كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، و زميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران أن التدخين يقزم و يسمم و يشل و يدمر الأهداب.
وقال : في العام 1988، أصدرت جمعية الصحة العالمية القرار WHA42.19، الذي تدعو فيه إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الحادي والثلاثين من شهر أيار/مايو من كل عام.
حيث تم التوصل إلي إن التدخين يدمر الأهداب و الأهداب هي أجهزة بيولوجية متناهية الصغر أشبه بأجهزة النانو التى تطبق تقنية النانو ( النانو تيكنولوجى )
و ( النانو تيكنولوجى ) تهدف لإبتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانوميتر وهو جزء من الألف من الميكروميتر أي جزء من المليون من المليمتر , حيث تقوم بمهام متعددة بكفاءة بالرغم من حجمها المتناهي في الصغر الذي يعتبر أصغر من الخلية الحية أو البكتيريا الأهداب زوائد مجهرية تنتشر على سطح الخلية المبطنة للشعب الهوائية ، و تنظف ما تحتها من خلايا بصورة دائمة 100 - 200 لكل خلية طلائية في أغلب الثدييات ، و مزودة بكلابات تحمل المخاط من الطبقة المخاطية التي تليها ، و تسبح في المخاط الطول من 1-10 ميكرومتر و العرض أقل من 1 ميكرومتر ، و يقل طولها في الممرات الطرفية.
و تتحرك حركة منتظمة في إتجاه واحد للخارج بعيدا عن مناطق تبادل الغازات وهي مناطق حيوية تحرك المخاط أولاَ بأول خارج الرئة و بسرعة 9 مم في الدقيقه ، و يزداد إنتاج المخاط و تقل حركته في الجهاز التنفسي , و يتراكم مع الربو ، و الإلتهابات الشعبية.
و لولاها لتجمع المخاط وسد الشعب الهوائية فتحاول الرئتين التخلص منه بالكحة ، وتهتزالأهداب بمقدار 800 مرة في الدقيقة في الشعب الهوائية إتجاه واحد
، و 400 مرة في الدقيقة في الأنف والجيوب الأنفية.
و تطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسي ، و تحمل مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها فورا.
و تتواجد الأهداب في الأنابيب والمجاري كافة في جسم الإنسان مثل الأنف ، و الجيوب الأنفية ، و قناة أوستاكيوس الواصلة بين الأذن الوسطى والحلق ، و قناة فالوب التي تصل بين المبيض والرحم وتنقل البويضة للرحم.
و التدخين يشل الأهداب و يقصر من أطوالها فتصبح قزمة ذات كفاءة أقل ويقلل من قوة ضرباتها فتصبح ضعيفة و يدمرها على المدى الطويل ، ينتج تدخين التبغ مواد سامة للأهداب مثل : سيانيد الهيدروجين ، و الأكرولين ، و الأمونيا ، و الفورمالديهايد ، ثاني أكسيد النيتروجين.
و أمراض الأهداب بعضها وراثي, و أحيانا يتأخر تشخيصها و عند غياب الأهداب الخلقي أو المكتسب تصبح الخلايا مستباحة بلا حراسة فتدخلها الميكروبات و تتكرر الإلتهابات
و غياب الأهداب الخلقي مرض وراثي نادر متنحي , يظهر في 25% من أطفال لوالدين يحملان الجينات المعيبة لكن بدون ظهور أعراض في الوالدين، و تصبح الالتهابات مزمنة خصوصا في الجيوب الأنفية , و الشعب الهوائيه , في 75% من الحالات تتكرر الإلتهابات التنفسية في حديثي الولادة.
وخلال مرحلة التطور الجنيني، تساهم الأهداب العقدية في التحديد الصحيح للأجهزة , غياب هذا النوع من الأهداب يتسبب في ولادة طفل بقلب جهة اليمين بدلا من اليسار ، ويتواجد هذا العيب في 50% من مرضى خلل الأهداب الوراثية.
أما تسبب التدخين في العقم فهو نتيجة نقص حركة الحيوانات المنوية , فذيل الحيوان المنوى يشابه الهدب ، و كفاءة عمل الأهداب تتأثر بعدد الأهداب الصالحة للعمل ، وقوة حركة الأهداب، و تركيب الأهداب البنائي، و التنسيق بين ضربات الأهداب مما يجعل الحركة منتظمة وفى اتجاه واحد للفم ، و تلوث الهواء ، و برودة الجو، و قلة السوائل في الجسم ، و الجفاف ، و بعض الأدوية : مثل بعض مضادات الحساسية .
و العدوى بالميكروبات تراكم المخاط الزائد وعدم خروجه من الجهاز التنفسي ، و يحوله من وسيلة دفاعية إلى عامل من عوامل الخطورة حيث يصبح مرتعاً للميكروبات و مزرعة لها تهدد حياة المريض .
و عند توقف الأهداب عن الحركة , سرعان ما تستوطن الميكروبات الممرات الهوائية
و أهداب قناة فالوب الخلايا الهدبية تشكل 25% من الخلايا المبطنة لمجرى قناة فالوب ، والقناة عبارة عن أنبوب يصل بين المبيض والرحم , ذي فتحة واسعة تحتوى على أهداب ضرورية في عملية نقل البويضات داخل القناة و تفتح في أعلى الرحم من الجانبين و متوسط طول قناة فالوب نحوعشرة سم و عرضها سم واحد.
ووظيفة قناة فالوب نقل البويضات من المبيض إلى الرحم ، و فيها يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوانات المنوي في الثلث الأقرب للرحم و هي أخطر رحلة في التاريخ وتبين أن قناة فالوب ليست ناقلا فقط للبويضات بل تلعب دورا أساسيا في نقل المشيج ( البويضة المخصبة ) ، الإخصاب و نشأة الجنين .
وبعد التخصيب تتحرك البويضة الملقحة في قناة فالوب بإتجاه الرحم حتى تصل الى الرحم في اليوم الرابع من التخصيب و تسبح في الرحم حتى اليوم السابع ثم تلتصق بجدار الرحم .
و التدخين يزيد من نقص كفاءة قنوات فالوب و الحمل خارج الرحم , خاصة في قناة فالوب.
و النساء المدخنات لعشرين سيجارة يوميا لديهن فرص الحمل خارج الرحم أربعة أضعاف النساء غير المدخنات. و الأخطر أن التدخين خلال الحمل يؤثر أيضا على نمو وتطور و كفاءة قناة فالوب في الجنين الأنثى ،و أن تدخين الجنين يهدد بتحويلها لأنثى عقيمة بعد عشرات السنين .
و أدخنة التبغ في البيئة تهيج رئة مرضى حساسية الصدر في 80% من الحالات ، و تضاعف معدلات الإصابة بالبرد ، و المدخنون يعانون من تكرار الإصابة بنزلات البرد وكذلك زيادة فترات المرض.
و الأطفال المصابون بالبرد ويتعرضون للتدخين تزداد معدلات الأزيز( الصفير ) و تزداد معدلات الأزمات التحسسية مما يستلزم حجزهم بالمستشفيات.
و يعلل دكتور بدران ذلك بتأثير التدخين الضار على خلايا الجهاز التنفسى وشلها للأهداب التى تحمى هذه الخلايا وتطرد الميكروبات بعيداً عنها لخارج الجسم , مما يجعل الخلايا بلا حماية من الميكروبات , إضافة إلى أن التدخين يقلل المناعة و يزيد من التحسس.
أرسل تعليقك