اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الاربعاء "اهمية دور مصر كشريك اقليمي"، غداة اعلان السيسي استعداده القيام بدور بين الفلسطينيين واسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن كيري اكد "اهمية دور مصر كشريك اقليمي والتزام الولايات المتحدة مساعدتها في مجال مكافحة الإرهاب والنمو الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات الديموقراطية والامن الاقليمي".
كما أعرب عن "تقديره لبيان السيسي الأخير الداعم لدفع عملية السلام بين العرب وإسرائيل".
واضاف تونر ان كيري بحث مع السيسي "مجموعة من القضايا الثنائية والاقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا".
ولم يشر المتحدث الى لابحث خلال اللقاء في مسالة حقوق الانسان في مصر، على خلفية اتهام منظمات حقوقية دولية للسيسي بقمع شديد للمعارضين.
وكان مسؤول اميركي رفيع طلب عدم ذكر اسمه قال للصحافيين المرافقين لكيرى ان الاخير "مهتم بالاستماع مباشرة من الرئيس الى المزيد حول الدور الذي ينوي القيام به".
وفي خطاب القاه الثلاثاء، اعتبر السيسي ان هناك "فرصة حقيقية" للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين داعيا الطرفين الى اغتنامها كما اشاد بمعاهدة السلام التي وقعتها بلاده مع الدولة العبرية عام 1979.
وتعتقد واشنطن ان تسوية عبر التفاوض على اساس حل الدولتين هي الوسيلة الوحيدة لانهاء النزاع ولكنها لا ترى ان الوقت حان بعد لاستئناف الحوار المباشر بين الطرفين وتفضل العمل في الوقت الراهن على اجراءات لبناء الثقة للحد من العنف وتهدئة التوتر.
ويثير هذا التوجه الاميركي خيبة امل لدى بعض القوى في المجتمع الدولي وتدفع فرنسا، والان انضمت اليها مصر، من اجل استئناف اسرع للمفاوضات للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع.
وهناك تعاطف مع هذه الرؤية في واشنطن وقبول بانه قد يصعب استئناف عملية السلام اذا تركت لتتحلل ولكن الولايات المتحدة تتعامل بحذر كذلك مع محاولات دفعها اسرع مما ينبغي.
وقال المسؤول الاميركي الرفيع "لقد قلنا مرارا اننا مؤمنون بان المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة لحل المشكلة وقلنا كذلك اننا لا نسعى من جانبنا لاستئناف المفاوضات في هذه المرحلة".
واضاف ان "وزير الخارجية مهتم للغاية بالاستماع الى المزيد من التفاصيل حول ما يجول ببال الرئيس السيسي".
-التوسع الاستيطاني-
اصيب انصار عملية السلام بالاحباط خلال الشهور الاخيرة بسبب استمرار اسرائيل في بناء مستوطنات على الاراضي الفلسطينية وتواصل الهجمات الفلسطينية سواء بالرصاص او بالاسلحة البيضاء على الاسرائيليين.
وادى ذلك الى تعزيز موقف المتشددين لدى الطرفين ما يجعل التوصل الى اتفاق سلام امر يصعب توقعه.
واكد المسؤول الاميركي ان بلاده "اعربت بشكل واضح عن قلقها بشأن بعض الخطوات التي تم اتخاذها على الارض والتي تؤثر على فرص التوصل الى حل على اساس الدولتين".
وتابع "هذا الامر سنناقشه كذلك هنا".
وتحادث كيري هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين واجرى اتصالا مماثلا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل بضعة ايام.
وهناك تقارير مستمرة ولكن غير مؤكدة في واشنطن عن اعتزام الرئيس الاميركي باراك اوباما الادلاء بخطاب مهم يعلن فيه بشكل اوضح دعم بلاده لحل الدولتين.
غير انه قبل ثمانية اشهر فقط من انتهاء ولايته، لم يعد لدى الرئيس الاميركي، اذا اراد التحرك، الوقت الكافي للتعامل مع تحدي عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية التي فشل العديد من الرؤساء السابقين في دفعها الى الامام.
أرسل تعليقك