غرق 12 لاجئا على الأقل من الروهينغا، معظمهم من الأطفال، وفقد العشرات الاثنين بعدما انقلب قاربهم المثقل بحمل كبير قبالة سواحل بنغلادش، في آخر حلقة من سلسلة المآسي التي تعصف بالفارين من العنف في بورما.
وأفادت السلطات البنغلادشية أن المركب كان ينقل ما بين 60 و100 شخص عندما انقلب وغرق في وقت متأخر الأحد في خليج البنغال.
وفر أكثر من نصف مليون مسلم من أقلية الروهينغا من العنف في ولاية راخين البورمية إلى بنغلادش منذ أواخر آب/اغسطس. وسار العديد منهم في الأدغال الكثيفة قبل خوض الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر نهر ناف الفاصل بين البلدين.
وقال المسؤول في حرس الحدود البنغلادشي عبد الجليل لوكالة فرانس برس الاثنين إنه تم العثور على جثث عشرة أطفال وامرأة مسنة ورجل اثناء عملية الانقاذ التي استمرت طوال الليل.
وأجهش احد الناجين سيد حسين بالبكاء وهو يراقب جثة طفله البالغ من العمر عامين ونصف تٌنقل إلى مقبرة قريبة.
وقال "انطلقنا حوالى الساعة السادسة بعد الظهر. لم يكن لدينا أي خيار آخر سوى ترك قريتنا،" متحدثا عن الكيفية التي غرق بها المركب في البحر الهائج.
وأضاف المزارع البالغ من العمر 30 عاما، أن قوات الأمن البورمية "قيدت حركتنا. الكثير مننا يعاني من الجوع ولا يمكننا حتى التسوق أو شراء الأطعمة".
ولا تزال والدة حسين وزوجته الحامل وطفليه مفقودين.
من جهته، أوضح عبد الجليل أن قوارب حرس الحدود انقذت 13 من الروهينغا فيما لا يزال الباقون مفقودين، مضيفا أن هناك احتمال أن يكون العديد من اللاجئين سبحوا إلى ساحل راخين.
وأكد قائد حرس الحدود في المنطقة علاء الدين نايان أن المركب انقلب قرب قرية غالاشار الساحلية حيث كان على متنه حوالي مئة شخص، أكثر من نصفهم أطفال.
- استغلال ومخاطر -
وغرق حوالي 150 من الروهينغا، العديد منهم أطفال، اثناء محاولتهم الوصول إلى بنغلادش في قوارب صيد صغيرة ومهترئة يشير حرس الحدود إلى أنها غير مناسبة على الإطلاق لخوض البحار المضطربة في المنطقة.
وأواخر الشهر الماضي، يعتقد أن أكثر من 60 لاجئا غرقوا عندما انقلب مركب يقلهم من بورما جراء الأجواء العاصفة في خليج البنغال.
وقال سكان القرى في شاه بورير دويب حيث تصل معظم قوارب اللاجئين لوكالة فرانس برس إن الروهينغا باتوا يسافرون أكثر خلال الليل لتجنب الرقابة المشددة على الحدود في الجانب البنغلادشي، ما يجعل الرحلة أكثر خطورة.
والأسبوع الماضي، دمر حرس الحدود 30 قارب صيد خشبيا على الأقل وسط تنامي المخاوف من أن أزمة اللاجئين تُستغل كغطاء لتهريب مخدر الميتامفيتامين إلى بنغلادش.
وتطلب عصابات مكونة من ملاك القوارب والصيادين من الروهينغا الفارين أكثر من 250 دولارا للرحلة التي عادة لا تكلف أكثر من خمسة دولارات.
ووصل أكثر من 520 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش منذ تسببت هجمات شنها متمردون من الروهينغا على مراكز شرطة تابعة للشرطة البورمية في 25 آب/اغسطس ردا عنيفا من جيش البلاد.
من جهتها، اعتبرت الأمم المتحدة أن حملة الجيش الأمنية قد ترقى إلى "تطهير عرقي" فيما حمل قادة الجيش البورمي الروهينغا أنفسهم مسؤولية العنف.
ويذكر أن ليل الاثنين سيشهد انقضاء مدة الهدنة التي أعلنها متمردو الروهينغا من طرف واحد قبل شهر. إلا أنهم كانوا أكدوا السبت استعدادهم التوصل إلى اتفاق سلام مع السلطات البورمية اذا بادرت اليه نايبيداو، التي لم ترد رسميا على دعوتهم.
وترفض حكومة بورما التي يهيمن عليها البوذيون الاعتراف بالروهينغا كمجموعة عرقية وتنظر إليهم على أنهم مهاجرين غير شرعيين قدموا من بنغلادش.
وفيما يبدو أن وتيرة العنف قد تراجعت، إلا أن انعدام الأمن ونقص الطعام والتوتر مع البوذيين لا تزال تشكل عوامل تدفع آلاف الروهينغا إلى خوض الرحلة المضنية إلى بنغلادش.
وكانت السلطات البنغلادشية رفضت بداية السماح لهم بالدخول، إلا أنها استسلمت للأمر الواقع عندما أصبحت أعدادهم هائلة فيما تخطط حاليا لبناء مخيم ضخم للاجئين قرب الحدود.
أرسل تعليقك