بعد إتمام سفينة الكرامة التي رافقتها في المتوسط، من خلال أربع عمليات إنقاذ قبالة سواحل ليبيا، وبينما كانت تستعد السفينة للعودة إلى سواحل جزيرة صقلية الإيطالية عثرت السفينة على قارب آخر بالصدفة.
فجأة وبينما كان فريق الإنقاذ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود يحظى باستراحة قصيرة يتناولون فيها الطعام المطهو على متن السفينة، عثر القبطان بالصدفة على قارب آخر معطل كان على بعد نحو 40 ميلا شرق مدينة طرابلس الليبية.
القارب لم يظهر على رادار السفينة ولم يبلغ عنه من مركز تنسيق الإنقاذ في روما.
فورا توجهت السفينة نحو القارب، وتمت عملية الإنقاذ بالشكل المعتاد.
120 مهاجرا كانوا على متن القارب المطاطي كان مصيرهم الموت لو لم تمر سفينة الكرامة من تلك المنطقة.
بعد إنقاذ جميع المهاجرين، تحدثنا مع عبد الرحمن وشقيقه كريم من غانا، كانا يرتجفان ويكاد لا يصدق كلاهما أنهما ومن معهم نجوا.
يتحدث عبد الرحمن عن كيف تعطل بهم القارب وبدأت تتسرب المياه إلى الداخل، يصف كيف شعر أنهم سيغرقون في البحر. ذلك الخوف تحول إلى اطمئنان بمجرد رؤيتهما لسفينة الكرامة للإنقاذ.
واكتظت سفينة الكرامة بالمهاجرين، وتم توزيعهم على أدراج السفينة السفلي والعلوي، فيما أدخلت النساء والأطفال إلى العيادة في السفينة.
هناك ٤٨٠ طالب لجوء على متن سفينة الكرامة التي تتسع لـ٤٥٠ شخصا فقط. ولحسن الحظ كان هناك غذاء وغطاء يكفي لهم جميعا.
يقول نيكولاس منسق عمليات الإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود إن إنقاذ خمسة قوارب خلال يومين على متنها أكثر من ٦٥٠ مهاجرا يعتبر عددا كبيرا في مثل هذا الوقت من السنة حيث دخلنا في فصل الشتاء.
فمنذ بداية ٢٠١٦ غرق أكثر من 3 آلاف و800 مهاجر، بحسب الأمم المتحدة، هذا فضلا عن فقدان عدد غير محدد من المهاجرين في المتوسط في المنطقة الممتدة بين ليبيا وإيطاليا.
فمصير غالبية المهاجرين في أي قارب لا تعثر عليه سفن الإنقاذ الإنسانية الأوروبية - هو الموت المحتم.
وحول ارتفاع أعداد الموتى في المتوسط، دعا نيكولاس إلى ضرورة وقف نزيف الغرق في البحر، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى توفير سفن كبيرة وسريعة لعمليات الإنقاذ أولا ثم إيجاد طرق آمنة لعبور طالبي اللجوء إلى الضفة الأخرى عبر وسائل قانونية كاللجوء إلى سفارات دول أوروبا في دول الساعين للهجرة. إذ يشير نيكولاس إلى مدى خطورة المنطقة الممتدة بين ليبيا وإيطاليا باعتبارها منطقة واسعة لا تتوفر فيها الإمكانيات اللازمة لإنقاذ أرواح الساعين للهجرة.
وعمل نيكولاس كثيرا في مهمات الإنقاذ في هذا البحر.. وفي كل مرة كان يشعر أن لا شيء أثمن من إنقاذ أشخاص من الموت.
يقول "إن هذا العمل شاق وصعب من الناحية الروتينية، ولكن لحظة الإنقاذ، عندما تمد يدك لأم تصرخ مثلا، وتنقلها من قارب غير متوازن إلى سفينة آمنة، تغير عالمها في ثانية واحدة.. في تلك اللحظة فقط لا يصبح هذا العمل روتينيا.
أرسل تعليقك