حسمت روسيا أمرها في ما يتعلق بالعملية العسكرية الوشيكة في إدلب، وأبلغت دولاً إقليمية بأنها ستقدم الدعم العسكري لقوات النظام والفصائل الموالية له، خلال شن عملية عسكرية سريعة ومركزة في أطراف المدينة، وصفها مراقبون بأنها «نصف حرب»، بالتزامن مع دخول روسيا في مفاوضات مع الفصائل المسلحة في المحافظة، بهدف تجنب المواجهة العسكرية.
قوال مصدر مطلع في المعارضة السورية لـ «البيان» إن روسيا أبلغت الدول الإقليمية بقرار انتزاع إدلب من الفصائل المسلحة في المدينة، لافتاً إلى أنها تستند في قرارها إلى أن مشاورات الأستانة لم تستبعد ضرب جبهة النصرة، بعد إدراجها على قائمة الإرهاب إلى جانب تنظيم داعش.
وأضاف المصدر أن روسيا قد تلجأ إلى عملية عسكرية سريعة في أطراف المدينة، لإظهار الجدية في الحصول على إدلب وتوجيه رسالة للدول الإقليمية وواشنطن، أنها لن تتراجع عن عملية إدلب، منوهاً إلى أن روسيا قد تحصل على إدلب بـ «نصف حرب».
ويرى محللون عسكريون أن النظام السوري وروسيا لن يتوقفا في معركتهما داخل إدلب عند معبر باب الهوى، على الحدود السورية التركية، لاسيما بعد أن أصبحت إدلب رمز السيادة للنظام السوري.
في موازاة ذلك، تعيش الفصائل المسلحة داخل المحافظة حالة من الانقسام بين من يرفض قبول التسوية مع النظام والخروج من المدينة، وبين من يرى أن الإرادة الروسية بالحصول على إدلب واضحة، داعين إلى تجنيب إدلب مصير الغوطة ودرعا.
في السياق أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن موظفي مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا يجرون محادثات مع مسؤولي الجماعات المسلحة والشيوخ في إدلب لتحقيق تسوية سلمية للأزمة هناك.
تسوية سلمية
وقال شويغو: «تجري هناك محادثات ثقيلة وصعبة على جميع المستويات مع من كنا نسميهم سابقاً بالمعارضة المعتدلة، ونسميهم اليوم بالمسلحين وزعمائهم، كما يجري العمل مع الشيوخ الذين يسيطرون على بعض القبائل في هذه الأراضي».
وأضاف أن هذه المحادثات تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية في هذه المنطقة على غرار تسوية الأزمة في درعا والغوطة الشرقية.
وتحدث الوزير الروسي أيضاً عن دهشته لرؤية عدد الأسلحة التي سلمها المسلحون إلى القوات الحكومية السورية بعد بلوغ التسوية السلمية.
وتابع:«كانت هناك أيام سلم المسلحون فيها ما بين 5 و7 دبابات، إضافة إلى المدافع وراجمات الصواريخ، ولا يدور الحديث هنا عن عدة وحدات من الأسلحة، بل عن الآلاف». وأفاد الوزير الروسي بالعثور على مستودعات ومصانع كثيرة بعد تحرير حلب، كان فيها عدة آلاف من الأسلحة المختلفة.
تعزيز عسكري
إلى ذلك، عززت روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا خشية قيام الغرب بشن ضربات قريباً تستهدف قوات النظام.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر في هيئة الأركان الروسية أن فرقاطتين مجهزتين بصواريخ عابرة من نوع كاليبر قادرة على ضرب أهداف على الأرض أو سفن، أرسلت السبت بحراً إلى المتوسط.
وأصبح الأسطول الروسي مؤلفاً حالياً من عشر سفن وغواصتين قبالة سوريا، أي أكبر وجود عسكري منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011 كما أوردت صحيفة «إزفستيا». وبحسب الصحيفة فإن الأسطول أصبح يضم سفينة لإطلاق الصواريخ، ومدمرة تهدف إلى التصدي لغواصات، وثلاث سفن دورية.
انفلات أمني
تواصل مسلسل الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الفصائل في إدلب وأرياف حلب الغربية وشمال حماة، وعثر على جثمان شاب، مقتولاً في أطراف بلدة كفرجوم بريف حلب الغربي.
ورصد المرصد السوري عملية سرقة تعرض لها أحد العاملين في مجال الصيرفة وتحويل العملات من منطقة كفرنبل بريف معرة النعمان، حيث جرى سرقة حقيبة منه، تحمل مبالغ مالية بملايين الليرات السورية، تزامناً مع إخفاق الفصائل في إعادة ضبط الأمن في مناطق سيطرتها، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام عمليات اغتيالات جديدة في المنطقة.
أرسل تعليقك