واشنطن ـ صوت الإمارات
حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الصيني شي جين بينغ أمس السبت على حل النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي داعيا بكين إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية ومؤكدا تعهدات الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة.
ومن المتوقع أن يخيم التوتر بشأن المياه المتنازع عليها بين الصين وجيرانها على قمة مجموعة العشرين التي تفتتح في مدينة هانغتشو الصينية يوم الأحد.
وتحرص الصين على ضمان أن تمضي القمة دون مشاكل بينما تتطلع بكين لتعزيز وضعها العالمي وتجنب أي مشاعر غاضبة بسبب قائمة طويلة من التوترات مع واشنطن.
ويرغب أوباما الذي لم يتبق على انتهاء فترة رئاسته سوى خمسة أشهر أن يضع بصمته الأخيرة على التحول في سياسته تجاه دول المحيط الهادي ليمهد الطريق أمام من سيخلفه في البيت الأبيض والذي سيتم انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني ويتولى السلطة في 20 يناير كانون الثاني.
وبذل أوباما جهدا كبيرا في إقامة علاقات أوثق مع دول جنوب شرق أسيا ويسعى جاهدا في زيارته الأخيرة المقررة إلى المنطقة لتهدئة قلق شركاء أمريكا من القدرات الاقتصادية والعسكرية للصين.
وبعد اجتماعات استمرت أكثر من أربع ساعات مع الرئيس الصيني وكبار معاونيه أكد أوباما أهمية "مراعاة الصين لالتزاماتها" بشأن معاهدة بحرية دولية في النزاع حول حقوق تتعلق بمنطقة غنية بالنفط والأسماك تمر فيها تجارة تقدر بنحو خمسة تريليونات دولار سنويا.
وقضت هيئة تحكيم في لاهاي في يوليو تموز بأن الصين ليس لها حق تاريخي في مياه بحر الصين الجنوبي وإنها انتهكت حقوق الفلبين التي أقامت القضية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة بشان قانون البحار.
ورفضت الصين الحكم واتهمت الولايات المتحدة بإثارة مشاكل في البحر الذي تتداخل فيه مطالبها الإقليمية مع مطالب لفيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان.
وقال الرئيس الصيني في بيان نشره موقع وزارة الخارجية على الانترنت "ستواصل الصين حماية سيادتها وحقوقها البحرية في بحر الصين الجنوبي بكل حزم."
وأضاف قائلا "في الوقت نفسه فإنها (الصين) ستحرص على حل سلمي للنزاعات من خلال المشاورات مع الأطراف المعنية بشكل مباشر" وحث الولايات المتحدة على "القيام بدور بناء" في السلام والاستقرار بالمنطقة.
وقال البيت الأبيض في بيان مطول غير معتاد عقب الاجتماع إن أوباما "أكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه أمن حلفائها بالمعاهدة."
وأضاف البيت الأبيض "أكد الرئيس مجددا على أن الولايات المتحدة ستعمل مع كل دول المنطقة لدعم مبادئ القانون الدولي وتجارة مشروعة بدون عوائق وحرية الملاحة والطيران."
محادثات صريحة
وهذه آخر قمة لمجموعة العشرين يشارك فيها أوباما وقال البيت الأبيض إن زيارته لمدينة هانغتشو ستكون على الأرجح آخر لقاءات له كرئيس مع نظيره الصيني الذي تشاحن معه بشأن حوادث تتعلق باختراق شبكات الانترنت والتوترات التجارية وخلافات حول حقوق الانسان.
وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد على الحاجة إلى "بيئة حرة للتجارة والاستثمار".
وترفض الصين الانتقادات الموجهة لسجلها في مجال حقوق الإنسان وتقول إنها انتشلت الملايين من الفقر.
وتوترت العلاقات أيضا بين الصين والولايات المتحدة بسبب قضايا أمن الانترنت.
وبدأت زيارة أوباما للصين بداية متوترة فبعد قليل من هبوط طائرة الرئيس الأمريكي حاول مسؤول صيني منع مستشارة الأمن الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس من السير نحو موكب السيارات على مدرج المطار لأنها عبرت منطقة مخصصة لوسائل الإعلام وتحدث معها بلهجة غاضبة قبل أن يتدخل أحد ضباط المخابرات.
وحاول أوباما والرئيس الصيني إظهار نهج تعاوني بأن قاما بالتصديق رسميا على اتفاقية باريس للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في خطوة مهمة نحو سريان الاتفاقية قبل نهاية العام وتمهد الطريق أمام دول أخرى لتحذو حذوهما.
لكنهما تطرقا إلى القضايا الأكثر صعوبة. فمن جهته أبلغ الرئيس الصيني نظيره الأمريكي أن الصين تعترض على نشر نظام دفاعي صاروخي أمريكي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حمايتها ضد تهديدات كوريا الشمالية النووية.
وأبلغ شي أيضا الرئيس الأمريكي أن الصين والولايات المتحدة يقع على عاتقهما مسؤولية إنجاح قمة مجموعة العشرين "لضخ قوة دفع في الاقتصاد العالمي وتعزيز الثقة."
أرسل تعليقك