جنيف - صوت الإمارات
حذر تقرير اصدرته لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة بتقصى الحقائق فى الانتهاكات والمجازر التى ترتكب من الاطراف المختلفة فى النزاع السورى اليوم فى جنيف - من ان مخاطر انتشار النزاع السورى اصبحت واضحة الى حد كبير .
وذكر ان التدفق المستمر للمقاتلين الاجانب الى سوريا اضافة الى النجاحات التى تحققها الجماعات المتطرفة وتنظيم " داعش " باتت تمثل عوامل تساهم فى اتساع دائرة العنف كما تؤثر على الامن والسلم والاستقرار الاقليمى والدولى .
وافاد التقرير الدولى باستمرار الفظائع الجماعية التى ترتكب من قبل القوات الحكومية السورية والميليشيات التابعة لها وكذلك من قبل الجماعات المسلحة المعارضة وبما يتسبب فى معاناة لايمكن وصفها للمدنيين فى سوريا .
واستند التقرير الصادر عن اللجنة الدولية الى مقابلات مع اكثر من 480 شخصا والى مواد الوثائقية واشار الى ان الوحشية التى ترتكب بها الانتهاكات فى سوريا والتكلفة البشرية للنزاع يصعب تصورها خاصة مع الوضع فى الاعتبار اجتياح القتال لكافة المناطق المدنية وتدميره لكافة مقومات وجود حياة طبيعية .
ونوه التقرير الى ان النزاع فى سوريا كان ذا اثر خطير للغاية على النساء والاطفال والذين يتم انتهاك ابسط حقوقهم يوميا وحيث يموت مئات المدنيين كل يوم دون اى اعتبار للقانون او الضمير .
وذكر التقرير انه وبشكل خاص فى الشمال من سوريا والشمال الشرقى وحيث المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش فان يوم الجمعة اصبح يتميز وبانتظام بعمليات الاعدام وبتر الاطراف والجلد فى الساحات العامة وحيث يدعى الجميع من المدنيين بمن فيهم الاطفال للمشاهدة وتوضع الجثث على الشاشة لعدة ايام وذلك فى ترويع هائل للسكان المحليين .. فيما يستمر تجنيد اطفال لاتتجاوز اعمارهم العشر سنوات وتدريبهم فى معسكرات ويستمر كذلك التشريد القسرى للمجتمعات الكردية فى شمال سوريا واستهداف الصحفيين والعاملين فى وسائل الاعلام الاخرى بشكل منهجى .
وافادت اللجنة الدولية بان تنظيم داعش قام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى حلب والرقة بما تشمله من اعمال التعذيب والقتل والاختفاء القسرى والتهجير القسرى .. مشددة على ان التنظيم اصبح يشكل خطرا على المدنيين والاقليات خاصة .
وقال رئيس اللجنة الدولية باولو بنيرو ان الحكومة السورية ايضا مستمرة فى ارتكاب الانتهاكات بما فى ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ..
مشيرا الى ان مسلسل الافلات من العقاب لمسؤولى الحكومة المعنيين بتلك الانتهاكات مستمر بينما المئات من الرجال والنساء والاطفال يقتلون كل اسبوع بسبب اطلاق الحكومة العشوائى للصواريخ والبراميل المتفجرة على المناطق السكنية مؤكدا على وجود ادلة بان التجمعات المدنية استهدفت عمدا بهذا القصف وبما يشكل مجازر حقيقية .
وأكد التقرير والذى سيقدم الى مجلس حقوق الانسان فى دورته العادية فى سبتمبر القادم ان قوات الحكومة السورية استخدمت عوامل كيماوية من المرجح انها الكلورين فى ثمان حوادث منفصلة فى غرب سوريا كما قامت بتجنيد الاطفال وذلك من خلال اللجان الشعبية والجماعات المسلحة التابعة لها ..
مشيرا الى ان بعض الدول مستمرة فى تقديم شحنات الاسلحة والمدفعية والطائرات الى الحكومة السورية او المساهمة بمساعدات لوجستية واستراتيجية فى حين ان دولا اخرى تقوم بدعم الجماعات المسلحة بالسلاح والمال .
"وام"
أرسل تعليقك