مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد
آخر تحديث 15:47:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد

دمشق ـ وكالات

أثارت فتوى مجلس الإفتاء في سوريا بالدعوة للجهاد إلى جانب قوات الأسد تساؤلات حول الهدف من تأجيج الوازع الديني في هذه المرحلة من الأزمة السورية. الخبراء يتخوفون من منحى طائفي للصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين. تتخذ الحرب في سوريا بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية أشكالا متعددة، فليس الصواريخ والقاذفات التي يعلو صوتها هي فقط التي تحدد الخاسر أو المنتصر في كل يوم من أيام الصراع الدامي في البلاد، بل آلة أخرى تقوم بالتعبئة، وحشد التأييد، وتحفيز المقاتلين على البطش بعدوهم وإلحاق اكبر الأضرار به، إنها الدعاية والدعاية المضادة. فنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتبر نفسه نظاما علمانيا، طالما وصف معارضيه ممن حملوا السلاح في وجهه بـ"الإرهابيين أو الجهاديين". كذلك يقوم بعض معارضيه بوصفه بأنه "عميل او دمية" بيد إيران، فيما ذهب آخرون إلى تكفيره معلنين الجهاد ضده. ويرى مراقبون أن الدعاية الحربية في سوريا، سواء التي يقوم بها النظام أو المعارضة المسلحة، بدأت تأخذ أكثر من أي وقت مضى صبغة دينية، فقد أصدر مجلس الإفتاء الأعلى، وثيقَ الصلةِ بالحكومة في سوريا، فتوى تدعو المواطنين للانضمام إلى الجيش واصفا ذلك بأنه "مسؤولية إيمانية ووطنية"، قائلا إن الدفاع عن سورية هو "فرض عين" أي أنه واجب شرعي على كل مسلم، داعيا أفراد الجيش السوري الذين يخوضون "المعارك في الدفاع عن شعبنا وأمتنا بمراقبة الله عز وجل في جهادكم ودفاعكم عن سوريا رفعا لكلمة الله والحق في وطننا الغالي". وغداة إعلان مجلس الإفتاء الأعلى التابع للنظام السوري الجهاد ودعوته أبناء الشعب السوري الالتحاق بقوات النظام، عرض التلفزيون السوري الرسمي، حسب وكاله الأنباء الألمانية، أغنية "سنخوض معاركنا معهم"، وهي إحدى أشهر أغاني تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الجهادية حول العالم. ويرى الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باريس أن النظام في سوريا الذي يقوده حزب البعث العلماني يحاول أن يستخدم مصطلح "الجهاد" ضد خصومه "لأنه أصيب بالاستنزاف"، فالكثير من قوات الاحتياط في الجيش السوري وحتى الشباب ممن يتم استدعاؤهم لخدمه العلم يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية. وبالتالي فإن "ربط هذه الخدمة بالوازع الديني قد يشجع المترددين على الالتحاق بالجيش السوري النظامي"، كما يقول ابو دياب في حوار مع DW. وقد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن أحمد بدر الدين حسون، المفتي العام للجمهورية، دعوته لـ"كل الأمهات والآباء في الوطن إلى حث أبنائهم على الانضمام إلى صفوف الجيش العربي السوري من أجل حماية سورية والدفاع عنها في وجه المؤامرة الكونية التي تستهدفها أرضا وشعبا ومؤسسات". مضيفا أن الجيش في "حالة دفاع عن النفس والوطن في مواجهة القوى المتآمرة على سوريا". ويرى الدكتور أبو دياب في هذه الدعوة محاولة لـ"إعطاء التبرير الديني لما تقوم به هيئة أركان الجيش السوري بالإضافة إلى مساندة طلبها التعبئة والنفير في وسط الشباب السوري". ويشار في هذا الصدد إلى أن الجيش العربي السوري، الذي يحمل الطابع العلماني، كان يمنع كل المظاهر الدينية داخل المؤسسة العسكرية. وقبل فتوى الشيخ حسون كانت فتاوى أخرى تصب في ذات الاتجاه، سواءا من داخل سوريا أو خارجها، فالكثير من الأمة والدعاة يطالبون ومن على المنابر بدعم جهة ما على جهة أخرى في هذا الصراع الذي دخل عامه الثالث، وقد انتشرت هذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى موقع اليوتيوب نجد مثلا فيديو للشيخ محمد العريفي، وهو داعية سعودي معروف، يطلب فيه "النصرة باسم الإسلام لأهل الشام"، في إشارة منه إلى إعلان "الجهاد لإسقاط نظام بشار". في المقابل ظهرت دعوات دينيه أخرى  في العراق وإيران، ولبنان، لنصرة نظام الأسد، فقد طالب رجل الدين الإيراني مهدي طائب، بدعم الجيش النظامي السوري مؤكدا بالقول  "لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران". ومن كل هذه التصريحات الداعية إلى "الجهاد" يتخوف المحلل السياسي خطار ابو دياب من أن تصبح سوريا "ساحة معركة بين عناصر جهاديه لدعم الاسد وعناصر جهاديه أخرى مناوئه له". ويضيف قائلا: "إن الأخطر هو أن دعوة حسون إلى الجهاد قد تكون رسالة إلى حلفاء نظام دمشق للمساهمه في هذه المعركة باسم الدين"، الأمر الذي قد يحول الثورة السورية، إلى صراع إقليمي طائفي. وهو منحى حذرت منه لجنة من المحققين التابعين للأمم المتحدة في تقرير قدمته قبل يومين لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جينيف.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد مخاوف من منحى طائفي للصراع في سورية بسبب توظيف الجهاد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates