تونس ـ وكالات
هدد سيف الله بن حسين زعيم تنظيم انصار الشريعة المتشدد يوم الخميس 28 مارس/آذار بحرب تطيح برئيس الوزراء التونسي علي العريض، القيادي في حركة النهضة الاسلامية المعتدلة، بعد يوم واحد من إتهام العريض لبن حسين بأنه المسؤول عن انتشار السلاح في تونس. ويعتبر ذلك أول تهديد مباشر للحكومة التي يقودها إسلاميو النهضة المعتدلون، مما قد يزيد المخاوف باحتدام الوضع في تونس التي تسعى لاستعادة الاستقرار الأمني والسياسي. وقال بن حسين المعروف باسم "أبو عياض" في رسالة نشرها على الصفحة الرسمية لأنصار الشريعة موجها كلامه الى حركة النهضة: "امسكوا مريضكم عنا وإلا سنوجه حربنا إليه حتى اسقاطه والقائه في مزبلة التاريخ". وأضاف محذرا : " لن نطيل القول فالجواب عليه ما ترون لا ما تسمعون إن لم تتداركوا أمركم". هذا، وتسعى الشرطة للقبض على بن حسين لاتهامه بالتحريض على مهاجمة السفارة الأمريكية في سبتمبر/ ايلول الماضي احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام ، حيث خلف هذا الهجوم اربعة قتلى. وقد تمكن بن حسين من الفرار في الشهر نفسه من قوات الشرطة التي حاصرت آنذاك مسجدا في وسط العاصمة كان يلقى فيه خطبة. وكانت قوات الامن التونسية قد اشتبكت في الأشهر القليلة الماضية عدة مرات مع متشددين اسلاميين قرب الحدود مع الجزائر وليبيا يسعون إلى ادخال سلاح إلى تونس. وعثرت الشرطة على مخابئ كبيرة للسلاح في الشهرين الماضيين واعتقلت نهاية العام الماضي 16 سلفيا، قالت إنهم يجمعون السلاح بهدف إقامة دولة إسلامية. من جهته اتهم رئيس الوزراء التونسي على العريض الشهر الماضي متشددًا دينيا ينتمي إلى مجموعة سلفية متطرفة لم يسمها، اتهمه باغتيال المعارض العلماني البارز شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط، وقال ان الشرطة تعرفت عليه وتطارده الان. في حين هاجم سلفيون تونسيون حانات وقاعات للرسم والسينما مدعين انها لم تحترم مقدسات المسلمين. واثناء حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي كان آلاف السلفيين في السجون وخرج أغلبهم بعد الثورة. محلل تونسي: تهديدات السلفيين لرئيس الوزراء التونسي سياسية قال كمال بن يونس المحلل السياسي التونسي في حديث لقناة "روسيا اليوم" الخميس 28 مارس/آذار أن تهديدات الزعيم السلفي أبو عياض لرئيس الوزراء التونسي بحرب تطيح به هي تهديدات سياسية لأن الأوضاع الأمنية والعسكرية في تونس مستقرة بنسبة 100%. واوضح بن يونس: "ان تهديدات أبو عياض الذي يعتبره البعض زعيم القاعدة أو ما يسمى بالسلفية الجهادية بتونس قد تكون سياسية بالدرجة الأولى، لكنها تبقى مهمة خاصة بعد ما تأكد اليوم من التحقيقات أن مجموعة من الذين هاجموا السفارة الامريكية في تونس وحرقوها وداهموا دار السفير والمدرسة الامريكية، هم على علاقة بمجموعة أبو عياض". وتابع بن يونس: "لقد بدأت المواجهة بين "النهضة" و"القاعدة" بدأت منذ مدة، وكذلك المواجهات الأمنية، لأن السيد العريض أمر، عندما كان وزير للداخلية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بقتل 10-12 شخصا من عناصر القاعدة".
أرسل تعليقك