كشف وزير الشباب والرياضة اليمني معمر الإرياني أنَّ موازنة وزارته لم تتغير منذ 18عامًا أسوة بباقي الوزارات، موضحًا أنَّها أقل بكثير من موازنة مصلحة شؤون القبائل، مبررًا ذلك بحجم الإنفاق الحكومي الكبير على قطاعي الكهرباء والمياه للحفاظ على الاستقرار.
وأوضح الإرياني في حديث خاص إلى "صوت الإمارات"، أنَّ الاستقرار لا يأتي إلى اليمن بعيدًا عن ممارسة الأنشطة الرياضة التي من شأنها أن تسمو بروح الشباب وتبعدهم عن الصراعات والخلافات السياسية، معربًا عن إرادة الحكومة اليمنية في أن تنتهي ظروف الحرب مع "القاعدة" والصراعات الداخلية بين القبائل لإعادة بناء وتأهيل الملاعب في مختلف المحافظات.
وأكد أنَّ أهم المعضلات التي تواجه الرياضية اليمنية غياب المستوى الثقافي بين عامة المجتمع، وغياب الوعي بأهمية الرياضة ودورها، خصوصًا أنَّها نشاط يحافظ على يقظة العقل وحيوية الجسم، منوهًا إلى أنَّ "العالم ينفق الملايين على الأنشطة الرياضية ما يخفف العبء من علاج الأمراض المختلفة مثل السكري والضغط".
وأشار الإرياني إلى تعاطي غالبية الشباب اليمني للقات، وهو نبات منشط يُفقد الشهية، ممنوع في معظم دول العالم، وتشتهر به اليمن والجزيرة العربية، ما يؤدي إلى انخفاض نسبة الاهتمام بالرياضة.
وفيما يتعلق بفوز منتخب الشباب على نظيره الإيراني، بيّن أنَّ الحماس الكبير الذي يمتلكه الشباب والناشئون "يكون دافعًا كبيرًا لهم لبذل جهد كبير،
على الرغم من أنهم أقل خبرة من المنتخب الأول، لذلك نسعى إلى الاهتمام بشكل كبير بالشباب والناشئين ونعمل على توفير فرص التطوير والارتقاء بمستوياتهم كي يكون لنا منتخب ممتاز وقوي".
وعن منحة "الاتصالات"، أضاف الإرياني " الـ1% جاءت بجهود كبيرة جدًا ودعم من الرئيس عبد ربه هادي، وكنّا نطمح أنَّ 1% سنحصل على مبلغ لا يقل عن 3 مليار ريال من الاتصالات، ولكن تفاجأنا بأنَّ ما وصل مليار ومائتان مليون، تذهب 30% منها للسلطات المحلية في المحافظات بحوالي 900 مليون وبموجب زيادة نسبة 1%.
وتابع "رفعنا مخصصات الأندية على سبيل المثال، في الدرجة الأولى كانت تستلم 5 مليون ريال وحاليًا يُخصص لكل نادي 20 مليون ريال، وأندية الدرجة الثانية كانت تستلم 2 مليون ريال وحاليًا تستلم 10 مليون ريال، وأبطال المحافظات من أندية الدرجة الثانية كانوا يستلمون مليون ريال والآن 5 مليون، وهذا مبلغ كبير" مضيفًا "هناك زيادة في مخصصات الاتحادات الرياضية وزيادة في مخصصات النشاط الخارجي وكذلك الأنشطة الداخلية، مع ملاحظة أنَّ ارتفاع الأسعار أثر على النشاط الرياضي بصورة عامة؛ لذلك لم تظهر نتيجة ملموسة لهذه المبالغ".
وبشأن الانتخابات الغير الشرعية في الأندية اليمنية، صرّح الإرياني "بالنسبة إلى نادي الشعلة الرياضي لا توجد أي مشاكل ولا يوجد أي عائق، لكن فشل الانتخابات في ناديي التلال والوحدة بسبب المماحكات السياسية، وبالنسبة إلى نادي الوحدة جرت الانتخابات وتمَّ الطعن من قبل طرف من الأطراف في العملية الانتخابية وحكمت المحكمة له ببطلان الانتخابات، أما نادي التلال هو نادي كبير وعريق ولكن نتيجة للظروف السياسية الصعبة التي تمر بها اليمن، خصوصًا في السنوات الأخيرة، ونتيجة لأنَّ العمل السياسي كان كبيرًا جداً في هذا النادي حصلت مشاكل ومعيقات في اختيار الإدارة، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة مؤقتة مهمتها أن تجمع الكل في إطار النادي والإعداد للانتخابات".
وبيّن أنَّه نتيجة لنجاح القيادة المؤقتة في النادي، وبناء على طلب الكثير من الأعضاء، تمَّ الإبقاء عليها فترة أخرى، مشيرًا إلى أنَّ ما يهم الوزارة أن يكون هناك نادي عامل وفعال، خصوصًا أنَّ الإدارة المؤقتة حققت نجاحات في السنة الماضية وأنقذت النادي من خطر الهبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية.
وبرّر الوزير الإرياني، انسحاب بعض الأندية من دوري الطائرة بالضغوط التي تعاني منها الرياضة عمومًا، لاسيما بعدما أحرق "الحراك الجنوبي" نادي الشعب في حضرموت، ما كان له أثر كبير على اللاعبين ونهب الباص الخاص بالنادي، موجهًا بضرورة أن يعي الناس الفصل بين السياسة والرياضة التي تحمل رسائل السلام والمحبة ولا تميّز بين يمني وآخر، مشيرًا إلى أنَّ نادي حضرموت مرتبط بالحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال، آملًا في الوصول إلى اتفاق طبقًا للحوار الوطني والدستور الجديد.
وفيما يخص الأندية التي تتعاقد من اللاعبين الأجانب، أفاد الإرياني " نحن سبق وأن وجّهنا الأندية الرياضية إلى عدم التعاقد مع أي لاعب أجنبي إلا إذا كانت لديها إمكانات مالية متاحة، إضافة إلى متطلبات وشروط رئيسة للتعاقد، لكنّنا في الوزارة نتفاجأ ببعض اللاعبين يشكون من بعض الأندية أنّها لم تدفع المرتبات الخاصة بهم، ما جعل الوزارة تخصم من مخصصات تلك الأندية؛ لكن العملية تحتاج إلى تفاهم مشترك بين اتحاد كرة القدم والأندية".
وعن دوره في حال استمر ضمن الحكومة اليمنية، أكد الإرياني "الحكومة جاءت في ضوء ظروف صعبة جدًا، وربما لو كانت الظروف طبيعية، لأحدثنا الكثير من التغيير، وعملنا في الفترة الماضية على استكمال البنية التحتية التي كانت معدومة سابقًا، ولم يكن هناك قوانين أو لوائح تستطيع منها أن تعبَّر عن العمل الرياضي في اليمن وتوفر البيئة للرياضيين وممارسة الرياضة ولا إرشادات تظهر الحقوق والواجبات على اللاعبين والمنتخبات، وحققنا منه جزءًا مما كنا نطمح إليه، رفعنا مخصصات الأندية، وعملنا على تشكيل لجنة للتحكيم الرياضي".
واستطرد " تم إعداد قانون للاحتراف الرياضي والاستثمار في الأندية والتحول إلى عملية اقتصادية لا تتحمَّل الحكومة أعباءها على أن يكون في القانون الجديد مشاركة واسعة من القطاع الخاص ما يساهم في رفع مخصصات الأندية بشكل كبير جدًا إلى مبالغ لن تقل عن 100 مليون ريال"
واختتم الوزير الإرياني حديثه بالتأكيد على مشاركة المنتخب اليمني في مباريات خليجي 22، قائلًا " اليمن يرحّب بمثل هذه البطولة في المملكة العربية السعودية والتي كانت لها وقفة مع اليمن في مختلف الظروف والمراحل التي تمر فيها البلاد في الفترة الماضية، وبذل الإتحاد جهودًا كبيرة في هذا الموضوع وصرف كل المخصصات عدا الخارجية، لم يتم صرفها من وزارة المال، وناشدنا أكثر من مرة وزارة المال أن تصرف مخصصات اتحاد كرة القدم حتى يكون هناك استعدادا أفضل وتهيئة أحسن مثل المعسكرات الخارجية، وأن يشارك المنتخب ويخسر أفضل من ألا يشارك".
أرسل تعليقك