بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد تابع الوفد الحكومي برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء زيارته لمحافظة ريف دمشق بالاطلاع على الواقع الخدمي والصحي والمعيشي والتعليمي والاقتصادي والتنموي في الغوطة الشرقية وزيارة قرى وبلدات الكفرين والغزلانية والهيجانة وجديدة الخاص ودير الحجر وتل مسكن.
ونتيجة لانتصارات الجيش العربي السوري المتواصلة والذي استطاع بفضل تضحياته إعادة الأمن والاستقرار إلى أغلب مناطق الغوطة الشرقية ولم يتبق منها إلا القليل تأتي هذه الجولة لتوصيف الواقع الخدمي فيها ووضع خطط نوعية لمعالجته وإعادة الألق الاقتصادي والزراعي لغوطة دمشق.
وفي مستهل جولته وضع رئيس مجلس الوزراء حجر الأساس لمشروع استكمال وتأهيل وتوسعة مبقرة الغوطة بتكلفة مليار ليرة سورية.
وبين رئيس مجلس الوزراء أن الهدف من الزيارة الوقوف على حقيقة الواقع الخدمي والاقتصادي والتنموي ووضع خطة عمل استراتيجية لجميع البلدات والقرى التي تم تحريرها على أيدي أبطال قواتنا المسلحة لعودة كامل الخدمات إليها والبدء بمشاريع تنموية وإنتاجية تعزز الاستقرار فيها وتؤمن فرص عمل لأبنائها موضحا أهمية إسراع القائمين على تأهيل وتوسعة مبقرة الغوطة بإنجاز مشاريع الترميم والإنشاء والتجهيز وفق البرنامج الزمني المحدد لضمان دخول المبقرة في الخدمة فعليا بكل منشآتها وبطاقتها القصوى.
وفي تصريح للصحفيين أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري أن الحكومة وافقت على دعم مبقرة الغوطة بمبلغ مليار ليرة لإعادة تأهيلها وبناء عدد من الحظائر الإضافية فيها.
مدير عام المؤسسة العامة للمباقر المهندس عباس الجلاد أكد في تصريح مماثل أن الخطة الاستثمارية للعام الجاري تضمنت رصد مبلغ قدره 250 مليون ليرة لتأهيل مبقرة الغوطة وترميم منشآتها التي تعرضت للتخريب على يد الإرهابيين بينما يجري العمل حاليا على توسعتها بكلفة تقدر بمليار ليرة.
وبين الجلاد أن الطاقة الاستيعابية للمبقرة في وضعها الحالي تبلغ 500 رأس بقر وعندما تتم التوسعة ستصل إلى 800 رأس سيكون من ضمنها 400 رأس من البكاكير المستوردة مشيرا إلى أنه تم تخفيض سعر البقرة المستوردة للمكتتبين عليها بمقدار 500 ألف ليرة سورية وذلك بهدف تشجيع مربي الأبقار والحفاظ على الثروة الحيوانية.
واطلع الوفد الوزاري على منطقة المعامل في الكفرين وزار معمل بحري للدواء الذي ينتج 100 صنف دوائي.
وبين المهندس خميس أن استمرار المعامل في الغوطة الشرقية بالعمل يعطي رسالة تدل على قوة إرادة وتصميم المواطن السوري مؤكدا أن الحكومة حريصة على مواجهة التحديات والصعوبات التي يعاني منها أصحاب المعامل وحلها وأن الحكومة تعمل على “التكامل مع الجميع برؤية واحدة لتأمين متطلبات أبناء الوطن” ووجه وزارة الزراعة إلى توزيع الغراس الحراجية والمثمرة مجانا لتشجير الأراضي المحيطة بالمنطقة كما طلب من محافظ ريف دمشق السماح لأصحاب المنشآت ببناء طابق إضافي من القرميد لتشجيعهم على التوسع بالإنتاج.
من جهته أكد مدير عام شركة بحري الطبية إبراهيم بحري أن الشركة واصلت العمل منذ بدء الأزمة رغم الاعتداءات الإرهابية المتكررة على منشآتها التي تمتد على نحو عشرة آلاف متر مربع وهي تنتج نحو 100 صنف دوائي وتقوم بضخها في الأسواق المحلية مبينا أن الحكومة تواصل دعم الشركات في منطقة المعامل بالغوطة الشرقية والوقوف إلى جانبها في ظل الحظر الدولي المفروض على استيراد المعدات والتجهيزات والمواد الأولية الطبية إلى سورية.
كما اطلع الوفد الحكومي على واقع العمل وإعادة تأهيل مطحنة الغزلانية بريف دمشق التي تبلغ مساحتها نحو 22 ألف متر مربع وعلى المشكلات والصعوبات التي تواجه العمل بالمطحنة ووجه رئيس مجلس الوزراء إلى استكمال بناء السور الخارجي وزراعة المساحات الموجودة على محيطها والمباشرة في إعادة تأهيل وبناء مساكن العمال.
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي أوضح في تصريح صحفي خلال الجولة أن مطحنة الغزلانية هي الشاهد على انتصار الجيش العربي السوري الذي تمكن من طرد التنظيمات الإرهابية منها مؤكدا أن المطحنة عادت للعمل وبطاقة إنتاجية تصل إلى 525 طنا يوميا وتم تطويرها وإعادة تأهيلها وأتمتة خطوط الإنتاج وربطها بشاشات تحكم بكوادر وخبرات محلية دون الاستعانة بأي خبرات أجنبية.
إلى ذلك أشار مدير مطحنة الغزلانية نبيل مخول إلى انه تمت زيادة كميات الطحين خلال الأشهر التسعة الماضية بنحو 35 ألف طن وبجودة ممتازة لافتا إلى أن المطحنة تضم مخبرا مركزيا وتعد من أفضل المطاحن على مستوى سورية.
كما اطلع الوفد على الخدمات المقدمة للمواطنين في المركز الصحي في بلدة الغزلانية وخاصة المتعلقة بالصحة الإنجابية وتوفر اللقاحات وتنظيم الأسرة وعيادة الأسنان والأمراض المزمنة والخطوات المتخذة لإحداث نقطة إسعافية في البلدة.
وأكد عدد من المواطنين أن جميع الخدمات من أدوية ومعاينة في المركز مجانية.
وخلال لقائه ذوي وأسر الشهداء في مقر الفرقة الحزبية بالغزلانية أكد المهندس خميس أن الشهداء صنعوا بدمائهم وتضحياتهم شموخ سورية وكانوا ومازالوا منارة تشع في سماء الوطن وقال “نحن مستعدون لتأمين جميع متطلبات ومستلزمات ذوي الشهداء وحل مشاكلهم” موجها الى إحداث مكتب يعنى بأسر وذوي الشهداء في البلدة.
وأكد المهندس خميس أن جميع مطالبهم ستنفذ ولا سيما ما يخص أسر الشهداء كما زار مدرسة الشهيد مخيبر الكيلاني المختلطة للتعليم الأساسي واطلع على مطالب الكادر التدريسي التي تمحورت حول ضرورة تأمين الاتصالات الهاتفية وباصات النقل الداخلي.
وزار الوفد مركز الكفرين الصحي واستمع من المراجعين عن مدى الخدمات المقدمة وتوافر الدواء واللقاحات.
وفي تصريح للصحفيين أكد رئيس المركز الدكتور سلمان الكحيل أن المركز الصحي الموجود في البلدة يقدم الكثير من الخدمات المجانية أهمها اللقاح الذي يعطى ضمن خطة وزارة الصحة إضافة إلى وجود برامج لمعالجة الأمراض المزمنة مثل الأمراض القلبية والضغط والسكري وخدمات الأطفال والصحة الإنجابية والضماد والجروح مبينا أن هناك قوائم بأسماء المرضى ونوعية الأدوية التي يجب أن تقدم لهم شهريا مجانا وهي متوافرة إضافة إلى الإشراف الطبي والمعاينة اليومية.
ولفت الكحيل إلى أنه تتم معاينة نحو 150 مريض قلب يوميا بينما يصل عدد مراجعي الصحة الإنجابية إلى 30 سيدة والعيادة العامة إلى 40 مريضا في حين يبلغ عدد الكوادر الطبية بالمركز 32 طبيبا وممرضا.
وخلال زيارة الوفد لمحطة المعالجة والصرف الصحي في قرية جديدة الخاص وعد المهندس خميس باستكمال العمل في المحطة لإنهاء معاناة المواطنين بينما أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف ضرورة استئناف العمل في المحطة وانجازها لرفع مستوى الخدمات.
رئيس بلدية قرية جديدة الخاص محمد الحوراني أشار إلى أهمية استكمال إنجاز المحطة لكون نسبة الأعمال الإنشائية المنفذة فيها بلغت أكثر من 81 بالمئة و15 بالمئة للأعمال الميكانيكية والكهربائية إلا أن الشركة المنفذة توقفت عن العمل منذ بدء الأزمة وتمت مخاطبة مديرية الموارد المائية بريف دمشق لاستكمال إنجازه.
وفي بلدة الهيجانة استقبلت حشود الجماهير الوفد الحكومي واستمع من رئيس المجلس البلدي محمد قباني إلى أهم مطالب البلدة وتتمثل باستكمال بناء وتجهيز مشفى التوليد وإكسائه ومركز خدمة المواطن والسماح للفلاحين بالوصول إلى أراضيهم الزراعية وخاصة مزارع الزيتون والموافقة على حفر الآبار وزيادة مخصصات الطحين لفرن البلدة وتثبيت المدرسين الوكلاء.
ووجه رئيس مجلس الوزراء وزارة الصحة إلى إرسال مهندسين للكشف على البناء ودراسة إمكانية استكمال مشفى التوليد حسب الأولويات وطلب من وزير الإدارة المحلية والبيئة المباشرة في تنفيذ مركز خدمة المواطن ومده بالتجهيزات الأساسية مؤكدا أن الحكومة تعمل على تلبية كل احتياجات المواطنين وعودة المهجرين إلى أراضيهم ومنازلهم تدريجيا وفقا للأولويات.
وزار الوفد الحكومي مركز إنتاج التلقيح الصناعي للأبقار في الغزلانية إضافة إلى وحدة إنتاج السائل الآزوتي اللازم لحفظ النطاف واستمع إلى شرح حول آلية عمل المركز الذي يقوم بإنتاج وحفظ نطاف الثيران ذات المواصفات النوعية والإنتاجية العالية وينتج نحو 600 ألف قشة سنويا يمتد عمر القشة إلى عشرات السنين بحيث يتم حفظها في درجة حرارة منخفضة جدا ويزود المركز الذي يعتبر من المراكز المتطورة على المستوى الإقليمي جميع مربي الأبقار في المحافظات بالنطاف اللازمة لتلقيح الأبقار مجانا.
وجال الوفد الحكومي في أسواق الغزلانية واطلع على حالة السوق وواقع الأسعار وتوافر المواد بجميع أنواعها والأدوية واستمع إلى شكاوى المواطنين الذين أكدوا أن جميع المواد متوافرة وما إن تحدث انقطاعات لفترة قصيرة في أي مادة فانها تتوفر بسرعة.
واطلع الوفد على مشروع تزويد الغزلانية بمياه الشرب عن طريق تأمين 5 آلاف متر مكعب من المياه يوميا باستجرار المياه من آبار تابعة لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قرب طريق المطار إلى الغزلانية بطول 12 كيلومترا وتبلغ تكلفة المشروع 225 مليون ليرة سورية ومن المتوقع أن يدخل الخدمة قريبا.
وبهدف وضع خطة تنموية شاملة لها وجه المهندس خميس خلال لقائه في مبنى الفرقة الحزبية بالغزلانية الفعاليات الشعبية والحزبية ورؤساء الوحدات الإدارية والزراعية في قرى وبلدات دير الحجر وقرحتا وتل مسكن والكفرين والنشابية والهيجانة وجديدة الخاص والغزلانية وحران إلى تشكيل لجنة متابعة حكومية برئاسة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي للوقوف على الواقعين الخدمي والتنموي وتنفيذ المشروعات التي أطلقها الوفد خلال هذه الزيارة ووفق برنامج زمني محدد.
وتركزت مطالب الأهالي خلال اللقاء حول قضايا تتعلق بإنشاء مراكز صحية ومركز غسيل كلية ومركز خدمة مواطن ومعالجة مشاكل النقل وإنشاء مخبز احتياطي ومحكمة صلح ومنطقة حرفية وصناعية ومعمل للألبان والأجبان وشق طرق زراعية وإنشاء محطة لتوزيع المحروقات في المنطقة.
كما طالب الأهالي بإقامة مشروعات تنموية لتأمين فرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة وتأمين الأسمدة والبذار والموارد المائية لتغذية المياه الجوفية في المنطقة ودعم استقرار العملية التربوية من خلال النظر بموضوع المدرسين الوكلاء.
رئيس مجلس الوزراء أكد أن الغوطة التي استطاعت بفضل صمود أهلها والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم في وجه الإرهاب الحفاظ على هويتها الوطنية ستلقى الدعم الحكومي اللازم لإعادتها بكامل ألقها الإنتاجي الداعم للاقتصاد الوطني مبينا أنه رغم تعرض بعض أبناء هذه المنطقة للتضليل إلا أن الأغلبية الناصعة منهم تمسكوا بثوابتهم الوطنية وأعطوا دروسا في الصمود لكل من حاول النيل منهم.
وأوضح المهندس خميس أن الحكومة حريصة على الوقوف على الواقع الخدمي في جميع المناطق التي تحررها قواتنا المسلحة ووضع الحلول الجذرية للمشاكل التي تعاني منها وهو خير دليل على قوة الدولة السورية التي تقدم كامل الدعم لقوات الجيش العربي السوري في حربها ضد الإرهاب من جهة وتعيد تدوير عجلة الإنتاج ودعم عملية التنمية من جهة أخرى مبينا أن الحكومة جاهزة لتقديم الدعم الكامل لأي مشروع تنموي يستهدف النهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي في المنطقة.
وشدد المهندس خميس على الدور الكبير للوحدات الإدارية في التوصيف الدقيق لواقع مناطقهم واقتراح الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها وفق رؤى تنموية شاملة بالإضافة إلى تكامل جهود الأهالي مع جهود الحكومة لمواجهة المفرزات التي خلفتها الحرب وتجاوز العقبات التي تعترض إعادة الاستقرار إلى مناطقهم.
وبخصوص دعم الإنتاج الزراعي الذي اشتهرت به المنطقة بين رئيس مجلس الوزراء أنه سيتم إطلاق العديد من المشاريع الزراعية وإقامة المناطق الصناعية والحرفية وتأمين البذار والأسمدة وكل المستلزمات الزراعية التي يحتاجها الفلاحون وحل مشاكل المياه وحفر آبار جديدة ومنحهم القروض اللازمة لإعادة إحياء مشاريعهم لافتا إلى أن الحكومة تدرس طلبات عودة الفلاحين إلى أراضيهم التي حررها الجيش العربي السوري وتعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
من جهته بين وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أنه تتم دراسة عدد من المشاريع الخدمية لرصد المبالغ اللازمة لها وذلك بالتعاون مع المحافظة لتحديد الأولويات والجدوى الاقتصادية منها وستتم معالجة كل طلبات الأهالي بإنشاء مركز خدمة مواطن وتشييد الطرق الزراعية لتأمين وصول الفلاحين إلى أراضيهم لافتا إلى أن إنشاء منطقة حرفية من أهم المشاريع التنموية التي سيتم إعداد الخطط اللازمة للإقلاع بها.
بدوره أشار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى أنه تم تخصيص مبلغ 150 مليون ليرة لإنشاء فرن آلي في قرحتا بالإضافة إلى زيادة كميات الخبز المخصصة للمنطقة بحيث تغطي احتياجات الأهالي كاملة.
من جهته أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي أنه سيتم تأمين احتياجات الفلاحين من البذار والغراس المثمرة والأسمدة ومناقشة مشاكل المياه التي تعاني منها المنطقة مع وزير الموارد المائية لمعالجتها والتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة والمحافظة لتأمين الأراضي اللازمة لإشادة المنطقة الحرفية.
واختتم الوفد الحكومي جولته إلى المنطقة بزيارة مركز دير الحجر لبحوث الأبقار الشامية وقدم القائمون على المركز شرحا حول عمله الذي يتضمن الحفاظ على السلالة النقية من الأبقار والإبل والماعز الشامية والغنم العواس.
وبين وزير الزراعة أن المحطة كانت مدمرة وتمت إعادة تأهيلها حيث تقوم بأبحاث حول الإبل وزيادة إنتاجية الأبقار الشامية وإنتاج الكباش والنعاج المحسنة لتوزيعها على الفلاحين وذلك بهدف المحافظة على السلالات المحلية الحيوانية وتوزيعها على الأخوة الفلاحين.
أرسل تعليقك