مكسيكو سيتي - صوت الامارات
ضرب زلزال بقوة 6,1 درجات، أمس، مدينة مكسيكو بعد 4 أيام من زلزال بقوة 7,1 درجات أوقع نحو 300 قتيل في المكسيك، وفق معهد رصد الزلازل المكسيكي. وحدّد المرصد مركز الزلزال في ولاية واكساكا في جنوب المكسيك، وواصل عناصر الإنقاذ في المكسيك عمليات البحث اليائسة عن ناجين بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة 295 شخصاً، على أمل مخالفة آراء الخبراء بتضاؤل فرص العثور على أحياء بعد 72 ساعة تحت الأنقاض.
وفيما لا يزال عمال الطوارئ المنهكون يتحدثون عن إشارات تدل على وجود أحياء في عدد من المواقع في العاصمة، حذر رئيس هيئة إدارة الكوارث الوطنية فيليب لويس بوينتي من أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة. وقال: “ستكون الليلة صعبة، إذ مر الكثير من الوقت” منذ وقوع الزلزال يوم الثلاثاء، “إلا أننا لن نستسلم”، وصرّح لشبكة “تيليفيزا” أن “الوقت داهمنا. هناك مبانٍ الوصول إليها غاية في التعقيد. ولكننا سنستمر في الكفاح من أجل عائلات” الأشخاص الذين يُخشى أنهم لا يزالون عالقين وسط الركام.
وقال إن السلطات لن تحضر الجرافات للبدء بعمليات إزالة الركام، حتى يتم التأكد من عدم وجود أي ناجين أو جثث حتى. ويؤكد الخبراء أن الحد الأقصى للوقت الذي يمكن للناس العالقين تحت الركام دون مياه، وغالباً بأطراف مهشمة البقاء على قيد الحياة يبلغ 72 ساعة، وهي مدة انقضت الجمعة، ولكن العائلات بقيت متشبثة بالأمل، حيث شاهدت عناصر فرق الإغاثة يعملون بشق الأنفس وسط الركام المتناثر. وشرع الاختصاصيون النفسيون الذين انتشروا في الموقع بمساعدة الأقارب على التعامل مع الأخبار المأساوية.
وكشفت بينيلوبي اكزاكارياس، التي كانت بحالة استعداد أمام مبنى مكاتب منهار في حي روما بمكسيكو إنّها “لا تزال العائلات تتحلى بالأمل، ولكننا كاختصاصيين نفسيين بدأنا بتجهيز أنفسنا لتقديم الاستشارة لهم”، وكان نحو 70 شخصا في المبنى عندما وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجات، ولم ينج حتى الآن سوى 28 منهم، جميعهم خلال الساعات الأولى. واعتاد المكسيكيون على عمليات الإنقاذ “الإعجازية” كتلك التي حصلت بعد أسبوع من وقوع زلزال عام 1985. وراح ضحيته أكثر من 10 آلاف شخص في العاصمة.
وشكّل تمديد الحكومة غير المحدود لعمليات الإنقاذ معضلة بالنسبة لعمال الإغاثة في حطام مصنع للملابس، هو واحد بين نحو 40 مبنى انهارت في العاصمة. وقال المتطوع دانيال كويروز، البالغ من العمر 22 عاماً: “لا توجد إشارات على أن هناك أي شخص في الداخل ولكنهم ليسوا متأكدين فعلياً من عدم وجود أحد”. وحتى الآن، تمّ إنقاذ 115 شخصاً عثر عليهم أحياء تحت الركام، ويرجح أن ترتفع حصيلة القتلى إلى ما فوق الرقم الأخير الذي أشار إلى سقوط 295 قتيلا، وسجلت العاصمة أعلى عدد وفيات بلغ 157، وسط توقعات شبه مؤكدة بالعثور على المزيد من الجثث. ووقعت باقي الوفيات في ولايات موريلوس ومكسيكو وغيريرو واوكساكا.
وتضم الحصيلة 8 أجانب، بينهم أربعة من تايوان آخرون من كوريا الجنوبية وإسبانيا وبنما والأرجنتين، وأرسلت عدة دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وبنما ودول الاتحاد الأوروبي فرقا للمساعدة في جهود الإنقاذ. واستخدم فريق ياباني آلة مسح متطورة في أحد المباني المدمرة في حي روما، وحذر خوسيه غوتييريز، وهو والد أحد العالقين ومهندس مدني، من خطر “انهيار المبنى بشكل كامل”. وقال إن الأمطار التي هطلت أثناء الليل تسببت بزيادة ثقل الركام وحركت أجزاء منه، وفي جنوب مكسيكو، وضعت أكاليل الزهور في موقع مدرسة انهارت تماماً وقتل فيها 19 طفلاً. وبدأت العائلات بمراسم الدفن، حيث كان أولها لغابريال موراليس وزوجته اغيدا ميندوزا اللذين عثر عليهما تحت الركام مع كلبهما.
وأفادت منظمة “أنقذوا الأطفال” (سيف ذي تشيلدرن) بأن هناك 100 ألف طفل في مكسيكو تأثروا بالزلزال، حيث نام مئات منهم في الشوارع والحدائق رغم فتح نحو 50 مأوى، وتساءل الكثير من الأشخاص عن مصيرهم بعدما دمر الزلزال أكثر من ألفي منزل. وقالت البائعة المتجولة إيريكا الباران التي انتقلت إلى مأوى مع عائلاتها “انتظر من خدمة الدفاع المدني إخباري إن كان بإمكاننا العودة إلى منزلنا”، ووقعت مأساة الثلاثاء في ذكرى زلزال عام 1985، وبعد ساعتين فقط من إجراء البلاد تدريباتها السنوية على الزلازل. وقال الممثل المكسيكي دييغو لونا في مركز لتقديم المساعدة الطارئة لوكالة الصحافة الفرنسية إن “المدينة ليست مستعدة لكارثة من هذا النوع، ولكنني أعتقد أن لدى الناس الاستعداد للتفاعل، حيث لا يزالون يذكرون ما حصل عام 1985”.
أرسل تعليقك