الرياض ـ وكالات
فيما ندد رجل دين سعودي مقرب من فكر الإخوان المسلمين بمصادرة الحقوق في المملكة وطالب بالإصلاح، حذر كاتب سعودي من أن السعودية تشهد زمن إصلاح وانفلات في نفس الوقت، وشدد على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المجاورة.ندد رجل دين سعودي بارز من تيار الصحوة القريب من فكر الإخوان المسلمين في "خطاب مفتوح" الجمعة (15 مارس/ آذار 2013) بمصادرة الحقوق، مطالباً بالإصلاح. وحذر في الوقت ذاته من الاحتقان في المملكة التي تتبع نهجاً محافظاً سياسياً ودينياً.
وكتب سلمان العودة في موقعه الإلكتروني على شاكلة مقتطفات أن "الناس هنا لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا إلى الأبد على مصادرتها كلياً أو جزئياً ... حين يفقد الإنسان الأمل، عليك أن تتوقع منه أي شيء".وأشار العودة إلى "مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير ... إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء، ومع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع".
وعزا رجل الدين السعودي أسباب الاحتقان إلى "الفساد المالي والإداري والبطالة والسكن والفقر وضعف الصحة والتعليم وغياب أفق الإصلاح السياسي"، مشيراً إلى أن "استمرار الحالة القائمة مستحيل. لكن السؤال إلى أين يتجه المسار؟".
واعتبر سلمان العودة أن من "الضروري الإفراج عن معتقلي حسم وإصلاحيي جدة"، في إشارة إلى الأحكام التي صدرت السبت الماضي بسجن ناشطين حقوقيين بارزين حوالي عشر سنوات لكل منهما وحل جمعيتهما لعدم حصولها على ترخيص بمزاولة العمل.
كما اعتقلت السلطات سنة 2007 عدداً من أساتذة الجامعات والحقوقيين، فيما بات يعرف باسم "خلية استراحة جدة"، بعضهم من تيار الصحوة. وحكم على أحدهم، وهو من رموز حزب الأمة التابع للإخوان المسلمين بالسجن 30 عاماً.
من جانبه، قال الكاتب السعودي علي بن محمد الرباعي في كتاب جديد له إنه مع أن عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل السعودية، هو عهد إصلاح وانفتاح، إلا أن هناك تيارات في السعودية تتصارع باسم الدين والنظرات الدينية المتباينة.
جاء ذلك في كتاب الرباعي، الذي حمل عنوان "صراع التيارات في السعودية". وجاء في كتاب الرباعي أن "واقع الحال في المملكة العربية السعودية يقلب المعادلة، مع ما يدع الحليم حيران، فالمشهد الحالي ... يوحي بأننا لم نعتبر ما جرى حولنا من انقلابات وانفلاتات، ما يجذّر للمزيد من الطغيان والتسلط في غياب دولة القانون والمؤسسات".
وتحت عنوان "الفساد والإصلاح"، يرى المؤلف أن ما تعيشه البلاد الآن "جعل المال دولة بين الأغنياء منهم وأحال المجتمع إلى طبقتين رئيستين: ثرية تزداد ثراء وفقيرة تتجشأ فقراً ومتاعب وديوناً، مع انحسار الطبقة الوسطى تدريجياً".
وفيما يخص القضايا الجدالية قال "من استقراء لواقع الطرح الثقافي الشعبي الإيديولوجي في السعودية منذ توحيدها مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، إذ أن معظم قضايانا التي نعدها جوهرية تتمحور حول ما إذا كان وجه المرأة عورة أم لا وهل ننفصل عن النساء أم نتصل بهن وما حكم قيادة المرأة للسيارة ومن هم الإسلاميون وما هي مواصفاتهم من خلال طرحهم ومن هم الليبراليون الكفار والملاحدة الذين يريدون إظهار الفساد في البلاد وبين العباد؟ وما يجب علينا للوقوف في وجه المتآمرين على الدين".
وأضاف "هذه القضايا الشكلية القائمة تحت حجاب تتراكم تحته أحيانا رذائل شتى ومظاهر يتوسل بها بعض الشهوانيين لتحقيق مآرب دنيوية باسم الله تعالى وشرعه. هذه الإشكالات تجاوزتها دول إسلامية عدة يقوم اقتصاد معظمها على التمويل السعودي فيما لم يستطع البلد الذي يغذي شرايين العالم بالموارد البترولية إن يغذي شعبه بالوعي ويتجاوز الجدل العقيم ولم تنجح الثقافة السائدة في مدنا بأدوات التحول إلى مجتمع منتج في أفكاره وطرحه وصناعته".
أرسل تعليقك