أعربت دولة الكويت أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم عن بالغ تقديرها للدعم الدولي لها إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق الجمعة الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن السفير جمال الغنيم مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في ندوة نقاشية ضمن أعمال الدورة الـ/ 29 / للمجلس حول آثار الأرهاب على التمتع بحقوق الإنسان..إن هذا الدعم يمثل رافدا آخر من روافد القوة الكويتية في مواجهة الإرهاب.
واعتبر مساندة الدول الشقيقة والصديقة انعكاسا مباشرا لنجاح السياسة الخارجية لدولة الكويت التي تقوم على أسس متينة وأبرزها المساهمة في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار العالمي والتنمية المستدامة.
وشدد السفير الغنيم على أهمية مناقشة آثار الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان في الظروف الحساسة التي يمر بها العالم اليوم وعلى وجه الأخص في منطقة الشرق الأوسط.
وقال " إن يد الإرهاب ضربت هدفا جديدا لها في الكويت يوم الجمعة حيث طالت مسجدا يعم بالمصلين الآمنين الذين أتوا إلى مسجد الإمام الصادق ليؤدوا صلاة الجمعة وهم صائمون وساجدون لله تعالى ما أسفر عن سقوط / 26 / قتيلا و/ 227 / جريحا بعضهم لايزال يتلقى العلاج في المستشفيات".
وأضاف أن هذا العمل الإجرامي على أحد بيوت الله وما يمثله من خروج عن شريعة الدين الإسلامي الحنيف بسفك دماء الأبرياء الآمنين وقتل النفس التي حرم الله .. إنما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين هدف إلى شق وحدة المجتمع الكويتي.
وذكر السفير الغنيم أن الإرهابيين سعوا بعمليتهم الجبانة إلى انتهاك حقوق هؤلاء الضحايا وخاصة تلك المتعلقة بحرية العبادة وحقهم بالحياة الآمنة وهي حقوق وردت في نص الدستور الكويتي والقوانين المعمول بها في دولة الكويت.
وأكد أن الأجهزة الأمنية الكويتية تتابع مجريات هذا الحادث الأليم لمعرفة منفذيه ومن يقف وراءهم لتقديمهم للعدالة.
واعتبر أن هذه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات بشكل عشوائي لا تتسبب فقط في خسائر فادحة للأرواح وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وإنما أيضا تؤثر سلبا على الحريات العامة وتهدد الإعمال التام للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي لا غنى عنها لحفظ كرامة الإنسان ونماء شخصيته.
وأكد أن دولة الكويت تدعو في هذا الصدد إلى تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان 18 / 16 وخطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية التي تشكل تحريضا على العنف كوسيلة لحرمان المجموعات المتطرفة من أي مبرر للتطرف العنيف على أساس التمييز العرقي أو الديني.
وشدد على أن الكويت تؤكد ضرورة محاربة الأفكار الهدامة التي تقوم عليها الجماعات الإرهابية وتدين التحريض على الكراهية من خلال استخدام هذه الجماعات لوسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات كما تدعو إلى إيجاد مرجعية دولية لعمل ممنهج ومنظم يستهدف إنقاذ الشباب من أفكار هذه التنظيمات المتطرفة.
وأضاف الغنيم أن الكويت تشارك المجتمع الدولي في جهوده للتصدي لظاهرة الإرهاب واتخذت إجراءات قانونية عدة لمكافحة تمويل الإرهاب استنادا إلى القانون رقم /106 / لعام 2013 في شأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ولائحته التنفيذية.
وقال إن الكويت أصبحت من أوائل دول منطقة الشرق الأوسط في تطبيق المعايير الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب حيث غطى القانون السابق تلك المعايير بصورة شاملة.
يذكر أن الدورة الـ/ 29 / لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تتواصل أعمالها من الـ/ 15 / من يونيو الماضي إلى الثالث من يوليو الجاري.
أرسل تعليقك