الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
عقد الرئيسان السوداني عمر البشير والجنوبي سلفاكير ميارديت قمة ثنائية مساء الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فور وصولهما إلى هناك للمشاركة في القمة الأفريقية الاستثنائية والعادية.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات عقب الاجتماع الذي دام لأكثر من ساعتين إن البشير وسلفاكير تناولا بالنقاش الصريح جملة من القضايا المهمة والعالقة حتى الآن، أبرزها دعم الحركات المتمردة التي تقاتل الخرطوم، فيما تقول الحكومة السودانية إنها لا تزال تتلقى الدعم من بعض الأطراف في جنوب السودان.
وأكد كرتي التزام سلفاكير أمام البشير بأنه لن يسمح بدعم أي مجموعة متمردة سواء في جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو في دارفور.
وأضاف أن الطرفين تبادلا هذه المسألة بنقاش مستفيض، وأن الرئيس البشير طرح المسألة بقوة.
وكشف الوزير السوداني عن أن بلاده أوضحت بالوثائق أنها ليست طرفا في تعطيل انسياب حركة المواطنين والتجارة والبترول الجنوبي إذ أتضح أن هناك أطرافا على الحدود في جنوب السودان تعرقل هذه المسألة.
وقال كرتي إن الرئيس سلفاكير وعد بالنظر في الأمر، وفيما يتعلق بقضية منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع على تبعيتها بين البلدين، أوضح وزير الخارجية السوداني أن أفضل الطرق وفقا لرؤية الطرفين تتمثل في الإسراع بإنشاء الإدارات وتنفيذ الترتيبات التي تم الاتفاق عليها سابقا علي أن تواصل اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين التداول قريبا حول ملف أبيي ومطلوبات حل القضية.
وكان وزير الخارجية السوداني أستبق القمة بتصريحات أكد فيها أن السودان وجنوب السودان لديهما النوايا الطيبة في حل جميع القضايا العالقة بينهما وأن البلدين قاما بعمل كبير على الأرض في عدد من المجالات رغم وجود صعوبات معقدة وشائكة.
وتأتي القمة في أعقاب تبادل الاتهامات بين الخرطوم وجوبا على خلفية مقتل زعيم قبلي جنوبي في أبيي) (كوال دينق مجوك ) وهجوم شنته الجبهة الثورية المسلحة على مناطق في ولايتي شمال وجنوب كردفان أخيرا.
وقالت الخرطوم حينها إن الجبهة الثورية تتلقي الدعم من بعض الأطراف في الجيش الشعبي وحكومة جنوب السودان ، لكن الجنوب قال إنه غير ضالع في عمل كهذا و ليست لديه رغبة في الإضرار بمصالح السودان، بعد أن وعد بالنظر في المعلومات التي دفع بها السودان حول دعم جوبا العسكري واللوجستي وتسهيلات الانتقال التي لاتزال الحركات المسلحة تتلقاها عبر الحدود بين البلدين.
وكان وزير الخارجية السوداني ومدير جهاز الأمن والمخابرات زارا جوبا في أعقاب الهجوم للتباحث حول تداعيات الهجوم.
وفي جوبا قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم" مساء الجمعة إن البشير وسلفاكير بإمكانهما تجاوز الخلافات التي قال إنها طفيفة، مضيفا أن لقاءاتهما السابقة كثيرا ما أسهمت في تجاوز العقبات أمام تنفيذ الاتفاقات.
وأكد بنجامين أن حكومة بلاده تشعر الآن بارتياح واضح لنتائج زيارة وزير النفط استيفن ديو إلى الخرطوم ، وكشف برنابا أن استيفن ديو الذي وصل إلى جوبا الجمعة نقل لحكومة بلاده نتائج لقاءاته مع نظيره السوداني عوض الجاز والتي ستكون قطعا بحسب برنابا لصالح تدفق نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية قريبا.
واتت قمة البشير وسلفاكير ضمن محاولاتهما المستمرة في إعادة الأمور إلى نصابها والتقدم بالعلاقات نحو الأمام وتجاوز حالة الاحتقان التي تسيطر على تلك العلاقات من وقت لآخر منذ انفصال الجنوب عن الشمال في العام 2011م.
أرسل تعليقك