لندن ـ صوت الإمارات
قال وزير خارجية الظل السابق إن "الاهتمام السياسي عبر الولايات المتحدة مُرّكز بالكامل في هذا العام على الانتخابات التمهيدية الرئاسية غير العادية، غير أن ثمة تصويتا آخر عبر الأطلسي قد يكون له تأثير حقيقي على مستقبل أمريكا".
وأضاف دوجلاس ألكساندر - في مقال نشرته "لوس أنجلوس تايمز" - أن "المملكة المتحدة ستقرر في 23 يونيو المقبل عما إذا كان ينبغي عليها أن تبقى جزءا من الاتحاد الأوروبي.. وتشير استطلاعات الرأي المبدئية إلى أنه ليس فقط حكومة المحافظين، وإنما بريطانيا كلها تعاني انقساما.. المزاج متقلب؛ خطر الخروج بات حقيقيا".
وأشار ألكساندر إلى "اشتراك عدد من الأسباب ذاتها في المشهدين الأمريكي والبريطاني الراهنين منها، المخاوف الاقتصادية، ومعاداة النخبة، ومعارضة الهجرة، والخوف من الإرهاب.. وعلى غرار الانتخابات الرئاسية التمهيدية الأمريكية، فإن استفتاء بريطانيا هو أيضا ساحة تنافس بين أصحاب وجهة نظر براجماتية أو أكثر تقدمية للعالم على جانب، وأصحاب حناجر أعلى صوتا وذوات أكثر تضخما، متقدمين عليهم على جانب آخر".
ولفت ألكساندر إلى أن "رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي قضى الكثير من الوقت في إقناع المعارضين للاتحاد الأوروبي، هو الآن لم يتبق أمامه سوى ثلاثة أشهر للتأكيد على الحاجة الملحة لبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي".
ونوه ألكساندر بأنه "على مدى 70 عاما بدأت من نهاية الحرب العالمية الثانية، ظلت أمريكا بمثابة "مُشّغل" النظام العالمي القائم على أساس تحالف قوي مستقر عابر للأطلسي، مدعوم برُكنين توأمين هما حلف شمال الأطلسي "ناتو" والاتحاد الأوروبي".
وأكد ألكساندر أنه "إذا ما غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، فإن أقرب حلفاء أمريكا "المملكة المتحدة" ستكون مهمشة في القارة الأوروبية.. والأسوأ من ذلك أن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد كفيل بترك المشروع الأوروبي بالكامل عُرضة للانهيار في توقيت يواجه فيه الغرب تهديدات اقتصادية وأمنية جديدة".
ورصد صاحب المقال أنباء عن زيارة مزمعة من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة المتحدة لحضّ البريطانيين على التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي - وعلّق ألكساندر على هذا التدخل قائلا إنه "يُظهر مدى تفهّم البيت الأبيض أن ثمة خطر حقيقي يهدد الولايات المتحدة في هذا الاستفتاء البريطاني".
ورأى الكاتب أن "الرؤية البرّاقة لأوروبا "متكاملة وحرّة" والتي أطلقها الرئيس جورج بوش الأب في نهاية الحرب الباردة - هذه الرؤية تتبدد بوتيرة سريعة".
وقال ألكساندر "في عام 1989، انهار حائطٌ كان يقسم أوروبا، وفي عام 2016 يتم وضع أسلاك شائكة لتقسم أوروبا.. قارن دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، مؤخرا بين الوقت الراهن والوقت الذي سبق نشوب الحرب العالمية الأولى عندما غرقت عقودٌ من الرخاء في بحر من الظلام".
واختتم ألكساندر قائلا "إن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ليعتبر انتصارا لمبدأ "الانعزالية" على مبدأ التعاون الدولي."
أرسل تعليقك