارة التربية والتعليم للاشتباه بصلتهم بالداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب رغم نفيه المتكرر من بنسلفانيا حيث يقيم.
وسحبت تراخيص نحو عشرين شركة بث اذاعي وتلفزيوني.
وبتهمة الخيانة، اودعت السلطات قرابة 990 شخصا في السجن وفق "الاناضول" بينهم 650 عسكريا و273 قاضيا.
واوقف قرابة 9300 شخص غيرهم بينهم اكثر من 100 من كبار الضباط وجنود وشرطيون وقضاة.
من جهة اخرى، حجبت السلطات التركية موقع ويكيليكس بعد نشره اكثر من 300 رسالة الكترونية لمسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
واوضح الموقع ان الوثائق مصدرها موقع الحزب وتشمل خصوصا قضايا دولية "وليس مسائل الامن الداخلي الاكثر حساسية".
واضاف ان الرسائل تعود الى فترة بين العام 2010 والسادس من تموز/يوليو من العام الحالي اي تم الحصول عليها قبل محاولة الانقلاب.
واكد مسؤول تركي حجب الموقع "بسبب انتهاكه للحياة الخاصة ولنشره معلومات تم الحصول عليها بشكل غير قانوني".
أرسل تعليقك