قتل فلسطينيان على الاقل الاثنين برصاص جنود اسرائيليين كانوا يقومون بهدم منزل فلسطيني في قلنديا الواقعة بين رام الله في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وحصل تبادل اطلاق نار بين الجنود الاسرائيليين وسكان مخيم قلنديا بعد وصول قوة من الجيش الى المنطقة بهدف هدم منزل الفلسطيني محمد ابو شاهين المتهم بقتل الاسرائيلي داني غونين في 19 حزيران/يونيو بالقرب من مستوطنة دوليف في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش ان مئات الفلسطينيين رشقوا القوات الاسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وذكرت مصادر فلسطينية ان القتيلين هما احمد ابو العيش ( 28 عاما) وليث اشرف شوعاني مناصرة ( 21 عاما)، مشيرة الى اصابة ثلاثة فلسطينيين اخرين بجروح.
واكدت مصادر طبية في مجمع فلسطين الطبي في رام الله لوكالة فرانس برس ان "الشهيدين اصيبا بالرصاص في الراس والصدر ما ادى الى استشهادهما فورا".
وذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر من جهته ان الحصيلة هي ثلاثة قتلى من الفلسطينيين.
وقال شاهد قدم نفسه باسم ابو عمر أنه رأى قوات كثيفة من الجيش الاسرائيلي وهي تتوزع في الشوارع القريبة من مكان تدمير المنزل.
وقال "افقت عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل (00,00 ت غ) على اصواتهم، ونظرت من نافذتي، فاذا بهم يتوزعون في كل زوايا الطرق".
واشار الى انه سمع على الاثر انفجارا (ناتجا على الارجح عن تفجير المنزل)، ثم حصل تبادل اطلاق نار لمدة ثلاثين دقيقة تقريبا.
وبدا المنزل في الصور التي التقطها مصورو فرانس برس مدمرا جزئيا.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لمخيم قلنديا جمال لافي لوكالة فرانس برس ان "قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقدر باكثر من مئتي جندي" وصلت الى المكان مع جرافات ل"هدم منزل الاسير محمد شاهين"، وان سكان مخيم قلنديا "تصدوا للقوة العسكرية الاسرائيلية بالحجارة، وان "الجيش اطلق نيران اسلحته باتجاه المواطنين".
واوضح "أن قوات الاحتلال فجرت كذلك الطابق العلوي لمنزل الأسير محمد أبو شاهين"، وهو الطابق الذي كانت لا تزال تقيم فيه زوجته وابنتاه، والطابق الذي يقيم فيه اهله.
وقال شقيق محمد ابو شاهين رافضا الكشف عن اسمه الاول "امهلونا 15 دقيقة لنغادر المكان".
وبعد موجة الهجمات ضد اسرائيليين التي تشهد تصعيدا منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر في اسرائيل والاراضي الفلسطينية، أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتسريع عملية تدمير منازل منفذي الهجمات.
وتندد منظمات مدافعة عن حقوق الانسان بهذا الاجراء الذي تصفه ب"العقاب الجماعي" الذي يطال عائلة شخص غالبا ما يكون قتل او اوقف.
ويعيش احد عشر الف فلسطيني يتفرعون من فلسطينيي 1948 في قلنديا، 25 في المئة منهم من الشبان الذين تقل اعمارهم عن 25 عاما، بينما البطالة مستشرية في المخيم. وتشكل المنطقة نقطة عبور بين رام الله والقدس بالنسبة الى الفلسطينيين، وهي نقطة عبور تحولت الى قلعة اسرائيلية محصنة يعاني فيها الفلسطينيون من اجراءات مشددة ومن صفوف انتظار طويلة.
وشيع الاف الفلسطينيين الشابين اللذين قتلا اليوم رافعين الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية، بحسب مراسل فرانس برس. وهتف المشيعون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في كلمة خلال التشييع "من اليوم وصاعدا يسقط شعار الطرف الاخر وليتوقف التنسيق الامني. يجب الا يكون امن ولا استقرار للاسرائيليين. ويجب ان تدفع اسرائيل الثمن".
وبعد انتهاء الجنازتين، توجه شبان فلسطينيون الى حاجز قلنديا العسكري وحصلت مواجهات جديدة بينهم وبين الجنود الاسرائيليين.
وكشف جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "شاباك" في 15 يونيو/ تموز الماضي انه اعتقل محمد ابو شاهين (30 عاما) من مخيم قلنديا. وهو من الناشطين في حركة فتح.
ونفذ الجيش الاسرائيلي عمليات هدم السبت طالت منازل اربعة فلسطينيين متهمين بقتل اسرائيليين في رام الله ونابلس في الضفة الغربية.
ودان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "الجريمة الجديدة" التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي (...) بقتل مواطنين بدم بارد اثناء اقتحام المخيم وهدم أحد المنازل".
وقال أبو ردينة في بيان "إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تصر على المضي بالسياسة ذاتها من عمليات القتل والاعدامات الميدانية، وإنزال أشد العقوبات الجماعية بحق أبناء شعبنا وممتلكاته، بما يتناقض مع الشرعية والقوانين الدولية الانسانية".
ودعا "المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى توفير الحماية الدولية لتخليص شعبنا من بطش حكومة الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاتها"، مطالبا "بتحقيق العدالة على الساحة الفلسطينية بإقامة الدولة المستقلة التي أصبحت حاجة ضرورية للسلم والأمن الدوليين".
- تنديد دولي بالعقاب الجماعي -
وشجب مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة عمليات الهدم، مؤكدا ان "العقاب الجماعي" تحظره القوانين الدولية. واشار الى ان عشرين شخصا بينهم ثمانية اطفال باتوا من دون مأوى بعد عمليات تدمير المنازل الاخيرة.
وقتل 83 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد و12 اسرائيليا في اعمال العنف الاخيرة.
ويبرر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون عمليات تدمير منازل منفذي الهجمات قائلا انه "اجراء اثبت قدرته على الردع".
وقال "حصلنا على دليل ملموس عن فعاليته السبت عندما قام والد منفذ" احد الاعتداءات "بتسليم نجله من تلقاء نفسه حتى لا يتم هدم منزله".
وكان يعالون يشير الى الفلسطيني الذي يشتبه بانه اطلق النار على حاخام وابنه الجمعة في الضفة الغربية المحتلة والذي اعلن توقيفه الاحد.
من جهة اخرى، ذكر نادي الاسير الفلسطيني ان الجيش الاسرائيلي اعتقل خلال الايام الثلاثة الماضية تسعين فلسطينيا من مدن عدة في الضفة الغربية، بينهم فتاتان. وبين هؤلاء 25 فلسطينيا اعتقلوا الليلة الماضية، عشرة منهم من مدينة الخليل.
أرسل تعليقك