نفى مرشح جمهوري لمجلس الشيوخ الاميركي متهم بالتحرش الجنسي بقاصر عمرها 14 عاما، صحة هذه الاتهامات وقال انها "كذبة خطيرة" يمكن ان تؤذي الضحايا الحقيقيين للتحرش الجنسي.
وقال روي مور وهو قاضي ولاية سابق ومسيحي انجيلي حقق له دفاعه عن عرض منحوتة للوصايا العشر في محكمته شهرة وطنية، انه "لم يقم اطلاقا بأي تحرش جنسي".
وتهز هذه القضية واشنطن قبيل انتخابات حاسمة في مجلس الشيوخ، يأمل فيها الحزب الجمهوري بالاحتفاظ بأغلبيته الضئيلة 52 مقابل 48 مقعدا.
وقالت أربع نساء لصحيفة واشنطن بوست ان مور لاحقهن عندما كن في ال18 من العمر أو أصغر، وكان هو في مطلع ثلاثينياته ويعمل كمساعد للمدعي العام.
وبحسب الصحيفة، قالت إحداهن وهي ليه كورفمان البالغة حاليا 53 عاما انها عندما كانت في ال14 من العمر، اصطحبها مور الى منزله في الغابة قرب غادسدن بولاية الاباما ونزع عنها قميصها وسروالها، ولامسها فوق ثيابها الداخلية.
واضافت انه بعد ذلك أخذ يدها محاولا وضع يدها على عضوه الذكري. وقالت كورفمان للصحيفة "لم أكن جاهزة لذلك".
ويواجه المرشح المحافظ البالغ من العمر حاليا 70 عاما والمعارض للمؤسسات، المرشح الديموقراطي داغ جونز في انتخابات خاصة في مجلس الشيوخ في 12 كانون الاول/ديسمبر لملء معقد جيف سيشنز الذي اصبح شاغرا بعد تعيينه مدعيا عاما في وقت سابق هذا العام.
وقال في بيان نشر الجمعة ذهب أبعد من النفي البسيط لحملته الانتخابية "لم اقم إطلاقا بأي تحرش جنسي". لكنه توجه لمتهماته قائلا "لا استطيع فهم العقلية وراء استخدام كذبة بهذه الدرجة من الخطورة للسعي لتدمير احدهم شخصيا".
وأضاف ان "الاتهامات الباطلة خطيرة جدا وسيكون لها عواقب كبيرة على الاشخاص الذي تعرضوا حقيقة للتحرش او المضايقات".
- الجمهوريون منقسمون -
شارك مور في البرنامج الاذاعي لشون هانيتي الشخصية الاعلامية المحافظة، ليدحض الرواية.
وردا على سؤال عما اذا ما كان يذكر لقائه مراهقات عندما كان في الثلاثينات من العمر، "ليس عموما، لا". واضاف "لا أذكر ذلك، ولا اذكر مواعدة اي فتاة دون إذن والدتها".
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب صرح ان على مور ان يتخلى عن ترشحه اذا صحت الاتهامات. لنه اضاف في الوقت نفسه انه لا يحب ان تدمر مجرد اتهامات حياة هذا السياسي من الاباما.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الابيض على متن الطائرة الرئاسية قبيل وصول الرئيس الى فيتنام للمشاركة في قمة اقليمية "مثل معظم الاميركيين، يعتقد الرئيس انه لا يمكننا السماح لمجرد اتهام، في هذه القضية التي تعود لسنوات عديدة مضت، ان تدمر حياة انسان".
واضافت "لكن، الرئيس يعتقد ايضا انه اذا صحت تلك الاتهامات، فعلى القاضي مور ان يتخذ القرار الصائب ويتنحى".
والاتهامات التي تقدمت بها النسوة الاربع هزت اروقة واشنطن. وقد سحب العديد من الجمهوريين التقليديين تأييدهم لمور -- رغم حصوله على دعم كبير في ولايته الاباما ومن المستشار السابق لترامب ستيفن بانون.
وقال زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل "اذا صحت هذه الاتهامات عليه التنحي". وانضم الى دعوته عشرة جمهوريين على الاقل.
واعلن السناتور جون ماكين، مرشح الجمهوريين لانتخابات 2008 ان تلك الاتهامات ضد مور "تجرده من الاهلية" ودعاه للانسحاب من السباق فورا.
ولكن في الاباما قلل المدقق المالي للولاية جيم زيغلر من تلك التهم.
وقال زيغلر لواحدة من وسائل الاعلام المحافظة "خذ مثلا يوسف ومريم. مريم كانت مراهقة ويوسف نجارا بالغا. اصبحا والدي يسوع". واضاف "ما من شيء لا اخلاقي أو غير قانوني هنا".
وقال ستيف بانون المخطط الاستراتيجي السابق لترامب الذي أعلن تأييده لمور منذ ترشحه لوكالة بلومبرغ نيوز "إنها لا تقل عن سياسات التدمير الشخصي". واضاف "يريدون تدميره بأي وسيلة ممكنة".
- عناق وتقبيل -
قالت صحيفة واشنطن بوست انها اجرت مقابلات مع اكثر من ثلاثين شخصا، بينهم أمهات واصدقاء الفتيات.
وشرحت غلوريا ثاكر ديسون التي كانت بعمر 18 عاما في 1979 عندما بدأت تلتقي مع مور الذي كان بعمر 32 عاما حينها، وكانا يتعانقان ويتبادلان القبل، بحسب الصحيفة.
وقالت امرأة تدعى وندي ميلر انها التقت مور للمرة الاولى عندما كان متنكرة بزي بمناسبة عيد الميلاد وتعمل في مركز تسوق في فترة الاعياد.
وفي وقت لاحق وبحضور والدتها، دعاها إلى لقاء معه عندما كانت في ال16 من العمر. ورفضت والدتها وقالت ميلر انها ادركت بعد سنوات ان فكرة أن يرغب رجل بالغ في مواعدة مراهقة "مقرفة".
ويمكن ان يواجه مور السجن، لكن التهم سقطت بالتقادم، بحسب واشنطن بوست.
والقاضي مور المحبوب من المسيحيين الانجيليين اثار الجدل عندما رفض ازالة منحوتة للوصايا العشر من محكمته.
وتم وقفه مرتين عن ممارسة مهامه في المحكمة العليا للولاية بعد رفضه إصدار تصاريح زواج للمثليين. كما كتب انه يجب الا يسمح للمسلمين بدخول الكونغرس.
أرسل تعليقك