الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران تُلقي بظلالها على نفوذها في المنطقة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران تُلقي بظلالها على نفوذها في المنطقة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران تُلقي بظلالها على نفوذها في المنطقة

مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي
طهران - صوت الامارات

إيران لم تعد قادرة على الاحتفاظ باحتلالها لأربع عواصم عربية، شوارع إيران تئن من وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، تصرخ شوارع البلد أن “لا غزة لا لبنان روحي فدا إيران”، فيما شوارع العراق سبق أن صدحت “إيران برا برا”.تنقل إيران مراكزها العسكرية من مطار دمشق. تعلن مصادر روسية عن عزم لانتقال هذه المراكز إلى قاعدة “تي فور” في الريف الشرقي لحمص، والتي سبق أن تعرّضت لقصف إسرائيلي استهدف مراكز إيرانية داخلها، والمعنى أن طهران تعلن انتقال مراكزها العسكرية من منطقة مكشوفة أمام النيران الإسرائيلية إلى أخرى سبق انكشافها لتلك النيران، والمعنى الآخر أن إيران تستجيب للضغوط الإسرائيلية لإخلاء جنوب سوريا من أي تواجد إيراني، لكنها أيضا تعيد التموضع داخل سورية تمهيدا لإخلاء كامل يجري إعداده بدأب واضح.

اقرأ ايضاً : مباحثات بين تريزا ماي والرئيس الإيراني رغم تصريحات ترامب

تكرر موسكو في الأيام الأخيرة أنها ليست حليفة لإيران في سورية تقصّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، التذكير بذلك، فيما تولت منابر روسية أخرى العزف على نفس الإيقاع، سيأتي من روسيا من يجمّل هذا الكلام ويدوّر زواياه، لكن الثابت أن الأمر لم تعُد موسكو تواريه أو تخجل من الإفصاح عنه، تغضّ روسيا الطرف عن القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سورية، امتنعت عن تشغيل منظومة صواريخ أس 300 دفاعا عنها.

ويستعد رئيسها فلاديمير بوتين لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قريبا. بات رجل الكرملين القوي يعتبر أن انسحاب إيران من سوريا هو الشرط الضروري لتسويق رؤاه للتسوية السورية لدى المجتمع الدولي.

إيران ستغادر سورية الأمر مسألة وقت مهما أمعنت منابر طهران في المكابرة سيكون لتلك المغادرة إخراج وخارطة طريق سيسهر بوتين على أن لا يقدّمها مجانا للعالم الغربي، سيعقد زعيم الكرملين قمّته مع نظيريه التركي والإيراني في نفس الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر وارسو المفترض أنه موجّه ضد إيران.

لا تملك طهران إلا التظلل تحت السقف الروسي. تفقد كل يوم إمكانية التعويل على مظلة أوروبية، خصوصا أن الإفراج عن آلية الدفع الأوروبية لتسهيل التجارة مع إيران، ألحق بعد ساعات بموقف أوروبي جامع يُدين برنامج إيران للصواريخ الباليستية كما السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ستغادر إيران سورية، أو على الأقل لن يعود لطهران ما كانت تملكه من نفوذ داخل هذا البلد، لا انخراط أممي في التسوية السورية ولا تطبيع عربي للعلاقة الكاملة مع نظام دمشق ولا ضخّ مالي غربي لإعادة الإعمار في هذا البلد قبل تحقيق هذا الإنجاز.

لا يعني ذلك أن إيران باتت خارج المعادلة في المنطقة، بل يعني أن شروط إيران الإقليمية باتت متقادمة في الشكل والأسلوب، وأن نظام طهران بات يحتاج، بمتشدديه ومعتدليه، إلى مقاربة أخرى تأخذ بالاعتبار ما طرأ من تبدّل على المزاج الدولي حيال “الاستثناء” الإيراني، ليس فقط من قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، ولا من قبل الاتحاد الأوروبي المجمع على اتهام إيران بالوقوف وراء عمليات اغتيال إرهابية جرت على أراضيه، بل حتى من قبل دول حليفة كروسيا والصين، أو دول لطالما اعتمدت على النفط الإيراني وتخلّت عنه استجابة لعقوبات واشنطن ضد طهران.

من يراقب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق منتصف الشهر الماضي وإلى لبنان هذه الأيام، يستدرك التحوّل الجديد في مقاربة طهران لأمر “العواصم التي تسيطر عليها”.

لم يعد الجنرال قاسم سليماني واجهة الوليّ الفقيه الإيراني وطهران في التخاطب مع البلدان الساقطة داخل النفوذ الإيراني، ولم يعُد قائد فيلق القدس من يتقدّم للدفاع عن نفوذ إيران في المنطقة، لا يعني الأمر إنهاء لدور، بقدر ما يعني رفعا من شأن الواجهة التي يقودها الرئيس حسن روحاني على حساب الواجهة التي يديرها الحرس الثوري.

ينقل رجل الدبلوماسية الإيرانية المبتسم إلى بغداد ثم بيروت نسخة جديدة من طبيعة النفوذ الذي تتحرّى إيران المحافظة عليه داخل بلدان “الهلال الشيعي” وداخل ممرّها نحو البحر المتوسط، الذي يبدو واضحًا أن إرادة دولية سياسية وجيواستراتيجية وعسكرية تعمل على قطعه في سوريا وإضعافه في العراق ومحاصرته في لبنان.

تبدو طهران في زيارة ظريف إلى بيروت أنها تحوّلت إلى بائعة سجاد طالت حياكته في إيران، يأتي الرجل ليزور البلد الذي أعلن الجنرال سليماني قبل أشهر سقوط برلمانه في يد قوى الممانعة وفوز حزب الله بـ74 نائبا، يصل إلى بيروت بعد نجاح طهران، وفق تقاطع المعلومات، في تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة لأكثر من 8 أشهر.

يحلّ الرجل في العاصمة اللبنانية بعد ساعات على “إطلالة” أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، والتي كان مطلوب منه من خلالها تمهيد الطريق لعرض إيراني لضم لبنان إلى منظومة الدفاع والأمن الإيراني، من خلال الدعوة إلى تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة الإيرانية.

يأتي ظريف إلى لبنان ليعيد إبلاغ الأميركيين من بيروت ما سبق أن أعلنه في النجف قبل أسابيع “ستمضون ونبقى لأننا أهل الأرض”. لا يهمّ أن تكون للولايات المتحدة قواعد وتواجد عسكري داخل العراق، ولا يهم أن ترصد واشنطن برنامجا تسليحيا قيمته أكثر من مئة مليون دولار للجيش اللبناني، فذلك في عُرف إيران تفصيل زائل.

بكلمة أخرى فإن طهران ترسل وزير خارجيتها للقيام بحملة علاقات عامة تصدّ بها زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العراق وتلك التي قام بها مساعده ديفيد هيل إلى بيروت. تودّ طهران أن تدعي أنها الندّ الوحيد للنفوذ الأميركي في بلدان المنطقة.

لم تعد إيران قادرة على الاحتفاظ باحتلالها لأربع عواصم عربية. شوارع إيران تئن من وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. تصرخ شوارع البلد أن “لا غزة لا لبنان روحي فدا إيران”، فيما شوارع العراق سبق أن صدحت “إيران برا برا”.

وفيما كان من المفترض على إيران أن تجني ثمار استثمارها الدموي في سوريا، تكتشف طهران أن الجنرال سليماني الذي ذهب إلى روسيا في يوليو 2015 لاستدعاء تدخلها العسكري لمنع سقوط نظام الأسد، إنما “جلب الدب إلى كرمه”، وأن موسكو تقطف بلؤم محصول ما زرعته إيران وميليشياتها الأفغانية والعراقية واللبنانية داخل الحقول السورية.لم تعد إيران قادرة على وضع العراق ولبنان واليمن وسوريا تحت سقف ولاية الفقيه، لكنها ما زالت قادرة على التخريب في هذه الدول. ما زالت قادرة على منع التسوية في اليمن وتقويض نتائج مؤتمر السويد، ما زالت قادرة على تحريك ميليشياتها في العراق ودفع أتباعها هناك للتأثير على حكومة عادل عبدالمهدي وضبط خياراته. ما زالت قادرة على إرباك اللبنانيين قبل أيام على الجلسات البرلمانية لمنح الثقة للحكومة بعد أشهر طويلة على منع ولادتها.

مقاربات طهران من خلال ظريف تمثّل واجهة صراع بين وجهة عمار تعمل على الدفع بها الدوائر العربية والدولية في شؤون العراق وسوريا ولبنان واليمن، ووجهة دمار تسعى طهران لها في جولات رجل الدبلوماسية الأول في إيران.

لا تملك طهران أمر تغيير الوجهات الجديدة، يعلم ظريف أن إيران باتت إحدى الدول التي تتوق لحماية مصالحها في العراق ولم تعد الدولة الوحيدة التي تملك باع الهيمنة المطلق على هذا البلد، يعلم أن أمر اليمن صار خارج نطاق مواهب الحرس الثوري وجنراله الشهير.

ويعلم أن قرار خروج بلاده من سوريا لن يقنع اللبنانيين بقبول ما رفضوه سابقًا، فإذا ما كانوا مجمعين على رفض سلاح حزب الله الإيراني فلن يسلّحوا جيشهم بذلك السلاح.

يعرف ظريف ذلك، لا يهمّ، يطرق باب بيروت، ليترك لحزب الله وأمينه العام أمر البناء على ذلك الطرق من أجل ضخّ مزيد من الإرباك في يوميات حكومة، ينظر إليها العالم ويتطلع اللبنانيون إلى فعاليتها لإخراجهم من ضيق طالت أثقاله فوق صدورهم.

قد يهمك ايضاً :

خامنئي يطالب بعدم قبول أي تمييز أو عدم مساواة بين الإيرانيين

طهران تزيد من دعمها إلى الحوثيين في اليمن من خلال نقل التكنولوجيا الحديثة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران تُلقي بظلالها على نفوذها في المنطقة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران تُلقي بظلالها على نفوذها في المنطقة



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"

GMT 06:09 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

جونز يعتبر هولي هولم الأعظم في رياضة الملاكمة للسيدات

GMT 07:34 2016 الأحد ,18 أيلول / سبتمبر

تعرف على سر التصاق حرف S بهواتف آيفون

GMT 04:41 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتداء الكمامات اختيارياً علي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates