تقدمت القوات العراقية الاثنين شرقا في هجومها الهادف لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية فيما اكد البنتاغون ان العملية تسير ضمن الجدول الزمني المحدد مشددا في الوقت نفسه على ان المعركة ستكون صعبة وطويلة.
واثار بدء الهجوم الذي طال انتظاره فجر الاثنين قلقا شديدا ازاء مئات الاف المدنيين العالقين في ثاني اكبر مدن العراق حيث حذرت وكالات الاغاثة من ازمة انسانية كبرى.
ويشارك في الهجوم نحو ثلاثين الفا من القوات الحكومية بمساندة جوية وبرية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم 60 دولة، لتنفيذ هذه العملية ضد اخر اكبر معاقل الجهاديين والتي يتوقع ان تكون طويلة.
واعدت القوات العراقية اسلحة وذخائر فيما توجه رتل من العربات المدرعة نحو الموصل انطلاقا من بلدة الشورة الواقعة على 45 كلم جنوب المدينة.
واعلن البنتاغون ليل الاثنين ان اليوم الاول من عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي سار كما هو متوقع محذرا في الوقت نفسه من ان هذا الهجوم "صعب ويمكن ان يستغرق وقتا". وكان جنرال اميركي كبير اعلن سابقا ان الهجوم قد يستغرق عدة اسابيع او حتى اكثر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك خلال مؤتمر صحافي "المؤشرات الاولى تدل على ان القوات العراقية تمكنت من تحقيق اهدافها حتى الان، وانها تسير بحسب الموعد المحدد لهذا اليوم الاول".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن فجر الاثنين انطلاق عملية استعادة الموصل قائلا "ساعة التحرير دقت واقتربت لحظة الانتصار الكبير (...) بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين". واضاف "بالاتكال على الله العزيز القدير، أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى".
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف على الموصل ومناطق واسعة في العراق وسوريا، اثر هجوم شرس شنه منتصف حزيران/يونيو 2014.
ـ اقسى معركة-
مني الجهاديون بسلسلة هزائم ميدانية هذه السنة مع خسارتهم مناطق واسعة في البلدين، وستشكل استعادة الموصل نهاية لوجود التنظيم كقوة مسيطرة على الارض.
وقامت القوات العراقية خلال الاسابيع الماضية بمحاصرة مدينة الموصل لكن المعركة التي بدأت الاثنين قد تكون الاقسى ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ويقدر عدد الجهاديين المتواجدين داخل وحول مدينة الموصل بين ثلاثة الى 4500 مسلح بحسب الجيش الاميركي.
وكان امامهم عدة اشهر للاستعداد لتنفيذ تكتيكات مثل الكر والفر او استخدام العبوات والقناصة والكمائن والخنادق والسواتر لعرقلة تقدم القوات العراقية.
وتبنى التنظيم المتطرف في بيان على الانترنت، بعد بدء الهجوم تنفيذ هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ضد القوات العراقية.
وبدأت القوات العراقية منذ الاثنين، التقدم انطلاقا من قاعدة القيارة الاستراتيجية جنوب الموصل، تزامنا مع انطلاق قوات البشمركة الكردية من الجانب الشرقي للموصل.
وذكر بيان رسمي، ان "اكثر من اربعة الاف من قوات البشمركة تشارك في هذه العملية في ثلاثة محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر" التي تسكنها اقليات مسيحية وكاكائية.
وقال ضباط في البشمركة انه تمت "استعادة عدد من القرى وان قوات البشمركة استقرت الان على حافة بلدتي القوش وبرطلة المسيحيتين "التي سقطتا بيد الجهاديين في اب/أغسطس 2014 .
ــ مخاوف من نزوح ــ
اعلنت منسقة الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة ليز غراندي للصحافيين الاثنين ان عمليات نزوح قد تبدأ في غضون اسبوع وان منظمات الاغاثة قلقة ازاء الاستعدادات لذلك.
وتعتبر غراندي ان "السيناريو المتوقع هو ان تكون هناك موجة نزوح 200 الف شخص خلال "الاسابيع الاولى" وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية.
كما حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق جهاديين من تنظيم الدولة الاسلامية الى اوروبا في حال سقوط الموصل.
وفي لندن، عبر وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الاثنين عن خشيته من ان ترتكب مليشيات شيعية عراقية "مجازر" في الموصل خلال المعركة وحض الحكومة العراقية على عدم الاستعانة بهذه الفصائل باعتبار انها قد "تغذي التوتر الطائفي المتاجج في المنطقة".
وتشارك قوات الحشد الشعبي، فصائل شيعية مدعومة من ايران، الى جانب القوات الحكومية في تنفيذ عمليات ضد الجهاديين في معركة استعادة الموصل.
ويتوقع ان تكون عملية استعادة السيطرة على الموصل معقدة وصعبة مقارنة بباقي المناطق التي استعادتها قوات الامن بمساندة قوات موالية للحكومة.
وتمكنت القوات العراقية خلال الفترة الماضية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة السيطرة على مدن ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وفي حال سقوط الموصل، تبقى الرقة في سوريا اخر مدينة كبرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.
أرسل تعليقك