أعربت الهيئة المشرفة على أعمال الجمعيات الخيرية في بريطانيا، عن قلقها البالغ من استغلال الجمعيات الخيرية الإسلامية من أجل الدعاية لصالح تنظيمات متشددة، خاصة لدى فئة الشباب، إذ تواجه الجمعيات الخيرية الإسلامية في أوروبا خطرا متزايدا من اختراقها من قبل المتطرفين والجماعات المتشددة.
وأشارت الهيئة في بيان، إلى استغلال تلك الجمعيات كمنصة للترويج للإرهاب وإطلاق حملات التجنيد وتحويل الأموال المكرسة للأعمال الخيرية نحو تمويل نشاطات الجماعات الإرهابية.
وحذرت الهيئة المشرفة على الجمعيات الخيرية من أن بعض عمال الإغاثة في تلك الجمعيات الذين يسافرون في مهمات لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا والعراق، يتم تجنيدهم من قبل التنظيمات الإرهابية، في حين أن بعض الجمعيات الأخرى تعرض موظفوها للخطف أو السرقة من قبل تلك الجماعات.
ووفقا لصحيفة "تلجراف" البريطانية، أشارت أحدث الأرقام إلى أن الهيئة شهدت زيادة كبيرة في أعداد الحوادث الخطيرة وأعداد التقارير حول الجمعيات التي تم استهدافها من قبل المتطرفين والإرهابيين في العام الماضي، وأظهرت أيضا أن عدد البلاغات القانونية الرسمية بين الهيئة وأجهزة الشرطة تضاعف إزاء الجمعيات الخيرية التي تعرضت لانتهاكات ما بين 2014 و2015.
وذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، قيام مسؤولين من الهيئة بحوالي 80 زيارة تفتيشية للجمعيات الخيرية التي اعتبرت أنها يمكن أن تكون عرضة للنشاطات الإرهابية والمتطرفة، إما لأنها تعمل في سوريا أو غيرها من المناطق المعرضة للخطر أو بسبب أنشطتهم في بريطانيا، مثل دعوة خطباء متشددين ضمن أنشطة تلك الجمعيات.
وقال وليام شوكروس، رئيس الهيئة المشرفة على أعمال الجمعيات الخيرية في بريطانيا، إن اللجنة تتخذ نهجا قويا و"على نحو متزايد" للجمعيات الخيرية التي تعد عرضة للمؤامرات الإرهابية، مضيفا أن الهيئة تعمل بجد جنبا إلى جنب مع الوكالات الأخرى، لمنع استغلال تلك الجمعيات الخيرية ومواجهة أي تهديدات إرهابية.
وأصدرت اللجنة وثائق ومعلومات للشرطة وأجهزة الأمن الأخرى عندما تجد أي أدلة محتملة على أن الجمعيات تلك متورطة بأعمال إرهابية، بالإضافة إلى أنها تكشف عن تلك المعلومات للهيئة ذاتها.
ووفقا لأحدث الأرقام، فقد قدمت الهيئة نحو 506 بلاغا رسميا في العام الماضي أدلت فيه بمعلومات للشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسبب المخاوف من الأعمال الإرهابية والمتطرفة، والتي مثلت نحو 22% من إجمالي البلاغات في تلك الفترة.
ويعد هذا العدد هو ضعف البلاغات التي تقدمت بها الهيئة خلال 2013 و2014، إذ بلغت نحو 234 بلاغا قانونيا، 14% من مجمل القضايا متعلق بقضايا الإرهاب والتطرف، وأكثر من 50 منها تحقيقات رسمية وتقييم المرحلة المبكرة التي تقوم بها الهيئة المشرفة على الجمعيات خلال 2014-15 تجاه مخاوف استغلال الجمعيات المعنية لأغراض إرهابية أو متطرفة.
وأشارت أيضا أن نحو 11 تقريرا اعتبر من فئة أخطر الأحداث خلال 2014 –2015 بينما بلغت عدد الحالات 7 فقط عن العام الذي سبقه، ومن بين تلك الحالات اختطاف موظفين وسرقة بضائع من قبل جماعات إرهابية، وشملت إحدى الحالات اعتقال أحد العاملين في الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الإغاثة بتهم تتعلق بالإرهاب؛ و8 مزاعم حول تقارير وادعاءات بأن عددا من الجمعيات عبرت عن دعمها للإرهاب أو تبرير أسباب التطرف.
وكانت هيئة الجمعيات الخيرية، طلبت في وقت سابق من هذا العام من الحكومة مزيدا من التمويل والصلاحيات لمعالجة الانتهاكات في هذا القطاع، وستمنح اللجنة سلطة استبعاد أمناء تعتبرهم غير مؤهلين وإغلاق الجمعيات الخيرية عند ثبوت سوء الإدارة.
كما كشف تقرير بريطاني أن عددا من الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا خضع لمراقبة سرية، بسبب مخاوف حكومية من صلاتها بجماعات إرهابية في سوريا.
د.ب.ا
أرسل تعليقك