مصير المهاجرين إلى أوروبا في تركيا بين المهربين وسترات النجاة
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مصير المهاجرين إلى أوروبا في تركيا بين المهربين وسترات النجاة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصير المهاجرين إلى أوروبا في تركيا بين المهربين وسترات النجاة

المهاجرين
بودروم - صوت الإمارات

 تنتظر دعاء، اللاجئة السورية في الـ22 من عمرها والوالدة لطفلين، بقلق ان يمر الوقت في مدينة بودروم التركية لعلها تكون هذه ليلتها الاخيرة قبل ان تبدأ رحلتها مع عائلتها لبناء حياة جديدة في اوروبا.

وتقول دعاء ان زوجها دفع للمهربين 1200 دولار (الف يورو) عن كل فرد من العائلة لتعبر على قارب مطاطي في رحلة قصيرة ولكن خطيرة من الساحل التركي وعبر بحر ايجه الى جزيرة كوس اليونانية، وربما منها الى حياة جديدة في الاتحاد الاوروبي.

واثناء انتظارها زوجها في حديقة مبنى البلدية مع عائلتها، تروي دعاء "زوجي يتحدث الان مع الرجل (المهرب)، دفعنا 1200  دولار للفرد، ونخشى ان يأخذ الاموال ويختفي ببساطة. لا نعرف شيئا. من المفترض ان نذهب معه الساعة الـ11 مساء اليوم".

ويغتنم المهاجرون الفارون من سورية وافغانستان ودول افريقية اجواء الصيف الهادئة ليحاولوا يوميا عبور بحر ايجه من بودروم الى جزيرة كوس اليونانية، وهي من بين الطرق الاقصر بحرا بين تركيا والاتحاد الاوروبي.

وخوفا من المغامرة وحدهم، يعتمد هؤلاء على المهربين الذين ينسقون الرحلة الكاملة من النقل البري الى الصعود على متن قوارب الهجرة.

ويطلب المهربون تلك القوارب المطاطية من مدينتي اسطنبول وازمير التركيتين ويتسلمونها عند محطات الحافلات.

ويروي حسن (16 عاما) الذي تعلم اللغة التركية في مخيم للاجئين السوريين على الحدود، ان طالبي الهجرة يتواصلون مع المهربين في جنوب شرق تركيا قبل ان ينتقلوا الى مدينة بودروم السياحة ليبدأوا رحلة الهجرة.

ويقول باحباط "المهرب ابلغنا بان علينا ان ننتظر ولا نعلم متى نغادر".

وحسن، الذي لا يملك مالا للنزول في فندق، ينام مع مئة لاجئ آخر في ملعب للاطفال، ويقول ان "الفنادق باهظة جدا. سابقى هنا لاسبوع. نحن لا نأكل سوى اللبن والخبز".

وليس هناك ما يضمن للاجئين ان الاموال التي قدموها للمهربين ستؤمن لهم الرحلة المنشودة في ظل تعزيز انتشار القوات الامنية التركية على ساحل بودروم.

وقال احد عناصر الدرك التركي لوكالة فرانس برس "قبضنا اليوم على مهرب ايراني في الجرم المشهود" موضحا ان المهربين ياتون من دول مثل ايران وباكستان وسوريا وتركيا وحتى ساحل العاج.

وبحسب عنصر الامن، في حال ادانة المهرب الموقوف، فانه يواجه عقوبة تصل الى السجن ثماني سنوات.

اما في حال القاء القبض على لاجئين اثناء تهريبهم، وهو امر يعتبر خرقا للحدود التركية، فتفرض عليهم غرامة قيمتها 770 دولارا (2200 ليرة تركية) ومن ثم يتم ارسالهم الى احد مكاتب دائرة الهجرة التركية ومن بعدها الى مخيم للاجئين.

وقال احد الاشخاص العاملين في عمليات الاغاثة ان "غالبية اللاجئين لا يمكنهم دفع الغرامة، ولذلك يذهبون الى المخيم ليعودوا مجددا"، موضحا انه راى رجلا يحاول العبور اربع مرات.

ووفق متين تشوراباتير، رئيس مركز ابحاث اللجوء والهجرة في انقرة، فانه مع استمرار النزاع لاكثر من اربع سنوات في سوريا فان الكثير من اللاجئين السوريين ال1,8 مليون في تركيا يفقدون الامل في العودة الى بلادهم، لذلك يحاولون عوضا عن ذلك الذهاب الى احدى دول الاتحاد الاوروبي.

ويقول تشوراباتير لوكالة فرانس برس ان "المهربين يشجعون اللاجئين على السفر الى اوروبا ويعدونهم بحياة افضل مقابل اموالهم".

واوضح ان هذه الانشطة مربحة للمهربين وان الاموال التي يحصلون عليها تتغير بحسب عاملين هما عدد الاشخاص الراغبين بالعبور ووجهتهم.

وبحسب بيانات الحكومة التركية التي اطلعت فرانس برس عليها، فان قوات خفر السواحل انقذت حوالى 18300 مهاجر في بحر ايجه الشهر الماضي واكثر من 5275 الاسبوع الماضي وحده.

ولا يحمل اللاجئون معهم سوى القليل كون القوارب المطاطية مكتظة اصلا. ولكن غالبيتهم يؤكدون انهم يحملون سترات نجاة لزيادة فرص نجاتهم في رحلة تستمر ساعات في البحر، حتى ان البعض يحمل معه عوامات من التي يضعها الاطفال اثناء السباحة.

وعوضا عن التوجه كالعادة الى السياح في ذروة الصيف في مدينة سياحية مثل بودروم، تركز المحال اليوم على بيع سترات النجاة للاجئين.

ويقول احد الباعة في محل للتذكارات طلب عدم الكشف عن اسمه، "ابيع ما بين 100 و150 سترة نجاة اسبوعيا"، مضيفا "اشتري الواحدة بـ30 ليرة (10,50 دولارات) وابيعها بـ35 ليرة (12,25 دولارا)".

وهو يبيع سترات النجاة هذه منذ "16 عاما، ولكن في الماضي كنت ابيعها للسياح" الذين يرتادون الملاهي المائية ونوادي السباحة.

واوضح تاجر اخر ان المحلات تستجيب بكل بساطة لطلب تحاري مضيفا "لو كانوا سياحا لكنت بعت النبيذ".

اما سائقو الاجرة فلا يشعرون باي ذنب لنقلهم اللاجئين الى الشواطئ ليبدأوا رحلتهم الخطرة الى اوروبا، فهم كغيرهم من الزبائن.

ويقول ممدوح، سائق الاجرة في بودروم، "لا يستطيع سائق الاجرة ان يقول: انت لاجئ لا تصعد في سيارتي. فهم ليسوا سوى زبائن عاديين بالنسبة له".

المصدر أ.ف.ب

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير المهاجرين إلى أوروبا في تركيا بين المهربين وسترات النجاة مصير المهاجرين إلى أوروبا في تركيا بين المهربين وسترات النجاة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates