الشارقة - صوت الامارات
دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة رئيسة تحرير مجلة " مرامي " إلى ضرورة إنهاء معاناة اللاجئين الهاربين من جحيم الصراعات الدموية التي لم تبق لقيم التراحم والمودة مكانا في العلاقات بين البشر.
وأضافت في افتتاحية العدد الجديد للمجلة والذي جاء بعنوان "من أجل بناء إنسان لعالم إنساني" .. إن أطفالا ونساء ورجالا يدفعون إستقرارهم وأمنهم ثمنا لأحداث مؤسفة لا علاقة لهم بها سوى رغبتهم في أن يمارسوا حريتهم الموهوبة لهم من الله سبحانه .. وأن تمضي أيامهم في إطارها الطبيعي من دون شعور بظلم أو تفرقة على أسس طائفية أو دينية أو عرقية وخلافه .. هؤلاء خرجوا يحملون ألما يعتصر قلوبهم وهموما تقتات أفكارهم متطلعين للعودة إلى وطن يحتاج إعادة بناء وتأسيس لبنى تحتية دمرتهم الأحقاد والرغبات اللامحدودة في الانتقام .
وأكدت الشيخة جواهر أنه على مؤسسات العالم بكل أشكالها وأنواعها ..
سياسية وصحية واجتماعية واقتصادية أن تعمل لإنهاء معاناة اللاجئين وأن تضع يدها على خريطة واحدة للمعونات وتدفع بعجلة تلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية التي تحفظ على الإنسان حياته .
وأضافت " إذا كانت هذه الاحتياجات لها علاقة في إنقاذ الحاضر وحل مشاكل آنية إلا أن المستقبل لا يجب أن يغيب عن مخططات الإنقاذ والحماية بعد ذلك .. وما المستقبل سوى إنسان يتمتع بالعافية الجسدية والفكرية والوجدانية .. ولا يتأتى ذلك بتوفير الغذاء والكساء وأماكن السكن فحسب ".
وأكدت أن التعليم يظل محور الاحتياجات التي يجدر بكل العالم أن يجعله هدفا لانتزاع اللاجئين من الأطفال من أمية محدقة بهم .. أمية العلم وأمية القيم.. فالتعليم يمد الإنسان بالاتزان الفكري والنفسي وبالثراء المعرفي والعلمي.. وبين الاتزان والثراء نبني إنسانا للمستقبل.. ننقذه من مستنقع آثار الحروب التي قد تحيل هؤلاء الأطفال إلى أفراد غاضبين حاقدين.. راغبين في الانتقام من كل شيء .. لا إلى أفراد مشاركين في تعزيز وجود السلام والمحبة في العالم .. ورأت أنه بالتربية والتعليم سيكون تحقيق الاحتياجات الأخرى ممكنا مع الشعور بالأمان والتصالح مع النفس والواقع .
واختتمت الشيخة جواهر القفاسمي مقالها بالقول "نوجه جهودنا في حشد الإمكانات العالمية للوقوف مع هؤلاء الصغار وذويهم ولتكثيف الخدمات التي يحتاجون في كل لحظة من أوقاتهم إلى شيء منها.. ككل إنسان يعيش في مظلة الخدمات التي توجه لتدعم حياته ومسؤولياته في هذا الكون الفسيح" .
وأشارت إلى أن مؤتمر الاستثمار في المستقبل الذي يعقد في الشارقة لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يأتي دعما لهذه الجهود من أجل حماية اللاجئين من كل آثار الحروب واغترابهم في الأرض .. مع التركيز على أهمية تعليم الأطفال وتوفير كل مستلزمات التعليم من موارد بشرية وإمكانات أخرى لنبني إنسانا للعالم الإنساني.
المصدر : وام
أرسل تعليقك