يختار سكان جورجيا السبت نوابهم في انتخابات تشريعية يهيمن عليها حزبان متنافسان مواليان للغرب، يخشى ان يغرق تعايشهما البرلماني هذا البلد القوقازي في ازمة سياسية.
وتفيد استطلاعات الرأي ان حزب "الحلم الجورجي" الحاكم بزعامة الملياردير بيدزينا ايفانيشفيلي وحزب "الحركة الوطنية الموحدة" التي أسسها الرئيس السابق ميكاييل شاكاشفيلي الذي يعيش في المنفى، متقاربان في نوايا التصويت.
وجرت الحملة الانتخابية وسط اجواء متوترة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي شهدت حربا خاطفة ضد روسيا في 2008 وهي مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي.
وقد فتحت مراكز الاقتراع في الساعة 4،00 ت غ، ومن المتوقع ان تعرف النتائج الاولية لهذه الانتخابات التي يشرف عليها مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا، في وقت متأخر ليل السبت الاحد.
اما النتيجة النهائية للانتخابات فلن تعرف إلا اواخر تشرين الثاني/نوفمبر بسبب تعقيدات النظام الانتخابي الجورجي.
وفي الساعة 11,00 ت غ بلغت نسبة المشاركة 34,8 في المئة وفق اللجنة الانتخابية المركزية.
وصرح الرئيس الجورجي غيورغي مارفيلاشفيلي للصحافيين بعدما ادلى بصوته "نقوم بخطوة نحو تعزيز بلادنا والديموقراطية".
وظهرا، ندد مراقبون ينتمون الى المنظمة الجورجية للمراقبة الانتخابية بتجاوزات عدة.
من جهتها، اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية انها سجلت 46 شكوى عن انتهاك للعملية الانتخابية تقدمت بها احزاب سياسية ومراقبون.
وفي الاجمال، يتنافس 19 حزبا وست مجموعات و816 مرشحا على اصوات 3،5 ملايين ناخب للفوز بمقعد او اكثر من 150 مقعدا في البرلمان.
إلا ان الحزبين الاوفر حظا "ما زالت شعبيتهما متدنية جدا، ومن المحتمل فعلا ألا يسجل فوز واضح" لأحد الحزبين، كما توقع المحلل السياسي غيا نوديا.
واضاف "لذلك من المتوقع ان تشكل جورجيا حكومة ائتلافية، لكن اقامة ائتلاف فعلي يمكن ان يكون صعبا بسبب الخلافات الكثيرة بين الاحزاب".
وفي تشرين الأول/اكتوبر 2012، انهى الفوز الساحق لحزب "الحلم الجورجي" في الانتخابات التشريعية السابقة عقدا من حكم حزب "الحركة الوطنية الموحدة".
- على مرأى من موسكو -
منذ ذلك الحين، تآكلت شعبية حزب "الحلم الجورجي" على خلفية تراجع قيمة العملة الجورجية بعد ركود لدى الجار الروسي الكبير، الشريك التجاري المهم لتبيليسي.
وقال الناخب اوتار فاسادزي، لدى خروجه من احد مكاتب التصويت، ان "هذه الانتخابات هي على وشك ان تنقذ بلادنا من الكابوس الذي يفرضه عليها حزب الحلم الجورجي".
وينادي حزب الحركة الوطنية الموحدة وحزب الحلم الجورجي، المقربان من الغرب، بدخول جورجيا في الحلف الاطلسي، كما وعد بذلك قادة الحلف في 2008.
لكن هذا الوعد ما زال حتى الان حبرا على ورق، بسبب المعارضة الشديدة لموسكو التي نشرت بعد الحرب الخاطفة في 2008 قوات روسية في منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، الانفصاليتين الجورجيتين.
وفي اطار متوتر، شهدت الحملة اعتداء على نائب من الحركة الوطنية الموحدة، وعلى مرشح انفجرت سيارته ليل الثلاثاء الاربعاء في تبيليسي، وتسببت باصابة اربعة اشخاص.
ودانت الحركة الوطنية الموحدة الهجوم، متهمة الحزب الحاكم ب "اشاعة مناخ من الكراهية يتيح مهاجمة معارضين".
وقبل ايام، اطلق مجهولون النار على نائب مستقل هو ايراكلي اوكرواشفيلي، فأصابوا شخصين بجروح.
وفي وقت سابق من هذه السنة، تعرض عدد كبير من نواب الحركة الوطنية الموحدة للضرب من قبل ناشطي حزب الحلم الجورجي.
ومنذ وصول هذا الحزب الى السلطة في 2012، خضع عدد كبير من حلفاء الرئيس الجورجي السابق للتحقيق، وسجن بعضهم بسبب تهم بينها اختلاس اموال.
ويلاحق القضاء الجورجي ساكاشفيلي الذي اصبح حاكم منطقة اوديسا الاوكرانية وجرد من جنسيته الجورجية، بتهمة "اساءة استخدام سلطاته". لكنه يعتبرها تهما سياسية.
ووعد ساكاشفليي بالعودة الى جورجيا بعد الانتخابات، لكن وزير الداخلية غيورغي مغوبريشفيلي حذره من انه سيعتقل لدى دخوله الاراضي الجورجية.
وقد تنحى منافسه ايفانيشفيلي، اغنى رجل في جورجيا، عن منصبه رئيسا للوزراء طوعا في 2013. لكن المعارضة تتهمه بالاستمرار في التحكم بمقاليد الحكم.
أرسل تعليقك