الشارقة ـــ صوت الإمارات
أكد مختصون في تقرير أعده مركز الشارقة الإعلامي، أنه رغم وقوع عدد من الحوادث المختلفة التي تعرض لها الأطفال في فتراتٍ مختلفة سابقة مثل حوادث السقوط، والاعتداءات، والاعتداءات من المربيات، إلا أنها لا تعد ظاهرة اجتماعية، إنما حوادث فردية، مؤكدين أهمية دور الأسرة في حماية الأبناء، حتى في ظل انشغال الوالدين في العمل، إذ إن ذلك يعد عذراً أقبح من ذنب، حسب قولهم
وطالبوا المؤسسات كافة ذات الصلة، وقبلها الأسر، بمزيدٍ من الحماية للأطفال وسلامتهم التي تمثل هدفاً رئيساً تعمل عليه المؤسسات كافة لمساعدة الأسرة صاحبة المهمة الأولى في حماية أطفال اليوم وشباب المستقبل.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس المركز، في التقرير الذي صدر الأحد، أن مشكلات الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تمثل أحداثاً تتفاعل معها المجتمعات كافة في العالم، وقضايا للرأي العام التي يجب أن يلعب فيها الإعلام دوراً كبيراً، لتعدد المعطيات فيها، وتوزّع المسؤوليات ما بين الأسرة وبقية المؤسسات.
وأضاف: "على الجهات الإعلامية ألا يقتصر دورها على العرض والكتابة، بل تتعدى ذلك الى تقديم الحلول، والأخذ بالمبادرات المختلفة التي تنظمها الجهات المسؤولة، وذلك نحو مزيد من الوعي للأم والأب وبقية أفراد الأسرة، إلى جانب الأفراد"، مشيراً إلى أن الدور التوعوي يجب أن ينصب على تبصير الناس بما يضر أفراد المجتمع، وتنبيههم الى ما يُصلحهم.
وذكر القائد العام لشرطة الشارقة، العميد سيف الزري الشامسي: "ننظر للحوادث الجنائية التي تقع على الأطفال باهتمام بالغ ونوليها عناية كبيرة، سواء من خلال ما نقوم به من مراقبة ومتابعة تسعى بكل الوسائل لإحاطة واقع الطفل بمظلة الأمن والأمان تمتد من الأحياء السكنية وساحاتها وشوارعها، حيث يوجد الأطفال بين أفراد أسرهم، وصولاً إلى الشواطئ والسواحل والمسابح الخاصة".
وأشار إلى حملات التوعية التي تنظم بشكل مستمر وتدعو إلى تكاتف أفراد المجتمع وتعاونهم مع الشرطة للإبلاغ عن الظواهر السلبية والمهددات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال. وعن أهم النصائح التي يوجهها لأفراد المجتمع عموماً، وللأسرة خصوصاً، قال الشامسي: "لابد من تفعيل المحيط الاجتماعي ونقصد به تعظيم مسؤولية الجار نحو جيرانه، ودفع كل فرد من أفراد المجتمع إلى تحمل مسؤولياته في حماية بيته ومحيطه، والقيام بواجبه عند ملاحظته لأي ظاهرة سلبية، أو سلوك شاذ يتربص بالطفل، والمبادرة إلى الإبلاغ عن ذلك عبر قنوات التواصل الآمن التي خصصتها شرطة الشارقة لهذا الغرض".
وأوضحت المدير العام للمكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صالحة عبيد غابش، أن المسؤولية تقع على كاهل الأسرة خلال وجود الطفل في البيت، فحمايته من آثار رعاية الخادمة له، إضافة إلى حمايته من مخاطر الكهرباء ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها تقع ضمن مسؤولية الأسرة، وفي خارج البيت على الأسرة أن تنتقي له أفضل الأماكن والمؤسسات التي تعلمه وتربيه وتوعيه، لتصبح المسؤولية حينها مشتركة بين الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع كله.
وذكر رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة الشارقة، الدكتور أسامة عبدالباري: "لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع معدلات الحوادث التي يتعرض لها الأطفال كالقتل أو الاعتداء أو الاختطاف، وغيرها، وهذا ينبئ بضرورة اتخاذ الاحتياطات كافة لتأمين حياة أطفالنا".
وعزا أسباب تعرض الأطفال لهذه الحوادث إلى نقاط عدة، منها انشغال الوالدين بشكل أساسي وتراجع دورهما في رعاية الطفل وحمايته، وهذا الانشغال قد يكون مرتبطاً بعذر العمل وتوفير متطلبات الحياة إلا أنه يمثل عذراً أقبح من الذنب.
وأوضح عبدالباري: "هذه الحوادث لا يمكن القول بأنها تمثل ظاهرة اجتماعية، إنما مجموعة من الحوادث الفردية، يتطلبُ شحذ الهمم والجهود لتوفير الوقاية لأبنائنا من الوقوع في براثن الخطورة الاجتماعية".
أرسل تعليقك