نواكشوط - محمد شينا
شن أمين العلاقات الخارجية في "الحركة العربية الأزوادية" بوبكر الصديق الطالب، هجومًا قويًا على الحكومة المركزية في باماكو في جمهورية مالي متهمًا أيها بتهميش واضطهاد الشعب الأوزادي، مضيفًا أن الحركات الأزوادية لن تتنازل بالمطلق عن حقها في تقرير المصير والاستقلال عن مالي، فيما قال في حديث خاص مع "العرب اليوم" على هامش مؤتمر الحركات الأزوادية الذي احتضنته العاصمة الموريتانية نواكشوط، "إن جميع الحركات الأزوادية باتت على قناعة بضرورة توحيد جهودها من أجل توحيد المطالب والتغلب على "العدو في هذا الظرف العصيب".
وأشار الصديق الطالب، إلى أن أبرز الأهداف المنشودة من المؤتمر الذي عقدته الحركات الأزوادية في نواكشوط على مدى الأيام الماضية هو المساهمة في خلق سلام دائم طالما فقده الشعب الأزادي، فضلا عن الخروج بوثيقة موحدة للمفاوضات المقبلة والتحسيس بقضية اللاجئين الأزواديين وجمع المال لصالحهم والعمل من أجل أن تصلهم المواد الغذائية والضرورية، خاصة من أولئك الذين لم يغادروا الإقليم وبقوا فيه رغم الظروف القاسية.
وشدد أمين العلاقات الخارجية بالحركة العربية الأزوادية خلال مقابلته مع مصر اليوم، على أن جميع الحركات الأزوادية ستظل متمسكة بمطلبها الأساسي المتمثل في حكم ذاتي موسع أو استقلال ضمن اتحاد فيدرالي، وأضاف "سنظل متمسكون بهذا الخيار حتى يتحقق".
وقال الصديق الطالب، "إن الأزواديين لا يتوقون الكثير من الرئيس المالي الجديد"، مضيفًا:" بالتأكيد سيكون مثل سابقه، لكن نرجو من المجتمع الدولي أن يضغط على الحكومة المالية التي ستعلن بعد تنصيب الرئيس الجديد لمالي من أجل إعطاء هذا الشعب الذي ناضل لسنوات وتشرد، حقوقه المشروعة على أرضه ".
وبخصوص نشاط الجماعات الإسلامية التي توصف بالإرهابية في إقليم أزوادية قال:" لم يعد هناك وجود حقيقي للحركات الإسلامية المتشددة سوءًا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو غيره على الأرض في إقليم أزواد، لكن بالتأكيد لا تزال هناك فلول من هذه الحركات ولكن ليست في المدن، ولا حتى القرى بل في الصحاري الممتدة على طول الحدود المشتركة مع موريتانيا والجزائر، ونحن لا نتوقع أي عودة لهذه الحركات في ظل وحدة الحركات الأزوادية".
وبخصوص الانتشار العسكري الأفريقي في إقليم أزاد قال: "نرفض بشكل كامل التواجد العسكري الأفريقي والدولي على الأراضي الأزوادية ولا نريد أن نرى بعد اليوم أي جندي أجنبي على أراضينا".
وبشأن سبب اختيارهم لعقد مؤتمرهم بموريتانيا قال: "اخترنا العاصمة الموريتانية نواكشوط لأن موريتانيا هي أقرب دول لنا، وهي الدولة التي تستقبل اللاجئين الماليين منذ تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم، وهي الدولة التي تربطنا بها أيضا علاقات قوية وتاريخية وظلت حكومتها تقف إلى جانبنا في كل الأزمات التي مر بها الإقليم".
وتابع الصديق الطالب "إن الحركات الثلاثة المجتمع بنواكشوط والتي تضم ( الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية الأزوادية) قررت العمل على إنهاء كل أشكال الأقوال والأعمال التي تسئ للتعايش السلمي بين مكونات أزواد، فضلا إدانتها لكل أشكال الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود".
وواصل "وبذلك يعتبر الارتباط والعلاقات مع التنظيمات والشخصيات التي تهدد الأمن والاستقرار الداخلي الإقليمي والدولي أمر مرفوض ومدان من الحركات الأزوادية".
ودعا الحكومة المالية إلى الوفاء بالتزاماتها في اتفاق "واغادوغو" وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين الأزواديين في سجون باماكو، داعين أيضا المجتمع الدولي إلى الضغط على باماكو لاحترام بنود الاتفاق.
وخلص إلى القول :"الأكثر أن أوجه رسالة لدول جوار مالي خصة الجزائر وموريتانيا ونيجيريا هي: أن يساعدنا على استقلال إقليم أززاد فمال لم يستقل هذا الإقليم لن يكون هناك أمن ولن تكون هناك أي جدوى لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات بمنطقة الساحل لكن إذا حصلنا على تقرير مصيرنا سنبذل كل جهودنا لمحاربة الإرهاب بالمنطقة وستتضح جدوى ذلك في ظرف وجيز".
أرسل تعليقك