مع تعدد الوجهات الترفيهية في إمارة دبي، يبقى لـ"القرية العالمية"، التي لاتزال تفاصيل دورتها الحادية والعشرين تُصنع يومياً أمام روادها، بصمتها وسحرها الخاصان، كأنها "عالم جديد كل يوم"، لكلٍّ منه حكاياته وملامحه، عبر قائمة متغيرة من الفعاليات، لتكون الدورة الحالية هي المتممة لخطة امتدت على مدار سنوات أربع لتطويرها ضمن استراتيجية أبعد.
وفي حوار مع أحمد حسين بن عيسى، الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، تم سؤاله 5 أسئلة رئيسة، سعت من خلالها للوقوف على أبرز الطموحات والتحديات التي تواكب مسيرة هذه الوجهة الترفيهية الرائدة.
1 - ترفعون شعار: "عالم جديد كل يوم"، ما يعني أنكم مطالبون بقائمة متغيرة من المنتج الترفيهي.. إلى أي مدى ترون أنكم تلبون هذا التنوع؟
لا تمثل مقولة: "عالم جديد كل يوم" بالنسبة لنا شعاراً بقدر ما تُعد منهجية تنظم آلية العمل داخل منظومة "القرية العالمية"، ليس على صعيد المنتج الترفيهي فقط، بل التسويقي أيضاً.
ففي قطاع المطاعم مثلاً حرصنا على استضافة أطباق تمثل شتى المذاقات، ما يعني أن خيار التنوع قائم، في حين أن الآليات التحفيزية التي نتبعها تحفز العارضين على تجديد منتجاتهم.
2 - هناك وجهات عدة خارج الدولة سعت إلى استنساخ تجربة "القرية العالمية"، وخصصت مواسم مشابهة، وبدت كأنها تحظى بإقبال.. إلى أي مدى يقلقكم ذلك؟
على العكس تماماً، محاولات استنساخ "القرية العالمية" تُبهجنا، لأنها دليل نجاح وتفوق، لكن أشك تماماً في جدواها، أو قدرتها على تحقيق ما حققته علامة تجارية قوية احتاج ترسيخها أكثر من 20 عاماً، كانت فيها على الدوام وجهة رئيسة للجمهور، ما يعني أن شرط الاستمرارية الشاق، والاشتغال اليومي على تقديم المتميز، جعلا "القرية العالمية" في دبي لاند علامة غير قابلة للاستنساخ الناجح.
3 - هناك عديد من الوجهات الترفيهية التي أصبحت تنافس من أجل الاستحواذ على حصص من رواد الترفيه والسياحة.. إلى أي مدى يؤثر ذلك في حصتكم؟
نرى النصف المملوء من الكوب في هذا الصدد، ونؤمن بأن المنافسة مقوم رئيس للإجادة، لكن على الرغم من ذلك جميع الوجهات التي أثرت السوق المحلية في هذا الصدد، أسهمت في ترسيخ حالة من تعددية الخيارات المهمة لصالح قطاع الترفيه بدبي عموماً، لاسيما أن المدقق سيلحظ أن جميع تلك القطاعات بينها تكامل، وليس تنافس، بسبب اختلاف الشرائح المستهدفة لكل منها.
4 - الخط الأحمر بالنسبة لأحمد حسين بن عيسى، والذي لا يقبل المساس به في "القرية العالمية".. ما هو؟
لا يوجد لدينا خط أحمر واحد، بل خطوط حمر عدة لا نقبل الاقتراب منها، فمن جهة يمثل معيار الأمن والسلامة مساحة لا نقبل التفكير في تجاوزها، لكن من زاوية أخرى إننا أيضاً لا نقبل أي سلوك أو ظاهرة يمكن أن تؤثر في "سعادة" الزائر، الإخلال أيضاً بمبدأ "القيمة المضافة"، في الصفقة التي يعقدها معنا الزائر بمجرد دخوله من بوابات القرية، فمقابل القيمة الزهيدة للتذكرة (15 درهماً)، يظفر بالعديد من المميزات التي نُصر على توفيرها له، وهكذا فإن الخطوط الحمر تتعدد لدينا، لأن رضا الزائر مقصد الـ10 آلاف موظف وعارض بالقرية.
5 - كيف تقيمون مدى تحقيقكم للأهداف التي وضعتموها لأنفسكم حتى الآن، على مقربة من اختتام الدورة الحالية؟
نسير بشكل جيد باتجاه تحقيق الهدف المعلن في عدد زوار القرية، وهو الوصول إلى 5.5 ملايين زائر خلال هذا الموسم، كما أننا حققنا أبعد مما هو مطلوب في مؤشر السعادة، وهو 9 من 10، وفق إحصاءات محايدة، والأهم أننا طورنا آليات للوصول إلى مدى سعادة رواد القرية، وتحول أوقاتهم فيها إلى ذكريات سعيدة، ليس بمجرد اختتام زيارتهم لها، لكن بعد فترة زمنية تقترب من 15 يوماً، وذلك عبر شركات متخصصة في هذا المجال، ما سيتيح لنا الاستفادة من تلك النتائج، للوصول إلى ما يتوقعه الزائر من "القرية" في الدورة المقبلة.
أرسل تعليقك