أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن دعم وإسناد قوات التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، كان له الأثر الإيجابي البالغ لتحقيق الانتصارات على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، فيما أعلنت الحكومة اليمنية إرجاء مشاورات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع الانقلابيين إلى أجل غير مسمى، في ظل غياب بوادر تقارب بين الطرفين.
وأشار هادي، خلال ترؤسه أمس، اجتماعًا استثنائيًا للقيادات التنفيذية والأمنية بمحافظة لحج، إلى المعاناة وتبعات الحرب التي شهدتها محافظة لحج ومدينة الحوطة التي كانت بوابة الدفاع عن عدن، وقدم أبناؤها دروسًا في البسالة والتضحية وصد الانقلابيين في معارك غير متكافئة في العدة والعتاد، مؤكدًا أنها رغم ذلك كانت حصنًا منيعًا ومقاومة من دون هوادة ولقنت الميليشيا الانقلابية دروسًا في معارك الدفاع عن الأرض والعرض.
وأوضح الرئيس اليمني إنه وجه الجهات المعنية باستيعاب أفراد المقاومة الشعبية من أبناء محافظة لحج كغيرها من المحافظات المجاورة التي قاومت العدوان الحوثي وصالح، بغية دمجهم في إطار الجيش الوطني ليكونوا الحامي والحصن المنيع لديارهم وأرضهم ووطنهم.
ودعا أبناء وشرائح المجتمع والأطياف السياسية في محافظة لحج إلى توحيد الصفوف وتسخير الإمكانات والاستفادة من دعم الأشقاء والعمل بروح الفريق الواحد لاستتباب الأمن بالمحافظة، الذي يعد هاجسًا وضرورة قصوى لخلق تنمية شاملة وإعمار ما دمرته الحرب على صعيد الخدمات الأساسية في قطاعات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والطرقات والاتصالات وغيرها.
واستمع هادي خلال الاجتماع الى الاحتياجات للسلطة المحلية بلحج وما يتطلب لتسيير عملها وتلبية احتياجات المواطن الأساسية، الذي ينشد الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
وأكد محافظ لحج، الدكتور ناصر الخبجي، مواصلة العزم في بذل الجهود المضاعفة حتى تحقيق التطلعات كافة التي ينشدها المواطن من خلال تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، والنهوض بأوضاع خدمات المحافظة على مختلف الصعد في ظل رعاية القيادة السياسية ودعمها لتجاوز تلك التحديات.
وأعلنت الحكومة اليمنية إرجاء مشاورات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع الانقلابيين الى اجل غير مسمى، في ظل غياب بوادر تقارب بين الطرفين.
وذكر المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، في تصريحات صحافية، إن سبب تأجيل المحادثات التي كان مقررًا انعقادها الشهر الجاري هو "تعنُّت الأطراف الأخرى وإصرارها على مواقفها المتشدّدة ورفضها السلام والمفاوضات". وطالب المجتمع الدولي بتحديد الطرف المتعنّت الرافض تطبيق القرارات الدولية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، الذي أجرى أخيرًا مشاورات مكثفة في صنعاء والرياض، فشل في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن موعد محادثات السلام اليمنية، في ظل انقسامات عميقة بين الجانبين بشأن مسار المشاورات والملفات الرئيسة المتعلقة بالترتيبات الأمنية وإجراءات بناء الثقة.
وكان وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، أبدى رغبة حكومته في السلام والشراكة مع جميع الأطراف، بما في ذلك جماعة الحوثيين شريطة إلقاء السلاح، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، عن المخلافي خلال لقائه بالعاصمة السعودية الرياض سفير هولندا لدى اليمن روبرت بيتري، أن حكومته لا ترغب في إقصاء أي طرف بما في ذلك الحوثيون، شرط ألا يكون بحوزتهم السلاح.
وشدد الوزير المخلافي على مسؤولية الأمم المتحدة في الضغط على الانقلابيين لتنفيذ متطلبات بناء الثقة وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بوصول المساعدات الإغاثية الى المدن المحاصرة، خصوصًا مدينة تعز.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه العميق تجاه استمرار العنف في اليمن، داعيًا إلى وقف فوري للقتال الدامي هناك. وأضاف: "إنهم يدمرون بلدهم بأنفسهم ويقتلون مواطنيهم وهذا شيء ينبغي إنهاؤه بشكل عاجل".
وأشار في حديث لقناة "سكاي نيوز العربية" إلى أن "مبعوثه الشخصي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يبذل كل ما في وسعه بهدف حل الأزمة، لكنه يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي"، على حد تعبيره. وأشار إلى أن أكثر من 21 مليون يمني، أي ما يعادل 80% من السكان يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية.
أرسل تعليقك