عمان - صوت الإمارات
دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده للمساعدة في إيجاد حلول للمظالم العالمية، قائلا "إننا لا نستطيع أن نستهين بدور مشاعر الحرمان من حقوق الإنسان في صناعة الإرهابيين".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها العاهل الأردني الليلة الماضية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي (حول التهديدات التي تواجه السلم والأمن العالميين بفعل الأعمال الإرهابية)، والتي التأمت بالتزامن مع انعقاد أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، طالب الملك عبد الله الثاني بضرورة تطبيق سياسة تقوم على عدم التسامح المطلق مع أي بلد أو منظمة أو فرد يسهل أو يدعم أو يمول الجماعات الإرهابية أو يزودها بالأسلحة أو يروج لها سواء من خلال وسائل الإعلام أو عبر استغلال رجال الدين للتحريض أو المساعدة على تجنيد مقاتلين في هذه الجماعات الإرهابية، قائلا "إننا لا نقبل أن يمتثل بلد ما في أحد الجوانب بينما يعيث فسادا في جانب آخر".
وأكد العاهل الأردني - في كلمته أمام المجلس - على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتجفيف مصادر دعم المتطرفين ودحر وهزيمة هذه الجماعات، وهو ما يتطلب (ائتلاف أصحاب الإرادة) للتصدي لهذا الخطر بثبات وعزيمة.
ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن يكون هناك موقف عالمي موحد في دعم الحل السياسي الشامل بسوريا، منوها، في الوقت ذاته، بأن هناك مؤشرات إيجابية في العراق تتمثل في تشكيل حكومة جديدة شاملة تكافح مساعي الإرهابيين لاستغلال الطائفية.
ونبه العاهل الأردني إلى أن التهديد لا ينحصر في سوريا والعراق فحسب، ولكنه قائم أيضا في سيناء وليبيا واليمن ومالي والقرن الأفريقي وغيرها، كما أن هذه المعركة ليست عربية أو إسلامية فقط وإنما هي حرب العصر، لأن الخطر يطال الدول الممثلة في هذا المجلس وكل ما سواها، لذا فإن النجاح فيها يتطلب جهدا موحدا مدعوما بموارد قوية.
وأضاف أن النجاح يتطلب أيضا نهجا شموليا، فالإرهاب العابر للحدود يعيش على الأزمات والظلم والصراع الطائفي وكسب القلوب والعقول، داعيا إلى موقف قوي ضد التهميش والفقر والإقصاء وأن يكون هناك تواز بين الإجراءات الأمنية والجهود الدبلوماسية والتنموية وخلق فرص العمل والتعليم وغيرها.
كما دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية خاصة وأن الفكر الجديد من التطرف يمارس التجنيد في جميع أنحاء العالم من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي والشراكات السرية، وكلما سيطروا على أراض غنية بالموارد أصبحوا أكثر قدرة على إدامة أنفسهم ذاتيا، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون هناك شفافية حيث إن هذه الجماعات تعتمد في بقائها على الصفقات والدعم الدولي.
وناشد الشخصيات المرجعية في كل دين ودولة أن ترفع صوتها ضد التعصب وتشويه الدين، قائلا "لقد أوضحت وآخرون أن داعش وما يتعلق بها من أيديولوجيات لا علاقة لها بالإسلام، وفي الوقت ذاته يجب أن نكافح كل أشكال الإسلاموفوبيا".
ونوه في هذا الإطار بأن الأردن قاد مبادرات الحوار بين الأديان كما يعمل الآن على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي من شأنه وقف الاستهداف المنظم للطوائف الدينية، معربا عن تمنياته بأن يكون هناك نداء عالمي للعمل على دعم البلدان التي تحارب في الصفوف الأمامية في هذه المعركة مثل الأردن فهو عصب الاستقرار بالمنطقة وحدوده آمنة رغم وجود تهديدات إرهابية على جبهتين.
وقال الملك عبد الله الثاني "في هذا الأسبوع فقط أحبطنا عملية إرهابية أخرى ضد بلدنا.. وبطبيعة الحال فإننا لانزال عنصرا رئيسيا في امتصاص الصدمات الناجمة عن التدفق الهائل للاجئين من سوريا لكننا نأخذ على عاتقنا هذه المسئوليات الجسام ونحن نرزخ تحت ضغوط اقتصادية هائلة"، داعيا المجتمع الدولي لدعم الأردن بشكل أكبر كي يكون قادرا على الصمود والمضي قدما.
ونوه الملك عبد الله الثاني بأن الأردن يسعى إلى تعزيز الجهود الهادفة لضمان تدفق المساعدات الموعودة للاجئين السوريين إلى جميع البلدان والمجتمعات المضيفة، وداخل سوريا نفسها.
"أ.ش.أ"
أرسل تعليقك