كشف أول طبيب مصري ينجح في استئصال الأورام من دون جراحة، عن اكتشافه طريقة علاج تعتبر الأولى من نوعها تساعد على استئصال الأورام الليفية وعلاج كثير من الأمراض من دون أي تدخل جراحي.
وصرَّح استشاري الأشعة التداخلية في لندن الدكتور سمير عبد الغفار، بأنَّ "ليس كل مريض تتناسب صحته مع العمليات الجراحية وتوصلت إلى استئصال الكثير من الأورام الليفية والتليفات باستخدام الأشعة التداخلية".
وأوضح عبد الغفار في مقابلة مع "العرب اليوم" بأنَّ الأشعة التداخلية "هي مثل الأشعة العادية التي يتم بها فحص المريض ومعرفة أسباب مرضه ولكن الفرق بينها وبين الأشعة العادية أنها تتم بفتح بسيط يقوم به الطبيب لاستئصال الورم أو أي شيء متسبب في المرض.
وأضاف "يستطيع الطبيب الخبير في مجال الأشعة التداخلية بهذه العملية استخدام معدات طبية حديثة، مثل القساطر الطبية، فهي دقيقة للغاية يتم رؤيتها داخل الجسم وتوجيهها باستخدام طرق تصوير الأشعة المختلفة حتى تصل إلى مكان المشكلة المرضية وعلاجها دون اللجوء لعملية جراحية".
واستطرد عبد الغفار "تتميز عمليات الأشعة التداخلية بكونها أقل ضررًا وأكثر أمنًا على حياة المريض وأقل من حيث المخاطر والمضاعفات الطبية ولذلك تحتاج إلى فترة نقاهة قصيرة للغاية، وأغلب هذه العمليات تتم تحت تأثير المخدر الموضعي، مما يناسب الكثير من المرضي وبالذات كبار السن ومرضى السمنة المفرطة ومرضى القلب والضغط ".
واستأنف "يوجد حاليًا الكثير من الاستخدامات لعمليات الأشعة التداخلية في علاج أمراض كثيرة مثل الدوالي بالساقين أو الخصية والأورام الليفية، منها "ألياف، تليفات، ليفة الرحم، وتضخم البروستاتا الحميد" إضافة إلى علاج مشاكل انسداد الشرايين والأوعية الدموية وكلها على سيبل المثال لا الحصر".
وذكر عبد الغفار أنَّ "الفتح الجراحي في عملية الأشعة التداخلية لا يتعدى الـ2 مليمتر أي أنَّه فتح غير مرئي ولا يسبب للمريض أي ألم، ولا يمكن أن أقدَّر مدة معينة لإجراء العملية، فهي تتفاوت حسب نوعية الورم ونوعية المرض وظروف المريض الصحية".
وبيّن أنَّ "عملية استئصال الأورام باستخدام الأشعة التداخلية جميعها مثل عملية اليوم الواحد حيث يخرج المريض في اليوم نفسه ويمارس حياته بشكل طبيعي للغاية".
ويتحدث عبد الغفار عن كيفية استئصال أورام الرحم الليفية، قائلًا "يعتبر العلاج عن طريق حقن الأورام الليفية "تليف الرحم" باستخدام قسطرة الرحم التداخلية الموجهة بالأشعة وهو أنجح وأفضل وسيلة علاج حديث للتخلص من مشاكل وأعراض الأورام الليفية خصوصًا ألياف الرحم "الفيبروم"، وعن طريق استخدام القسطرة نستطيع أن نتجنب الجراحة أو إزالة الرحم".
ويُرجع هذا النجاح إلى عاملين أساسين وهما المزايا العديدة لعمليات الأشعة التداخلية ومدى خبرة الاستشاري المتخصص أو الخبير في عمليات القسطرة.
يُذكر أنَّ الدكتور عبد الغفار، بدأ استخدام الحقن عن طريق القسطرة التداخلية منذ حوالي ٢٠ عامًا في فرنسا ومنذ ذلك الوقت انتشرت وبدأ تطبيقها في جميع أنحاء العالم؛ نظرًا لكفاءتها ونسب نجاحها المرتفعة في القضاء على مشاكل وأعراض الأورام الليفية وخصوصًا "تليف الرحم" من دون مخاطر طبية كبيرة مثل العمليات الجراحية".
ومن أهم مميزات استخدام الأشعة التداخلية في إزالة أورام الرحم هو أنها تحافظ على الوظيفة الرئيسية للرحم وهي الولادة الطبيعية عند حدوث حمل بعد العملية دون اللجوء للولادة القيصرية كما يحدث بعد عملية إزالة الورم الليفي.
وتجنب القسطرة التداخلية النساء، أيضًا من حدوث التصاقات بالبطن أو الحوض كما يحدث مع البعض بعد الجراحة وهو ما قد يؤثر بالسلب في فرص الحمل لاحقا.
وأيضا تتميَّز بقصر فترة الإقامة في المستشفى حيث أنه لا تحتاج قسطرة الرحم التداخلية أكثر من ٢٤ ساعة إقامة في المستشفى، نظرًا لارتفاع نسب الأمان وعدم وجود فتح كبير أو شق أسفل البطن وهو ما يحافظ أيضا على الشكل الجمالي للسيدة أو الفتاة غير المتزوجة.
وتستطيع السيدة العودة إلى ممارسة نشاطها الطبيعي أو العمل في غضون أسبوع وهو ما يعتبر هام للغاية مع المرأة العاملة أو في حالة رعايتها أطفال صغار.
وتحسن القسطرة حالة المريضة النفسية بصورة كبيرة وذلك لاختفاء الأعراض مثل النزيف الشديد ولاحتفاظ السيدة أو الفتاة بالرحم مما يولد لديها شعور ايجابي بالثقة في النفس، عكس تماما ما يحدث بعد استئصال أو إزالة الرحم الذي ينعكس سلبيا على إحساس المرأة بأنوثتها في الكثير من الحالات.
كما أنَّها تحسن العلاقة الجنسية في بعض الحالات التي يحدث فيها آلام أثناء الجماع بسبب وجود الأورام الليفية، ومفيدة للغاية في حالات الفتيات غير المتزوجات أو بعض السيدات المتزوجات واللاتي يعانين من أعراض الأورام الليفية ويرفضن الجراحة وتعتبر قسطرة الرحم بتوجيه الأشعة التداخلية هي العلاج الأمثل والآمن.
أما عن نتائج العلاج عن طريق الحقن بالقسطرة التي أجرها حتى الآن فيقول عبد الغفار "٩٠٪ من المرضى الذين تم علاجهم بالقسطرة توقف النزيف تمامًا و بدأت الدورة الشهرية العودة إلى طبيعتها في فترة ما بين شهر إلى ٣ أشهر، و٩٠٪ من السيدات والفتيات يتوقف الألم الشديد المصاحب للدورة الشهرية، و٩٤٪ من الحالات تضمر الأورام الليفية في الرحم بمتوسط ٥٥ – ٦٥ ٪ من حجمها في غضون ٦ أشهر إلى عام، بينما ٨٥٪ من المرضى تختفي أعراض أخرى مثل تكرار البول, الإمساك أو الآم الجماع".
وأضاف "يتوقف نمو كل الألياف، تمامًا بعد العلاج عن طريق الحقن بقسطرة الرحم في أغلب الحالات، وتنتهي فرصة أو احتمال تحول أي ورم ليفي إلى ورم خبيث فور ضمور خلاياه بعد العلاج بقسطرة الرحم التداخلية.
أرسل تعليقك