تفاصيل لقاء رئيس الوزراء اللبناني بـأشرف ريفي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تفاصيل لقاء رئيس الوزراء اللبناني بـ"أشرف ريفي"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تفاصيل لقاء رئيس الوزراء اللبناني بـ"أشرف ريفي"

أشرف ريفي
بيروت - صوت الإمارات

انتهى في قاموس السياسة أي ذكر لمصطلح «اللواء المتمرّد» لكون صاحبه الذي بنى صورة عائمة على منطق مواجهة التّنازلات، أضحى هو أحد أبطالها، و وفق منطق أنّ زوال السبب هو نتيجة طبيعية لزوال المسبّب، نحسب حالة «أشرف ريفي» المستقلّة أصبحت من الماضي.

بنى الوزير السابق الجزء الأكبر من ثورته على منطق التّنازلات التي اتّهم رئيس الحكومة سعد الحريري بالقيام بها بنيّة العودة إلى السلّطة، فنجد أنّ ريفي نفسه أقرّ بمنطق الحريري ذاته، ثم سرعان ما تقمّصه وسارَ به مقدّماً التّنازلات بُغيَة العودة إلى نعيم السلطة بعدما اختبرَ المفاعيل السلبيّة المرتدّة عن الخروج منها، تماماً كما أدركَ الحريري قبله.

هناك تقديرٌ تلهَج بذكرهِ مستويات سياسيّة، مفاده أنّ ما اوصلَ ريفي إلى هذه الحال هو إحساسه بتراجع حالتهِ الشعبيّة مؤخّراً، لذا ومن أجلِ الحفاظ على الحد الأدنى المتبقّي، كان لا بُدَّ له من القيام بـ«تكويعة» تعود عليه بشيء من الإيجابيّة، وحَسِبَ أنّ الخيار الأفضل يكمن في العودة إلى التموضع بجانب الحريري، وهذا كلّه يعني أنّ «إنتفاضة اللواء المتمرّد» ما عادت موجودة وانتهت وأصبحت من الماضي.

أضف إلى ذلك، أن «التكويعة» لو لم تكن ظروفها مهيأة، ولو كان بمقدور ريفي افتعال معركة انتخابيّة، ولو كان بحكم المتأكّد من الفوز بها، لما سارَ في الصلحة.. بهذا المعنى سعى ريفي إلى جني الثمار بلحظة وفرّت أجواء داخليّة «مدفوشة على أخرى سعوديّة - إماراتيّة.

من هذا الباب يُكشف في مجالس سياسيّة قرأت في «الصلحة»، أنّها تمّت بعد تضافر عوامل داخليّة ذاتيّة، لكنهّا دعت إلى عدم إهمال العوامل الخارجيّة، لاسيما تلك السعوديّة الداعية إلى رصّ الصفوف وإعادة ترشيد الجسم السُنّي المصنّف على طرف نقيض مع حزب الله. وقد بنت تقديرها على جمّلة أمور بينها اللقاءات الخليجيّة بالرّئيس فؤاد السنيورة ومع ريفي، وزيارة الرئيس الحريري إلى المملكة، ثم نشر السفير السعودي وليد بخاري، الأربعاء، صورة للقاء المصالحة.

أقرأ ايضا :

 سعد الحريري يُحسم الجدل بشأن تشكيل الوفد المُمثل للبنان في بروكسل

ولا يبدو أنّ الرّئيس الحريري كان يرغب إلى هذه الدرجة بتحقيق الطلبات السعوديّة - الإماراتية، ولو أنّه لم يَكن ملزم سياسيّاً في تحقيقها، وفي مكانٍ آخر وجدَ مصلحةً سياسيّة ظرفيّة له، لما أتى على فعلها!

الأدلّة يُمكن التماسها ليسَ من ظروف اللقاء بل من أجوائه، بحيثُ يَذكر مقرّبين من الحريري، أنّها لم تكن مشابهة لتلك التي سُرّبت إلى الإعلام وأوحت أنّ الحريري كمَن يركض خلف الصلح!

وفي إطار سردها للتفاصيل، تذكر أنّ رئيس الحكومة اقترح أوّلاً عقد اللقاء في بيت الوسط لكن اتضح أنّ هذا غيرُ ممكن بسبب رفض ريفي له ثمّ تفضيل الرّئيس السنيورة والوزير درباس مكاناً محايداً..

في المداولات الأخيرة مالَ الخيار صوب منزل السنيورة.. فجرى الاتفاق على الموعد، الثلاثاء 12 مارس/ آذار 2019، وثُبّتَ الوقت عند الساعة 8:00 مساء. ويوم اللقاء، حضرَ الجميع في الوقت المُتّفق عليه، إلّا الحريري تأخّر قُرابة الـ45 دقيقة وحضر في تمام الساعة 8:45 من دون ذكر السبب، ما أوحى أنّه فعل مقصود!

كان في استقباله خارج المنزل الرّئيس السنيورة والوزير درباس ثمّ اصطحاباه إلى الصالون حيث كان ريفي موجوداً، وقد حصل سلام بينهما «ناشف» من جانب الحريري بعكس ريفي، لدرجة أنّ الأوّل أسرعَ في إنجازه!

انتهى السلام الأوّل ثمّ جلسَ الجميع ليبادر السنيورة بالحديث. وخلال الجلسة تناوبَ كل من السنيورة ودرباس على الإدلاء بأحاديث، على وجه الخصوص السنيورة، وكان ريفي يعلّق، وقد ظهر وكأنّه يحاور السنيورة وليس الحريري الذي آثرَ الصمت واللعب بأصابعه والقيام بجولة نظارات في الصالون من دون أنّ يقول ولو كلمة واحدة.

بقيت الجلسة حوالي الرّبع ساعة وعند فراغ السنيورة من كلامهِ وريفي من إعلانه، تبادلَ المدعوّان القُبلات أمام الكاميرات بغرض توزيع المشاهد الساخنة على الإعلام، وقد بدا الحريري في كثيرٍ من الصور كما فعل أوّل مرة، يجول بالنظارات!

ما أعد لافتاً، هو تناوب كل من ريفي والسنيورة صعود منبر التعليق على اللقاء، من دون خروج أي موقف علني عن الرئيس الحريري، وهذه علامة أخرى!

في الخلاصات، بدا واضحاً أنّ الحريري لم يتجاوز بعد مفاعيل تصريحات وخطابات ريفي ضده التي طاولته بالشخصي ووصلت إلى حدود التجريح به في أكثر من تسريبة صوتيّة.

ومن دون أدنى شك، كانت مهمة إقناع الجمهور أصعب عند ريفي منها لدى الحريري، الذي لا من شيء يخسره أمامَ جمهوره بل على العكس تماماً. من هنا جهدَ «اللواء السابق» خلال مؤتمره الصحافي في تسويق خطوته لدى جماعته، وقد أظهرت تفاصيل المؤتمر أنّ الأمر بدا صعباً عليه، بدليل معاودة هجومه على حزب الله، إلى جانب محاولات ريفي ضخ الكثير من الأسباب والشروحات التي حاول من خلالها تبرير خطوته.

وطبعاً يجب على كل حركة سياسية أنّ تُوضع على منصّة التشريح بغية فهم النتائج المتأتّية عنها سلباً أو إيجابًا. وفي التقدير السائد لخطوة ريفي، يبدو أنّها أرخت عن درجات من الامتعاض عند أصحابه، لكون زعيمهم كان قد قطعَ علاقته بالحريري بسبب علاقته بحزب الله والتيّار الوطنيّ الحر، وقد إتجاهَ إلى مصالحته وهو ما زالَ على نفس القدر من العلاقة معهما ولم يُغيّر قيدَ أنملة.

أضف إلى ذلك أنّ ريفي انتقلَ من خانة الرّفض المطلق لترشيح ديما جمالي بالشكل الذي أتاه الحريري إلى خانة التأييد الصريح! وسنداً على كل هذه العوامل، تُصبح درجات التراجع واضحة.

قد يهمك ايضا

 الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد "حزب الله" لكشف نواياه تجاه "السنيورة"  

الرئيس السيسي يستقبل سعد الحريري رئيس وزراء لبنان علي هامش القمه العربيه الاوروبيه

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل لقاء رئيس الوزراء اللبناني بـأشرف ريفي تفاصيل لقاء رئيس الوزراء اللبناني بـأشرف ريفي



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates