القاهرة - صوت الإمارات
أبدى المخرج داود عبد السيد استياءه من الزيادة المبالغة في أسعار تذاكر السينمات في الفترة الأخيرة، قائلاً إن رواد السينمات تغيروا وقل عددهم، كما أن الجمهور لم يعد من أبناء جميع الطبقات، حيث أصبحت «سينمات المولات» هي المسيطرة بعد إغلاق أغلب السينمات في أحياء مصر الشعبية، بالإضافة لأن هدف الفيلم لم يعد يقدم قضية تلقي الضوء على هموم الناس ومشاكلهم.
وخلال استضافته في إحدى البرامج التلفزيونية، قال المخرج داود عبد السيد، الحائز على جائزة النيل للفنون، مؤخراً، إنّه لا يعتبر رحلته الإخراجية قصيرة رغم أنّها لا تتجاوز 9 أفلام، مؤكداً أنّه كَتَبَ منها سيناريو 8 أفلام، معتبراً أن كل عمل منها بمثابة عملين. وأكد عبد السيد أن هناك مشاريع فنية لم تنفذ حيث استغرقت وقتاً في كتابتها، بالإضافة إلى أنه ليس مسؤولاً عن تَأَخّر إنتاج بعض الأفلام «لأنّ الصناعة هي المسؤولة»، حيث اعتبر أن رصيده بتسعة أفلام سبب كبير لسعادته كما أنه ليس حزيناً على ذلك.
فيما كشف عبد السيد عن أسباب غيابه السينمائي، قائلاً إنه ليس كسلاً و«لكن مُشاهدي الأفلام في السينما وصالات العرض تغيروا.. إذ إنّه في التسعينات كانت السينما ممتلئة عن بكرة أبيها، وكل دور السينما بأنواعها، الدرجة الأولى والأحياء، لكن اليوم الوضع تغير فأصبحت السينمات الخاصة بالدرجة الأولى التي تأتي بأموال كثيرة هي سينمات المولات، فيما قَلّت وتَقَلّصت سينمات الأحياء واندثرت».
وأوضح داود عبد السيد أن سينمات المولات كبيرة وتمثل الشرائح العليا من الطبقة الوسطى فقط، مؤكداً أن نوعية الجمهور واهتماماته أصبحت مختلفة وفَرَضَت نوعاً من الأفلام وهي التجارية الخالية من الهموم؛ «إذ إن تعريف الهموم هنا ليست الخالية من المشاكل، ولكن الخالية من قضية معينة».
وتابع عبد السيد: «الأجيال الجديدة من صناع السينما شديدة الموهبة، لكن كيف ينتجون أفلامهم؟». وأضاف عبد السيد: «حالياً يقوم هذا الجيل بالتقدم لمنصات أو محاولة الحصول على دعم من مهرجانات، والسؤال من الذي يختار الفيلم في هذه الحالة؟ الممول غير المصري، وبالتالي يقدمون أفلاماً لا تخاطب جمهورهم». وتابع: «في حالة تقديم الدولة الدعم لصناع الأفلام فإن الأمر يختلف عن الممول الأجنبي الذي يفرض أفكاره، لأنّ الدولة تمول من الضرائب وعليها أن تدعم صناع الأفلام دون فرض رأيها هذه هي الديمقراطية».
ورداً على سؤال هل المجتمع الآن يفرض رقابة أشد قسوة من الرقابة المؤسساتية؟ فقال: «الرقابة المؤسسية الحالية هي الأسوأ فيما رأيته، والمجتمع ليس شيئاً واحداً، فهناك الأكثر تحفظاً والأكثر تحرراً، لكن لا أعتقد أنّ الرقابة المجتمعية شديدة الضيق، لأنّ مشاهدي السينما الآن نوعية متعلمة تتابع أفلاماً من كل أنحاء العالم».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مسلسلات وأفلام عربية في 2020 صارعت من أجل البقاء رغم "كورونا"
أفلام الكوميديا والرعب ومغامرات إنقاذ البشرية يتنافسون على إيرادات السينمات الأميركية
أرسل تعليقك