كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران العلاقة بين فصل الشتاء والسمنة، مؤكدًا أن السمنة واحدة من أكبر تحديات الصحة العامة في القرن الواحد والعشرين، حيث أنه على الصعيد العالمي هناك 1.5 مليار بالغ سواء يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ، ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 3 مليارات بحلول عام 2030.
وأوضح "بدران" في حديث خاص لـ"العرب اليوم" أن الإكثار من إلتهام الأطعمة بدعوى إكتساب الدفء يصيب المرء بزيادة الوزن و السمن، مشيرًا إلى أن الوزن الزائد والسمنة هو تراكم غير طبيعي، أو مفرط للدهون، مما يشكل خطراً على الصحة، كما أن مقياس السمنة هو مؤشر كتلة الجسم (BMI) ، و يساوى وزن الشخص بالكيلوجرام مقسومًا على مربع طوله بالمتر، حيث يتم تعريف الوزن الزائد على أنه مؤشر كتلة الجسم بين 25.0 و 29.9، ويعتبر الشخص المصاب بمؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر بدينا .
وأشار إلى أن هناك العديد من أسباب السمنة ، وهناك عوامل متعددة تعمل في حالات توافر تاريخ عائلي وراثي على زيادة الوزن و السمنة، حيث أن السبب الأساسي للسمنة والوزن الزائد هو عدم توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المنفقة، والافراط في تناول الطعام ، واتباع عادات غذائية خاطئة، و قلة النشاط والحركة مما يسبب إختزان السعرات الحرارية فى الجس، كما أن هناك زيادة حالية في تناول الأطعمة الغنية بالطاقة ، والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون ؛ وقلة النشاط البدني بسبب الطبيعة الساكنة بشكل متزايد للعديد من أشكال العمل ، وتغيير وسائل النقل ، وزيادة التحضر، وفي بعض الأحيان يتناول البعض الغذاء لأغراض غير غذائية ؛ بسبب عواطفهم بدلاً من الشعور بالجوع ، و يشار إلى هذا النوع من السلوك بـ "الأكل العاطفي".
وأوضح "بدران" أن تشمل المشاعر العاطفية للعادات الغذائية غير الصحية انخفاض المزاج ، والقلق ، والإحباط ، والشعور بالوحدة ، والإجهاد ، وسوء المعاملة ، والإهمال ، والصدمات العاطفية ، والغضب، حيث يمكن أن يؤدي إلى الاعتماد على الغذاء للدعم العاطفي الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
و قد يتم ربط الأطعمة الشديدة الإستساغة مثل تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون بالتفاعلات الكيميائية في المخ المرتبطة بالمتعة. و بالتالي من الممكن أن يصبح الفرد مدمنا للطعام بسبب هذا الشعور ، يقوم المخ بإفراز مادة الدوبامين الكيميائية التي بمثابة إشارة المكافأة عند تناول هذه الأنواع من الأطعمة و بالتالي التهام المزيد من الطعام وزيادة الوزن، حيث أن بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم تعوض عن طريق النظام الغذائي أو النشاط. وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب .
و مخاطر السمنة كثيرة فقد تسبب إعاقات جسدية مختلفة ومشاكل نفسية ، يزيد الوزن الزائد بشكل كبير من خطر إصابة عدد من الأمراض غير السارية ، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالربو ، ضعف الاستجابة المناعية ، مرض السكر من النوع الثاني، الاضطرابات العضلية الهيكلية ، و أمراض القلب والأوعية الدموية و توقف التنفس أثناء النوم و أمراض الكبد الدهني، وبتتبع حالة دهون البطن يمكن أن يكون أكثر أهمية من مؤشر كتلة الجسم، و الدهون الزائدة التي توجد حول البطن عامل مهم في الصحة ، حتى لو يظهر فى مؤشر كتلة الجسم.
و تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو شراب الذرة عالي الفركتوز قد يسبب زيادة في شحوم البطن، حيث تلعب الجينات دورًا في تخزين السعرات الحرارية الزائدة في دهون البطن، كما أن الدهون غير المشبعة تزيد من كيمياء الالتهابات التى تسبب مقاومة هرمون الانسولين وتراكم دهون البطن، وأيضًا عدم النشاط يسبب زيادة الدهون في البطن، و انخفاض استهلاك البروتين قد يسبب الجوع و مزيدا من دهون البطن.
و تؤدي التغيرات الهرمونية عند سن اليأس إلى حدوث تحول في اعادة توزيع تخزين الدهون من الأليتين و الفخذين إلى دهون البطن حول الأحشاء ، ووجود خلل في البكتريا الصديقة فى الأمعاء قد يسبب زيادة الوزن ، بما في ذلك دهون البطن، وهرمون الكورتيزول ، يفرز استجابة للإجهاد ، قد يؤدي إلى زيادة الدهون في منطقة البطن.
وقد يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الألياف وزيادة الحبوب المكررة إلى زيادة كميات الدهون في البطن، كما أن النوم القصير أو النوم الرديء الجودة قد يؤدي إلى زيادة الوزن ، بما في ذلك تراكم الدهون في البطن، حيث مخاطر سمنة البطن وفيات القلب والأوعية الدموية أعلى بثلاث مرات في الأشخاص الذين وزنهم في المعدل الطبيعي ولكن كانت خصورهم أكبر مقارنة بالذين لديهم قياسات خصر أصغر.
وهناك ارتباط قوي بين السمنة المركزية و ظهور الجسم على شكل "تفاحة" وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان ، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن السمنة في منطقة البطن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر النوع الثاني، ويمكن أن تسبب الدهون الزائدة في منطقة البطن مشاكل في التمثيل الغذائي مثل عدم تحمل الجلوكوز ، و ارتفاع مستويات الأنسولين ، ومقاومة الأنسولين ، وكلها تساهم في الإصابة بمرض السكر النوع الثانى وأمراض القلب والأوعية الدموية
و مقاومة الأنسولين ترتبط بمرض السكر من النوع الثانى و البدانة المركزية وإطلاق مواد كيمائية "سيتوكينات" من الخلايا الدهنية، والأنسولين هو هرمون لحرق الطاقة ، ولكن قد تقل فعاليته ويستجيب الجسم عن طريق ضخ المزيد من الأنسولين
قرب دهون البطن من الأعضاء كالكبد والقلب تسبب الربو وصعوبات التنفس، و 75% من مرضى الربو أكثر عرضة للاحتجاز فى حالة اصابتهم بالسمنة ، و يمكن أن تكون دهون البطن سببا فى صعوبة التنفس عن طريق خفض حجم الرئة ، و الضغط على قدرة الرئة على التمدد، وانقباض العضلات الملساء حول القصبة الهوائية ، وتضييق المسالك الهوائية، مما يسبب التنفس بسرعة و استنشاق كميات أقل من الهواء، و الليبتين هو هرمون الشبع، و في البدناء يكون هذا الهرمون متعطلا عن العمل على إنه يكون متواجدا بنسب عالية فيهم لكن بلا استجابة.
ووجد حديثا ان تواجده بنسب عالية يزيد من مضاعفات الإنفلونزا، و الإحتجاز بالمستشفيات، و الدخول فى العناية المركزة، كما وجد أن الفئران النحيفة ذات المستويات المنخفضة من الليبتين لم تتعرض لمضاعفات الإنفلونز، حيث يزيد الليبتين من الإلتهابات بإحداثه عاصفة من الوسائط الكيمائية الإلتهابية
و نحتاج ثقافة نشر مفهوم السعرات الحرارية، و السعر حراري ( الكالوري ) : مقدار الحرارة الازمة لرفع حرارة كيلو جرام من الماء درجة مئوية واحد، وتستطيع معرفة عدد السعرات الحرارية او كمية الطاقة التي يحتويها بسهولة
جرام الكربوهيدرات يولد 4 سعرات حرارية، جرام البروتين يولد 4 سعرات حرارية، جرام الدهون يولد 9 سعرات حرارية ، وتقوم اجسامنا بحرق السعرات الحرارية من خلال عمليات التمثيل الغذائي للطعام والتفاعل مع الاوكسجين لأطلاق الطاقة الكامنه فيه، والسعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد و تختلف من إنسان لأخر حسب الطول و الوزن و الجنس و العمره و النشاطه، وكل كيلو جرام من وزن الجسم الحالي يحتاج 25 سعرا حراريا بالاضافة الي 10 سعرا حراريا للنشاط الخفيف، مثل الأعمال المنزلية أو الأعمال المكتبية 20 سعرا حراريا للنشاط الشاق المعتاد، وأثناء الحمل تحتاج المرأة لنفس السعرات الحرارية مع اضافة300 سعر حراري، الاحتياج اليومي للاطفال هو100 سعر حراري للانثي و120 سعرا حراريا للذكر عن كل سنة من عمرهما.
اقرأ ايضاً : مجدي بدران يؤكّد أن الأنشطة البشرية تؤدّي إلى تلوث الهواء
كما أ، جبة الافطار تقلل السعرات الحرارية بمقدار 100 سعر في اليوم، و السعرات الحراريه المفقوده خلال ممارسه الرياضه لمده عشر دقائ، حيث أن الرياضه فى الهواء الطلق تساوي 115 سعر حراري، و التسوق يساوي40 ، مشاهده التليفزيون تساوي 12 ، والنوم يساوي 12، وأيضًا الوقوف يساوي24، المشي يساوي 50 ، الرقص يساوي 40 ، الجري يساوي130، و السباحه تساوي 50 ، لعب التنس يساوي60 ، صعود السلالم يساوي 175، كره السله تساوي 106 ، ركوب الدراجه يساوي 50 ، سباق الدراجه يساوي 100، و كره القدم يساوي 70-140 ، نط الحبل يساوي 100- 15، حيث أن كل رطل يساوي (450 جرام ) عضلات يحرق من 75 الى 100سعر حرارى يوميا، و رطل الدهون يخزن 500سعر حرار،
ويقدم الدكتور مجدي بدران نصائح للوقاية من فخ السمنة فى الشتاء بالحركة و ممارسة الرياضة فقلة الحركة تسبب السمنة وتراكم الدهون، والتأثير يطول أيضا محترفى الرياضة ، حيث يعتقدون أن الإحتراف يحميهم من السمنة وتراكم الدهون فيميلون للسكون والكسل فى حياتهم خارج مضامير الرياضة ، و ركز على الأسباب الكامنة وراء عاداتك الغذائية ،وخفض أحجام الوجبات.
كما يجب التقليل من السعرات الحرارية للمساعدة على تسهيل فقدان الوزن. قلل من الكربوهيدرات البسيطة مثل: الحلويات ، الحلويات ، المخبوزات ، المشروبات المحلاة بالسكر ، السكر ، العسل ، المربى، حيث تقلل الدهون الزائدة التي توجد عادة في: المخبوزات التجارية والأطعمة المجهزة أو المقلية والآيس كريم واللحوم الدهنية والزبدة والسمن وزيت النخيل.
كما أن الإكثار من الخضر والفاكهة ، وعلى رأسها السبانخ والبروكلى ، والإقلال من الحلوى والسكريا، حيث أن بعض الأغذية تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية، و التوابل خاصة القرفة، و شرب الماء بوفرة ، والماء خالي من السعرات الحرارية ، ويساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية. شرب نصف لتر من الماء قد يزيد من كمية السعرات الحرارية المحروقة لمدة ساعة على الأقل. شرب ما لا يقل عن 2 لترمن الماء في اليوم الواحد قد يساعد في تخفيف الوزن ، خاصة عند تناوله قبل الوجبات.
و شرب شاي الأعشاب الطبيعية كالزعتر والتيليو والبردقوش، و الشاي الأخضر كل كوب يحرق حوالى 20سعر حراري، و الألبان قليلة الدسم، و الجريب فروت، و بياض البيض، السمك، التونة، وصدر الدجاج المنزوع الجلد والعظم وعش الغراب، و الألياف و الخضراوات والفواكه الطازجة والردة والبقول، وأيضصا زيت الزيتون وزيت بذور الكتان، و من الضروري الوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة، و تعزيز الرضاعة الطبيعية ، والتعرف على الوقت الذي يكون فيه الطفل غير جائع ، وتأخير إدخال الأطعمة الصلبة ، والتغذية السليمة ، و اختيار وجبات خفيفة قليلة الدسم ، ومراقبة مشاهدة التلفزيون.
و تشجيع الأطفال على ممارسة التمرينات الرياضية و الأنشطة أو اللعب في الخارج أو المشي أو ركوب الدراجا، حيث يجب أن تتغير السلوكيات العائلية والقاعدة الأولى للتغيير هي عدم إجراء التغييرات بسرعة كبيرة, ولكن بالتدريج، و ادعم الأشخاص من حولك للتغلب على إغراءات الطعام، و إيقاف تشغيل التلفزيون أثناء العشاء ، والتحول من المشروبات المحلاة بالسكر إلى شرب اللبن أو الماء ، و التأكد من توافر الأطعمة الصحية ، و تقديم الفواكه والخضروات مع وجبات الطعام ، و إزالة الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والدهون العالية من المنزل ، و الحد من شراء الوجبات الجاهزة ، و قلل عدد الوجبات التي يتم تناولها في مطاعم الوجبات السريعة، و تناول الوجبات العائلية مع الأسرة ، و تناول الطعام ببطء.
قد يهمك ايضا
الدكتور بدران يكشف معتقدات خاطئة عن نزلات البرد
«الدواء والغذاء» تقر علاجاً جديداً لمرض الشعب الهوائية المزمن
أرسل تعليقك