بيروت ـ وكالات
يسود مدينة صيدا، جنوب لبنان، هدوء حذر على خلفية الإشكال الذي وقع الليلة الماضية بين الجيش اللبناني ومناصري الشيخ السني أحمد الأسير.
وشهد محيط مسجد بلال بن رباح في منطقة "عبرا"، جنوب لبنان، مساء أمس إشكال بين الجيش اللبناني وبين الشيخ عاصم العارفي (المقرب من الأسير) والذي لجأ إلى المسجد بعد أن أوقفته عناصر الجيش عند حاجز أمني قرب المسجد بدعوى ارتكابه مخالفة مرورية، وقالت مصادر أمنية في صيدا لمراسل وكالة الأناضول إن المخالفة متعلقة بـ"قيادة سيارة بلوحة مزورة".
وسارع الشيخ الأسير، وهو إمام مسجد بلال بن رباح، إلى توجيه رسالة عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن فيها أن الجيش بصدد اقتحام المسجد عسكريًا، ويدعو مناصريه في كل لبنان للحضور إلى المسجد لنصرته.
وطلب الأسير من جميع المناصرين في لبنان قطع الطرقات احتجاجًا على ما حدث.
وبحسب الأناضول قطع أنصار الأسير مساء أمس طرقًا في العاصمة اللبنانية بيروت وساحة النور في طرابلس شمال لبنان وبعض الطرق في البقاع شرق لبنان لبعض الوقت تلبية لدعوته.
وقال المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جنوب لبنان بسام حمود إن الجماعة "عملت منذ مساء أمس الثلاثاء على مبادرة لحل الإشكال الذي حدث بين الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير على إثر محاولة الجيش اللبناني توقيف الشيخ عاصم العارفي بسبب مخالفة سير في مدينة صيدا".
وحسب الأناضول للأنباء، أوضح حمود أن "الجيش اللبناني تجاوب مع هذه المبادرة التي دعت إلى أن يتوجه الشيخ العارفي إلى مخفر مدينة صيدا (مركز شرطة) برفقة مفتي المدينة الشيخ سليم سوسان والإدلاء بإفادته خلال مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، على أن يعود بعدها إلى منزله مباشرة".
وأشار حمود إلى أن "الشيخ الأسير رفض هذه المبادرة ودعا أنصاره إلى قطع الطرقات في بعض المناطق اللبنانية".
وعن الإجراءات المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني منذ عدة أيام حول مسجد بلال بن رباح ومنزل الشيخ الأسير في منطقة عبرا في مدينة صيدا جنوب لبنان، قال حمود إنه "لا داعي لهذه الإجراءات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان عامة ومدينة صيدا خاصة".
ويضرب الجيش اللبناني طوقًا أمنيًا حول مسجد بلال بن رباح منذ أكثر من 10 أيام بعد تهديد الأسير وأنصاره باقتحام شقق ومكاتب تابعة لحزب الله، على خلفية خلافات سابقة بينهما.
وأبدى حمود "تفهم الجماعة الإسلامية لمخاوف الشيخ الأسير من هذه الإجراءات".
ودعا حمود الشيخ الأسير إلى مراعاة هواجس مدينة صيدا والوضع فيها الذي وصفه بـ"الصعب جدًا على الصعيد الأمني والاقتصادي والاجتماعي"، رافضًا في الوقت ذاته "الخطابات النارية من كل الأطراف والقوى اللبنانية دون استثناء".
وعن التسريبات التي قالت إن الجيش اللبناني ينوي اقتحام مسجد بلال بن رباح، شدد حمود أن "هذا الأمر غير وارد على الإطلاق، وفق ما أبلغه إياه الجيش اللبناني".
ودعا حمود الدولة اللبنانية "لأخذ دورها تحت سقف القانون والعدالة والمساواة"، مستغربًا "كيف تصبح صيدا أشبه بثكنة عسكرية دون غيرها من المناطق اللبنانية".
من جانبه كرر المسؤول الإعلامي في مكتب الشيخ أحمد الأسير "محمد الأوام" دعوة مناصري الأسير في لبنان للمشاركة في "الاعتصامات السلمية من أجل المطالبة بفك الحصار عن مسجد بلال بن رباح في صيدا".
وأكد الأوام أن "اللواء الثامن في الجيش اللبناني ينتشر بكل عتاده في محيط المسجد ويفرض حصارًا شديدًا عليه ويتعرض للمصلين بالمضايقات" على حد قوله.
وأشار الأوام إلى أن "الجيش اللبناني يقيم 12 حاجزًا ثابتًا للتفتيش في مساحة لا تزيد عن كيلو متر مربع واحد حول المسجد"، مشددًا على أن أنصار الأسير "يعدون خطة تصعيدية لحين فك هذا الحصار".
وعن إمكانية وقوع صدام بين الجيش اللبناني وأنصار الأسير، أكد الأوام أنه "لا قرار عند الشيخ الأسير في هذا الاتجاه"، محملاً في الوقت نفسه مسؤولية وقوع أي تصادم مع الجيش اللبناني لكل القوى اللبنانية.
أرسل تعليقك