اكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ان الاردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني يسعي دوما الى تحديث التشريعات واستراتيجياته في مختلف المجالات، بهدف الاستجابة الى المتغيرات الدولية ومواجهة التحديات.
وقال ان الاردن يملك رؤية واضحة لمستقبله ومستقبل ابنائه، فالاوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني تحدث فيها بوضوح حول مستقبل الاردن ورسمت خارطة طريق لمستقبل الاصلاح الشامل والتحول الديمقراطي فيه.
واضاف الفايز في حوار خاص مع تلفزيون دبي، على هامش مشاركته بأعمال القمة العالمية للحكومات، التي بدأت اعمالها يوم امس في دبي، ان الاردن يولي قطاع الشباب اهمية كبيرة باعتبارهم عماد المستقبل، ويشكلون الشريحة الاكبر من سكان المملكة، وان جلالة الملك يوجه الحكومات باستمرار لتمكين الشباب من ممارسة دور اكبر في الحياة العامة، لذلك اقرت العديد من التشريعات القانونية، التي تعزز دور الشباب الاردني في صناعة القرارات الوطنية، وتنمي حياتهم السياسية الاجتماعية.
واشار الفايز الى ان الاردن قوي جدا من الناحية السياسية والامنية، بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، وقوة مؤسساته الدستورية والامنية، الا انه يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين على ارضه، وبسبب الاوضاع الراهنة في دول الجوار المحيطة به وشح موارده الطبيعية، وهذا الامر انعكس على حياة المواطنين المعيشية، واصبحت مشكلتا الفقر والبطالة تحديا كبيرا للحكومات الاردنية.
وبين ان الاردن ولتمكينه من مواجهة التحديات، وللاستمرار بدوره المحوري، بحاجة الى دعم كافة الاشقاء والاصدقاء، منوها بان الاردن يعتبر دول الخليج العربي عمقا استراتيجيا له، كما ان الاردن يشكل عمقا استراتيجيا لهم ، ومن هذا المنطلق وهذه الرؤية الاردنية الثابتة، فإن اي استثمار خليجي وعربي في الاردن، هو استثمار في الامن الوطني الاردني، واستثمار في الامن الوطني للدول العربية وخاصة الخليجية.
وبين رئيس مجلس الاعيان ان جلالة الملك حث الحكومات المتعاقبة، على توفير البيئة الاستثمارية الآمنة لاي استثمار عربي واجنبي، كما ان الاردن يتمتع باهم عنصرين جاذبين لاي استثمار خارجي، وهما عنصرا الامن والاستقرار اللذين ينعم بهما الاردن.
وقال ان توفير فرص العمل للشباب الاردني يقيهم خطر الانضمام للتنظيمات الارهابية المختلفة، لأن البطالة والفقر وان كانا ليس هما السبب الرئيس في انتشار المنظمات الارهابية لكنهما يدفعان بالبعض الى الانضمام الى هذه التنظيمات بسب اليأس والاحباط.
وقال ان الاردن يرى في مؤتمر لندن للمانحيين الذي عقد مؤخرا فرصة لقيام العديد من الاستثمارات في الاردن المشغلة للشباب والتي نعول عليها لمواجهة التحديات الاقتصادية.
وبين ان الاردن يشكل بيئة جاذبة لكافة المستثمرين في العديد من القطاعات وخاصة النقل والطاقة والتكنولوجيا والسياحة مشيرا الى العديد من المعالم السياحية في الاردن كالبتراء والعقبة ووادي رم والبحر الميت وجبال عجلون.
وحول مدى استجابة الاردن لحكومات المستقبل او الحكومات الذكية، قال الفايز ان الاردن والحكومات فيه تدرك جيدا ان الاستثمار في التعليم والصحة والتكنولوجيا هو استثمار في المستقبل الذي يمكن من الاستمرارية ومواجهة التحديات لذلك فإنه يولي هذه القطاعات جل اهتمامه، وهناك مراجعات دائمة لاستراتيجيات التعليم في الاردن، كما ان الاردن قطع شوطا كبيرا في الاستفادة من تطور الوسائل التكنولوجية المختلفة في اطار الوصول الى الحكومة الالكترونية.
وأشار الى استحدات جائزة سنوية في الاردن للمعلم المتميز بهدف تحسين جودة التعليم، وهناك جائزة اخرى للموظف المتميز في اطار تحسين دور القطاع العام والخدمات التى تقدم للمواطنين، كما ان جلالة الملك اطلق مبادرة حملت عنوان مبادرة التعليم الاردنية، تهدف الى الاصلاح التعليمي وتطوير التعليم وتسريع الجهود الموصلة اليه، من خلال تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالشكل الامثل.
من جانب اخر ثمن رئيس مجلس الاعيان الجهود المبذولة لانجاح القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، وهنا نأئب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الورزاء فيها حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم على نجاحها وعلى دورها في تقديم الرؤى واستشراف المستقبل في مختلف المحالات لتكون امام الحكومات التي تسعى الى تعزيز التنمية وتطوير مختلف القطاعات خاصة المتعلقة في التعليم والصحة.
وواصل رئيس مجلس الاعيان مشاركته اليوم في القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، وحضر الجلسة التي تحدث فيها رئيس الوزراء المصري المكلف الدكتور شريف اسماعيل حول برنامج حكومته الذي سيقدمه الى مجلس الشعب المصري، واستعرض فيها ابرز التحديات التي تواجه مصر ومنها الارهاب والتطرف وقضايا التنمية الشاملة.
كما شارك الفايز في الندوة الحوارية التى حملت عنوان (لماذا تفشل الحكومات) وتحدث فيها كل من رئيسة وزراء ايرلندا السابقة ماري روبنسون، ووزير داخلية فرنسا السابق دومنيك دو فيلبان، ورئيس وزراء ليبيا السابق الدكتور محمود جبريل، والبروفيسور محمد يونس مؤسس بنك جرامين والحائز على جائزة نوبل للسلام.
أرسل تعليقك