دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي إلى ضرورة التركيز على حل الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي .. مؤكدا حرص الجميع على أن يكثف جهده لجمع اليمنيين على طاولة واحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية " كونا " عن الشيخ صباح الخالد خلال جلسة الحوار المفتوح في ختام أعمال الدورة الـ/ 12 / للملتقى الإعلامي العربي الليلة الماضية..أن الوضع في اليمن مقلق ووصل الى نقطة كنا نتجنبها مع أشقائنا في اليمن خلال السنوات الأربع الماضية.
وأشار إلى ترؤسه وفدا خليجيا إلى صنعاء عندما كانت دولة الكويت تترأس القمة الخليجية للاحتفال مع اليمنيين الذين شاركوا في الحوار الوطني اليمني .. وقال كنا سعداء بمشاركة اليمنيين فيما وصلوا إليه من اتفاق وأن الخطوات تسير في الاتجاه الصحيح".
وذكر الشيخ صباح الخالد أنه تفاجأ خلال شهر سبتمبر الماضي بانقلاب مجموعة على ما تم الاتفاق عليه من مجمل الشعب اليمني .. معربا عن أسفه لتعثر اليمن وقلقه من انزلاقه إلى حرب أهلية واسعة ومدمرة.
وأشار - خلال الملتقى الذي استضافته دولة الكويت على مدى ثلاثة أيام - إلى أن العمل السياسي قائم حاليا ومن المفترض أن يقدم بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة تقريرا لمجلس الأمن الدولي بشأن ما تم تنفيذه من الجهات اليمنية حول القرار/ 2216 /.
وأوضح أن المبادرة الخليجية بشأن اليمن موجودة ومازال الاتصال بشأنها قائما والحكومة الشرعية تعد مع مكونات الشعب اليمني ورقة متفقا عليها كي تكون أرضية للانطلاق ولمواصة الاجتماعات مع كل فئات المجتمع اليمني ..
داعيا إلى التركيز على الحل السياسي واستكمال ما تم البدء به.
ولفت الى أن المسار الآخر في اليمن هو المسار الانساني حيث تفاقمت الاحتياجات الانسانية في اليمن و يجب أن يكون هذا المسار سالكا لايصال المساعدات الضرورية للشعب اليمني.
وقال " اعتقد أن القرار 2216 مظلة تعطي الجميع كل التفاصيل المطلوبة في هذه المرحلة وهي تضم المبادرة الخليجية والحوار الوطني " .. مشددا على أنه من استولى على السلطات أن يكف عن هذا العمل ويعود الى العمل السياسي وبذلك تتوافر الأمور المطلوبة والبيئة الصالحة للقاء واستمرار الحل السياسي.
وحول تشكيل قوة عربية مشتركة أوضح الشيخ صباح الخالد .. أن تشكيلها مبني على معاهدة الدفاع العربي المشترك وهذه المعاهدة كانت موجودة قبل ولادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفعلت خلال أعوام 1965 و1967 و1973 وكانت لها آلياتها وقيادتها وهي موجودة بالممارسة .. موضحا أن هذا الامر ليس له صلة بدول مجلس التعاون الخليجي إلا أن الظروف الآن تقتضي تفعيل اتفاقياتنا ومعاهداتنا والقيام بمسؤولياتنا التي يفرضها علينا الواجب القومي والعربي".
وبشأن عمل مقارب لما حدث في اليمن مع الوضع في سوريا قال..إن من القضايا التي استنفذت وقتا وجهدا كبيرين بالنسبة لدول الخليج العربي هو موضوع اليمن حيث عقدت اجتماعات متواصلة وعلى مدى متقارب وانشغل وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون بموضوع اليمن بدرجة كبيرة الى أن تم الاتفاق على صياغة المبادرة الخليجية واليتها وما تم التوقيع عليه في الرياض بحضور المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وذكر أن الاجتماعات واللقاءات والمتابعة لم تتوقف وكان الهدف تجنيب اليمن وضعا مرت فيه دول عربية أخرى مثل سوريا وليبيا.
وأكد الشيخ صباح الخالد أن كل إجراء تم في " عاصفة الحزم " أوالمبادرة الخليجية في اليمن أو قرار مجلس الأمن الأخير / 2216 / جرى بعد مشاورات واتصالات معمقة ومستمرة..لافتا الى أنه لا يوجد عمل بين ليلة وضحاها.
وأشار الى أن دول مجلس التعاون الخليجي على اتصال دائم وعند الانتقال للمرحلة الثانية في اليمن وهي " إعادة الأمل " كان هناك تنسيق ومشاورات و بحث مطول في هذا الشأن .. لأننا حلفاء ومعنيون جميعا بهذا الخطر لمنطقتنا ولم تتخذ أي خطوة إلا بعد المشاورات والتنسيق".
وعن وجود صيغة لاحتواء العراق واليمن ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخلجي قال إن موضوع اليمن مطروح منذ مدة و" هم معنا في مجالات مختلفة كالتربية والصحة والرياضة والإعلام .. أما المرحلة الثانية فكانت تأهيل الاقتصاد اليمني حتى يستطيع أن تكون بيئته مناسبة للاقتصاديات الخليجية " .. مؤكدا أن أي أمر خاص بتعاون مستقبلي يهم الدول الخليجية فهو بيدها.
وأضاف أن دول الخليج لديها شتراكات استراتيجية ناجحة مع المغرب والأردن واجتماعات منتظمة للفرق الثنائية من الجانبين لتعزيز هذه الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والأردن والمغرب.
وفيما يتعلق بدور الجانب المصري في عاصفة الحزم أجاب " ليس مستغربا على أشقائنا في مصر وهذا ما نأمله أن يكون الدور القيادي والريادي في مصر ركيزة أمن واستقرار للمنطقة .. معربا عن أمله أن يكون ما مر في مصر سحابة عبرت والانشغالات التي تمت خلال السنوات الثلاث الماضية قد تجاوزها أشقاؤنا في مصر وأن تعود مصر الى دورها القيادي والريادي.
وحول الأزمة السورية أعرب وزير الخارجية الكويتي عن أمله في عقد مؤتمر " جنيف 3 " والتوصل الى توافق وحل سياسي بشأن الأزمة السورية تنفيذا لبيان " جنيف 1 " الذي أعلن خلال شهر يونيو عام 2012.
وقال الشيخ صباح الخالد إن الوضع في سوريا يدمي القلب و يدمع العين حيث ندخل الان السنة الخامسة والملامح في الأفق غير واضحة.
وأكد أن بلاده تناشد المجتمع الدولي إيجاد حل سياسي في سوريا .. داعيا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الى مواصلة العمل السياسي وأن يأخذ بعين الاعتبار اللقاءات التي تمت في روسيا ومصر والتطورات على الارض في سوريا.
وأضاف أن بيان " جنيف 1 " حدد خطوات الحل بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية يقررها الشعب السوري لإدارة شؤونه .. مشيرا الى أن الوضع في سوريا وصل الى مرحلة مأساوية تقشعر لها الأبدان وعلينا تكثيف الجهود واستنهاض همم المجتمع الدولي ومجلس الأمن.
وذكر أنه في بداية الأزمة السورية حاولت الدول العربية إيجاد حل من خلال اللقاءات التي تمت مع النظام السوري ووضع خطة من أربعة بنود للحل وتم تشكيل مراقبين عرب .. لكن لم يكتب النجاح لهذه الخطوات حيث انتقل الموضوع الى مجلس الأمن الذي نحثه على تحمل مسؤوليته.
وأكد أنه منذ اليوم الأول قلنا إن دمار سوريا للأسف لن يقف عندها بل سيمتد لدول الجوار حيث ظهر ما يسمى بتنظيم " داعش " في العراق نتيجة الحاضنة الموجودة في سوريا وبالتالي أصبح الخطر علينا جميعا وعلينا أن نتحد لمساعدة العراق وسوريا على التخلص من هذا الوضع.
أرسل تعليقك