التيارات الشبابية تظهر تمرداً مضبوطاً على التقاليد الإجتماعية في كوبا
آخر تحديث 20:09:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

التيارات الشبابية تظهر تمرداً مضبوطاً على التقاليد الإجتماعية في كوبا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - التيارات الشبابية تظهر تمرداً مضبوطاً على التقاليد الإجتماعية في كوبا

التيارات الشبابية في كوبا
هافانا ـ صوت الإمارات

في كل نهاية اسبوع، يلتقي مراهقون ثائرون على التقاليد الاجتماعية في احد الشوارع الرئيسية في العاصمة الكوبية هافانا ليظهروا على الملأ انماط حياتهم غير التقليدية وسط رقابة حذرة لكن متسامحة من جانب السلطات الكوبية.

وهؤلاء المراهقون الذين لا يشبهون بشيء الصورة التي روج لها فيدل كاسترو وارنستو تشي غيفارا في ستينات الماضي عن "الرجل الجديد"، هم نتاج ثقافة عصرهم في جزيرة شيوعية اضطرت في نهاية المطاف الى منحهم مساحة من الحرية.

وبذلك، قرابة منتصف الليل ايام الجمعة والسبت، يأتي بضع مئات من الاشخاص تراوح اعمار غالبيتهم بين الـ12 والـ20 عاما عارضين شعرهم الطويل واوشامهم وسراويلهم الفضفاضة في "شارع جي" في قلب العاصمة هافانا امام تمثال الثائر الاميركي اللاتيني سيمون بوليفار.

وفي فيء الاشجار الموجودة في المنتزه المركزي داخل الشارع او على الضوء الخافت للمصابيح، يجوب المراهقون المنتمون الى مختلف التيارات الشبابية اللانمطية الازقة في هذا الشارع على وقع موسيقى الهارد روك والريغيتون والسالسا التي تصدح انغامها من هواتفهم.

ويتميز المشاركون في هذا الاستعراض بتسريحات شعرهم الغريبة والملونة وبالاوشام المتعددة على اجسادهم وملابسهم الداكنة واكسسواراتهم اللافتة.

وهذه المظاهر تختلف عن الصورة السائدة عن بلاد السالسا مع سياراتها الاميركية الجميلة ومبانيها العائدة الى الحقبة الاستعمارية وموسيقييها الذين يرتدون ملابس بيضاء.

غير ان هذا التمرد يبقى ضمن حدود المعقول، اذ ان المشاركين في التجمعات يافعون جدا. هنا لا يوجد ضوضاء او عراكات او موسيقى صاخبة... فنحن في كوبا.

وينتشر بضعة عناصر من الشرطة بلباس مدني في محيط هذا التجمع، مستعدين للتدخل في حال حصول تجاوزات او استخدام علني للممنوعات. 

وتكونت الهويات المختلفة لهذه التيارات الشبابية بحسب تعدد اذواقها الموسيقية. ويمكن بالتالي التمييز بين الـ"روكرز" او محبي موسيقى الميتال والهارد الروك ويتميزون بشعرهم الطويل، والـ"ريباس" او محبي موسيقى الريغيتون الاتين من الضواحي، والـ"ميكيز" او محبي موسيقى البوب، والـ"ايمو" وهم اشخاص لا تبدو عليهم معالم واضحة تحدد جنسهم ويتشحون غالبا بالسواد. والى جان هؤلاء هناك ايضا تيارات الـ"هيبي" والـ"فريك" والـ"بانك".

ويجذب وجود هذا العدد من المراهقين غير التقليديين الانظار الفضولية للمارة، الا ان مظاهر العدائية تجاههم نادرة وموقف السلطات حيالهم اتسم بالمرونة في السنوات الاخيرة.

وقال روبن غوتيريز وهو من مجموعة الـ"بانك" وجسمه مغطى بالاوشام "ثمة تسامح اكبر حاليا".

اما عمر باديلا البالغ 30 عاما ومن محبي الروك فيذكر حينما كانت السلطات تنظر بريبة الى هذه التيارات الشبابية ولا تستسيغ حبهم للموسيقى الآتية اليهم من عدوهم الاميركي. ففي 2001، اقفلت السلطات مركزا كان يعتبر على مدى 15 عاما ملتقى محبي الروك في كوبا.

لكن في 2007، تغيرت نظرة القادة الشيوعيين. فبعد تحليلهم بعمق لسلوك محبي الروك، اقتنع هؤلاء بأن هذه المجموعة من الشبان تنسجم مع المشروع الاشتراكي الكوبي وبالتالي افردوا لهم مساحة حرية اكبر.

وبعد ان كانت ممنوعة رسميا في كوبا حتى 1966 وبدأ التسامح الفعلي حيالها في الثمانينات، باتت موسيقى الروك ومتفرعاتها اليوم متوافرة في محلات بيع الاسطوانات المقرصنة وعلى الانترنت على الرغم من انها لا تزال باهظة الثمن وتخضع لقوانين متشددة.

وكمؤشر الى التغير الاجتماعي في كوبا، اختار الكاتب الكوبي شخصية فتاة من تيار الـ"ايمو" لتكون بطلة روايته الاخيرة الصادرة سنة 2013.

نقلا عن أ ف ب .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التيارات الشبابية تظهر تمرداً مضبوطاً على التقاليد الإجتماعية في كوبا التيارات الشبابية تظهر تمرداً مضبوطاً على التقاليد الإجتماعية في كوبا



GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 13:25 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إليسا على مشارف قصة حب جديدة بطلها ناصيف زيتون

GMT 03:21 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة السورية دينا هارون بعد صراع مع المرض

GMT 02:33 2016 الخميس ,09 حزيران / يونيو

فوائد المشمش الهندي

GMT 00:26 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تعرف أكثر على أسرار القرآن الكريم والعلم

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بلدية دبي تنتهي من تجهيز المخيمات الشتوية المؤقتة

GMT 14:14 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أفلام اجتماعية نجحت بسبب أغانيها وارتبطت بها

GMT 22:49 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

عاصفة ثلجية تضرب جزيرة هوكايدو شمال اليابان

GMT 04:36 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في كانون الأول المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates