دان الرئيس الاميركي باراك اوباما سلسلة التفجيرات وعمليات اطلاق النار التي شهدتها باريس مساء الجمعة ووصفها ب"الاعتداء ضد الانسانية جمعاء"، فيما عززت السلطات الاميركية الاجراءات الامنية في نيويورك وواشنطن.
وقال اوباما في تصريح مقتضب في البيت الابيض "اولئك الذين يظنون ان بامكانهم ترهيب شعب فرنسا او القيم التي يدافعون عنها هم على خطأ".
وفي آخر حصيلة لضحايا التفجيرات الانتحارية وعمليات اطلاق النار التي تمت في مناطق عدة في باريس، افادت مصادر فرنسية مطلعة على التحقيق عن مقتل 128 شخصا واصابة 180 آخرين بجروح.
وتم تعزيز أمن المنشآت الرياضية الاميركية. وبين النقاط المستهدفة في باريس ستاد دو فرانس الذي كان يشهد مباراة ودية بين منتخبي المانيا وفرنسا.
وقال اوباما "نتذكر في الفاجعة هذه ان روابط الحرية والمساواة والاخوة ليست فقط قيما يتشاركها الفرنسيون فحسب، بل نتشاركها نحن"، وذلك في اشارة الى الشعار الوطني الفرنسي الذي يضم الكلمات الثلاث.
واضاف "تلك تتخطى أي عمل ارهابي او التطلعات الحاقدة للذين نفذوا الجرائم".
الا ان المسؤولين الاميركيين اكدوا عدم وجود تهديدات مماثلة تستهدف الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الامن الداخلي "ليست هناك اي تهديدات محددة او ذات مصداقية للولايات المتحدة" في اعقاب الاعتداءات.
غير ان السلطات في نيويورك والعاصمة واشنطن اللتان تعرضتا لهجمات ارهابية في 11 ايلول/سبتمبر 2001، رفعت حالة التأهب ونشرت تعزيزات من شرطة مكافحة الارهاب في الاماكن المكتظة كإجراءات وقائية.
كما تم نشر وحدات في مواقع فرنسية مثل البعثة الفرنسية الى الامم المتحدة والقنصلية الفرنسية في نيويورك.
وقالت شرطة نيويورك ان قسم الاستخبارات لديها "يقوم باتصالات لمساعدة شرطة باريس بأي طريقة ممكنة".
ومساء الجمعة اضيء هوائي برج التجارة العالمي، بالوان العلم الفرنسي تضامنا مع فرنسا.
وقال حاكم نيويورك اندرو كومو في تغريدة "اليوم وفي الايام التالية، ستضيء نيويورك برج التجارة العالمي بالازرق والابيض والاحمر تضامنا مع الشعب الفرنسي". وارادها الحاكم مبادرة رمزية في اعلى برج في الولايات المتحدة اعيد بناؤه في موقع هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
وقالت هيلاري كلينتون، المرشحة الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية 2016، "صلواتنا مع الشعب الفرنسي الليلة".
وقالت كلينتون، زوجة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، "علينا ان نقف جنبا الى جنب في كل خطوة من الطريق مع فرنسا وحلفائنا حول العالم لشن وكسب المعركة ضد الارهاب والتطرف العنيف".
وقالت "حتى في هذه الليلة الاكثر ظلمة، تبقى باريس مدينة النور. لن يمس اي هجوم ارهابي بمعنويات الشعب الفرنسي او التزامنا المشترك بالقيم الديموقراطية التي نشاركها".
وأعلن البيت الابيض في بيان في ساعة متأخرة الجمعة ان "الرئيس كرر دعم الولايات المتحدة الثابت والراسخ للشعب الفرنسي، أقدم حليف وصديق، وأكد الاستعداد لتقديم اي دعم لازم في التحقيقات الفرنسية".
- "سوق الارهابيين امام القضاء" -
وفي تصريحات سابقة مساء تعهد اوباما العمل مع فرنسا لسوق المسؤولين عن الاعتداءات امام القضاء.
وقال اوباما "عند حصول هذا النوع من الهجمات كنا دائما نستطيع الاعتماد على الشعب الفرنسي للوقوف معنا. طالما كانوا شريكا استثنائيا في مكافحة الارهاب".
واضاف "نحن جاهزون ومستعدون لتقديم اي مساعدة تحتاج اليها الحكومة والشعب الفرنسي".
واضاف "الاعتداء ليس فقط ضد الشعب الفرنسي. إنه اعتداء ضد الانسانية جمعاء وقيمنا العالمية".
كما اعرب الرئيس الاميركي عن تصميمه لمكافحة الارهاب.
وقال "سنفعل كل ما يلزم للعمل مع الشعب الفرنسي والدول حول العالم لسوق هؤلاء الارهابيين امام القضاء ونتعقب اي شبكات ارهابية تستهدف شعوبنا".
وقال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن "مثل هذه الوحشية لن يمكنها تهديدنا، سنرد. سننتصر. سنصمد".
واعلن وزير الخارجية جون كيري ان السفارة الاميركية في باريس تسعى للتواصل مع الرعايا الاميركيين الموجودين في المدينة.
أرسل تعليقك