قتل ثلاثة شرطيين اتراك عندما فجر انتحاريون يشتبه بانهم من تنظيم الدولة الاسلامية أنفسهم الأحد خلال عملية للشرطة التركية ضد خلية نائمة في غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد، على ما أعلن مسؤولون ووسائل الاعلام.
وفجر الانتحاريون الذين لم يكشف عددهم حتى الان، أنفسهم لتجنب اعتقالهم من قبل قوات الأمن خلال عملية لمكافحة الارهاب في المدينة القريبة من الحدود السورية، بحسب وكالة انباء الأناضول الحكومية.
وقالت الوكالة ان الانتحاريين مرتبطون على الارجح بتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال حاكم المنطقة علي يرلي قايا ان ثلاثة شرطيين قتلوا في العملية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول.
واضاف ان ثمانية اشخاص بينهم اربعة سوريين، اصيبوا بجروح، موضحا ان السلطات علمت بانه يجري التحضير لـ"اعتداء انتحاري" في غازي عنتاب ما مكن من كشف الخلية النائمة.
وقال شهود لقناة "ان تي في" الخاصة انهم سمعوا اطلاق نار في المنطقة التي يقطنها اساسا طلاب جامعيون. وارسلت عدة سيارات اسعاف الى المكان.
وتشهد تركيا منذ اكثر من عام موجة هجمات تنسب اما لتنظيم الدولة الاسلامية واما لمسلحين اكراد.
وكان انتحاري جهادي على ارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية فجر نفسه في آب/اغسطس 2016 خلال حفل زفاف كردي في غازي عنتاب ما اوقع 57 قتيلا بينهم 34 طفلا.
وحذرت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر من مخاطر وقوع اعتداء في غازي عنتاب يستهدف الاماكن التي يرتادها غربيون وخصوصا سلسة مقاهي ستارباكس.
- "خلايا نائمة"-
اعترفت السلطات التركية بان غازي عنتاب تشكل بؤرة للجهاديين وشنت عمليات فيها وفي مدن اخرى لتفكيك خلايا نائمة.
وجاء تفجير الاحد في هذه المدينة الحدودية في وقت تمكن مقاتلون من فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا من طرد مسلحي "تنظيم الدولة الاسلامية" من بلدة دابق السورية القريبة من الحدود مع تركيا والسيطرة عليها.
وبات اسم دابق لدى مناصري التنظيم بمثابة رمز للقتال ضد الولايات المتحدة ودول الغرب المنضوية في اطار التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية تستهدف الجهاديين في سوريا والعراق. ويطلق التنظيم اسم دابق على اهم مجلة ترويجية يصدرها باللغة الانكليزية ويتوجه عبرها الى دول الغرب.
وكان التنظيم وتزامنا مع الحشد العسكري للفصائل في محيط دابق، اورد في نشرته "النبأ" التي اصدرها الخميس، ان "هذا الكر والفر في دابق وما حولها +معركة دابق الصغرى+ ستنتهي بملحمة دابق الكبرى".
ويستند التنظيم الى نبوءة دينية قديمة يرد فيها ان حشدا من الكفار يواجه جيش المسلمين عند بلدة دابق في ملحمة يقتل فيها العديد من المسلمين، لكنهم ينتصرون في النهاية قبل ان تحل القيامة.
ومنذ بدء تركيا هجومها في شمال سوريا، سيطرت الفصائل المعارضة على عدد من المدن والبلدات الاستراتيجية، ابرزها مدينة جرابلس الحدودية، التي كانت تعد احد اخر معقلين متبقيين للتنظيم في محافظة حلب.
وتهدف تركيا من خلال هجومها الى اقامة "منطقة امنية خالية من المنظمات الارهابية"، تمتد على مساحة حوالى 5 الاف كلم، وفق ما اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مطلع الشهر الحالي وكرره السبت.
واعلن الرئيس التركي استعداد بلاده للمشاركة في الهجوم الذي يعتزم الجيش العراقي شنه بدعم من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان اردوغان حذر الجمعة من ان انقرة ستلجا الى "خطة بديلة" في حال تم رفض اقتراحها المشاركة في هجوم الموصل، الا انه لم يكشف ماهية تلك الخطة.
وتخشى انقرة احتمال مشاركة ميليشيات شيعية او مقاتلين اكراد متحالفين مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا تنظيما "ارهابيا"، في هجوم الموصل.
وتصاعد استياء المسؤولين الاتراك واولهم اردوغان حين رفض العراق في بداية تشرين الاول/اكتوبر تمديد البرلمان التركي مهمة العسكريين الموجودين في بعشيقة معتبرا انهم "قوة احتلال".
ولم يتردد اردوغان في التهجم شخصيا على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي داعيا اياه الى ان "يعرف حجمه اولا".
أرسل تعليقك