بيروت - صوت الإمارات
مع الأسف الشديد لم يبق للبنانيين من أمل أو من أفق سوى في المؤسسات الامنية والعسكرية، فرغم إيماننا العميق بالحياة الديمقراطية والبرلمانية، إلا أن الاداء الحكومي والبرلماني جعل اللبنانيين يكفرون بالنظم الديمقراطية وبالانتخابات إذا كانت على الطريقة اللبنانية.
في العام 1989 أصدر العميد فؤاد عون كتاب "يبقى الجيش هو الحل". وكنت من تلاميذه في كلية الحقوق والعلوم السياسية عندما واجهته مع بعض زملائي معترضين بداية على عنوان الكتاب، لأنه لا يمكن أن يكون العسكر حلاً في الانظمة الديمقراطية، وكيف يسوق إستاذ جامعي في كلية العلوم السياسية للعسكريتاريا؟ فالعسكر ينفذ فقط أوامر السلطة التنفيذية...
لكن تجارب السياسيين وتصرفاتهم وفسادهم ومحاصصاتهم ومحاسيبهم أمور جعلت المواطن "الادمي" يكفر بالانظمة الديمقراطية إذا كانت على شاكلة ما نشهده في لبنان.
في الحرب المزعومة على الفساد كانت المؤسسات العسكرية سباقة في مكافحتة ضمن صفوفها، من كشف وقمع الرشاوى لدخول تلاميذ إلى المدرسة الحربية ومحاسبة الفاسدين، إلى ما يجري مؤخراً في قوى الامن الداخلي من عملية تنظيف للفساد. كما أن الجيش والقوى الامنية والامن العام يقومون بدورهم على أكمل وجه في خدمة المواطن وتأمين استقراره، والاهم أنه يوجد محاسبة بنسبة كبيرة لأي تعدٍ على حقٍ أو لأي تجاوز لصلاحيات إذا لم يتدخل السياسيون لحماية المحاسيب.
فمن مخيم نهر البارد وما تكبده الجيش ليحافظ على الشمال بقعة آمنه لكل المواطنين، إلى حسم وضبط الصراع في مدينة طرابلس، إلى قمع ظاهرة الاسير في عبرا والجنوب، وصولاً إلى مواجهات عرسال ورأس بعلبك وإنتهاء بعملية فجر الجرود التي لاقت ثناء أكبر الجيوش والقادة في العالم.
ولا ننسى دور الجيش اللبناني جنوباً في الحفاظ على الحدود وحماية الخط الازرق وتنفيذ وحماية القرارات الدولية ومندرجات القرار 1701 ..
ويبدو أن مهمات الجيش الناجحة تتوسع بحراً لتشمل قبرص التي زارها القائد جوزيف عون ملتقياً وزير الدفاع القبرصي سافاس انجيليدس في حضور سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل وعدد من الضباط. وكان العماد عون إلتقى ايضاً نظيره القبرصي وقائد الحرس الوطني الجنرال إيليا ليونتاريس حيث عُقد اجتماع موسع عرض فيه الوضع الجيوسياسي للدولة القبرصية والتحديات التي تواجهها على مختلف الصعد، إضافة إلى أزمة النازحين السوريين التي يعاني منها البلدان. كما بحث الجانبان مسألة الحدود البحرية وتعزيز العلاقات العسكرية المشتركة، ومنها إجراء تدريبات بحرية وجوية مشتركة...
وإذا كانت حدودنا البحرية مع قبرص الاوروبية لا تشهد أي إشكال أو حادثة تذكر، فلعل يد الجيش تُطلق في ملف الحدود اللبنانية بكاملها، ونكف ألسنة وأيادي السياسيين، فتستقر الحدود مع العدو الاسرائيلي ويتولى الجيش المفاوضات مع الامم المتحدة لاعادة الحق لأصحابه في بلدة الغجر ومزارع شبعا، ويتولى الجيش ايضاً ضبط وترسيم الحدود شرقاً وشمالاً مع سوريا، فتتأمن سيادة لبنان المطلقة على كامل أراضيه كمدخل لحصرية السلاح بيد القوى الشرعية ليصبح الاستقرار الامني والنفسي والسياسي كاملاً، فننطلق عندها لبناء وطن حضاري مثل كل بلدان العالم، يحترم أبناءه ويليق بهم ويعملون هم لرفعته واستقراره.
قد يهمك أيضًا :
تصارع بين القوي السياسية في لبنان علي المركز الشاغرة في الدولة
ملف تصدير الغاز المصري إلى لبنان يعود إلي الواجهة من جديد
أرسل تعليقك