جدد وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الثلاثاء التاكيد على دعم واشنطن لقوات الامن الافغانية "الشجاعة"، بعد ايام من التزام الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي بالابقاء على الاف من جنودهما في البلد المضطرب.
وجاءت تصريحات كارتر فيما رحب الرئيس الافغاني اشرف غني "بجو الثقة" بين واشنطن وكابول في مؤتمر صحافي في العاصمة الافغانية.
وقال كارتر ان "قوات الامن الافغانية اظهرت حماسة وارادة وصلابة في وجه العدو المستمر".
واضاف "لدي ثقة في قدرة القوات الافغانية (..) واحييها لقتالها الشجاع العام الماضي في موسم القتال الصعب".
الا ان كارتر قال في قاعدة باغرام شمال كابول انه بدون الدعم المالي والعسكري الدولي فان "القوات الافغانية لن تتمكن من تعزيز سيطرتها على البلاد".
واضاف بعد ساعات من لقائه غني "هذه الحكومة الوطنية الديموقراطية لن تتمكن من القيام بذلك (..) والكل يعلم ذلك".
وتاتي زيارة كارتر التي لم يعلن عنها مسبقا بعد تجدد التزام حلف شمال الاطلسي بشان افغانستان، حيث اعلن الحلف مؤخرا انه سيبقي على عدد من قواته في هذا البلد المضطرب حتى نهاية 2017 على اقل تقدير.
ومعظم هؤلاء الجنود اميركيون، الا ان نحو 40 بلدا نشرت قوات في افغانستان. ويتلخص دورها الرئيسي في تدريب القوات الافغانية التي اصبحت الان مسؤولة عن امن البلاد.
ورغم الجهود الدولية الهائلة التي استمرت 15 عاما لهزيمة طالبان، تسيطر هذه الحركة المتمردة على مساحات شاسعة من افغانستان وتوعدت بالقتال حتى مغادرة جميع الجنود الاجانب.
الا ان كارتر وغني تحدثا عن دور باكستان، جارة افغانستان التي تتهمها كابول بدعم مسلحين من بينهم عناصر طالبان.
وقتل زعيم حركة طالبان الملا اخطر منصور في غارة اميركية بطائرة بدون طيار في باكستان في وقت سابق من هذا العام. وقالت باكستان ان الغارة انتهكت سيادتها.
واكد كارتر على ان الولايات المتحدة ستعمل مع باكستان "بالقدر الممكن" لمكافحة التطرف، الا انه حذر من ان واشنطن "ستواصل استهداف وضرب قادة الارهابيين في كل مكان في العالم يهددون فيه الاميركيين او مصالحنا او اصدقائنا".
وقال غني الذي طالب باكستان في السابق بالتحرك ضد طالبان، ان "على باكستان اتخاذ قرار مهم". واضاف "لا يوجد ارهابيون جيدون وارهابيون سيئون".
-- "شفافية تامة" --
انتخب اوباما رئيسا قبل ثماني سنوات على وعد بوضع حد للحروب وانهاء الوجود الاميركي في العراق وافغانستان، لكنه لم يتمكن من تنفيذ هذا الوعد كاملا بسبب الوضع العسكري والامني الهش في البلدين.
واعلن اوباما الاربعاء قبل القمة الاطلسية قرار ابقاء 8400 جندي في افغانستان حتى انتهاء ولايته في بداية 2017، في حين كان من المقرر تخفيض هذه القوات من 9800 حاليا الى 5500.
كما منح تلك القوات مزيدا من الصلاحيات القتالية ما يجعل من الاسهل عليها استهداف طالبان.
وبدأت قوات الامن المحلية في تولي المسؤوليات الامنية في البلاد في 2015، الا انها تجد صعوبة في احتواء هجمات طالبان ومنع هجمات تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة.
وقتل اكثر من خمسة الاف من عناصر القوات الافغانية العام الماضي، فيما تستمر الهجمات. واعلنت حركة طالبان مسؤوليتها الاسبوع الماضي عن هجوم انتحاري ادى الى مقتل اكثر من 30 من مجندي الشرطة الافغانية في كابول.
وما يزيد من تعقيد الوضع الفساد المستشري والمزاعم بانتهاكات حقوق الانسان.
وصرح غني الثلاثاء ان "الفساد هو بنفس درجة خطورة الارهاب"، متعهدا بالكشف عن كل سنت يتم انفاقه "بشفافية تامة".
ويتمركز نحو 13 الف من جنود حلف شمال الاطلسي، معظمهم من الاميركيين" في افغانستان لتدريب ومساعدة قوات الامن الافغانية.
وقرر الحلف الاطلسي الابقاء على الجنود الـ12 الفا المشاركين في مهمة "الدعم الحازم" في افغانستان حتى 2017، ومواصلة مساعدته المالية للجيش والشرطة الافغانيين حتى 2020 بمستوى يقارب خمسة مليارات دولار، تؤمن الولايات المتحدة 3,5 مليارات منها.
وفي المقابل يطالب الحلف باصلاحات في قوات الامن لافغانية.
وتاتي زيارة كارتر عقب زيارة قصيرة الى بغداد الاثنين حيث وعد بنشر مئات الجنود الاميركيين الاضافيين لمساعدة العراقيين في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
أرسل تعليقك