لندن - ماريا طبراني
ظلّل اللون الوردي سقف مكتب سيندي إكيرت، كما ارتدت سترة باللون الوردي المشرق، ووضعت لون أحمر الشفاه باللون الوردي الترابي ولوّنت أظفارها بدرجة أخرى من درجات اللون الوردي، ووُجدت على مكتبها الأنيق حبة دواء صغيرة وردية اللون، وتلك الحبة هي التي كانت تقاتل من أجلها طوال الأعوام السبعة الماضية.
توضح سيندي صانعة "الفياغرا النسائية" أن اللون الوردي هو فلسفة بالنسبة إليها، فمن مقر سقفها الوردي إلى شركتها الاستثمارية في رالي بولاية نورث كارولينا فإن اللون الوردي يطغى على كل شيء حتى إن الموظفين الذكور يرتدون قطعة ملابس واحدة على الأقل باللون الوردي، مثل النجمة ريز ويذرسبون التي اتجهت إلى اللون الوردي لإثبات قوتها في فيلم ليجلي بلوند، وبأسلوبها البطيء وابتسامتها الجذابة فعلت سيندي المولودة في نيويورك البالغة من العمر 45 عامًا، لكن قصة سيدني كانت مختلفة. كان من الممكن أن تكون قصة إيكيرت سيناريو سينمائيا في هوليوود، لكنها أبعد من هذا، فبعد أعوام من المحاولة نجحت في إنتاج دواء Addyi، وهو دواء يعزز الرغبة الجنسية لدى النساء، إذ تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة بنجاح، كما أعطاها نجاحه الضوء الأخضر لإنتاجه في كندا أيضًا، وتأتي أوروبا والمملكة المتحدة على رأس جدول أعمالها.
بدأ الأمر كله في العام 2010 في اجتماع لجمعية الطب الجنسي في ميامي، عندما استمعت شركة أدوية إلى نتائج شركة ألمانية ادعت أنها توصلت إلى حبوب قادرة على تعزيز الرغبة الجنسية للإناث، في البداية تم تطويره كمضاد للاكتئاب، حيث يشجع دواء فليبانسرين على الإفراج عن المواد الكيميائية العصبية الصديقة والمرافقة للجنس مثل الدوبامين والنورادرينالين في حين منع الدواء السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالتثبيط، كما تقول إيكيرت "أنه أخذك من الصفر إلى 60، مثلما تفعل الفياغرا"، إلا أن شركة بوهرنجر إنجلهايم تخلت عن حبوبها عندما رفضت إدارة الدواء الفيدرالية تعاطيها في وقت لاحق من نفس العام، لكن في ذلك الوقت كانت إيكيرت في مهمة، حيث تحدثت مع النساء، من فاقدي الرغبة الجنسية ومن يعانون أيضا من قلة الرغبة أو عدم وجود الدافع أو من لديهن عجز جنسي.
تقول إيكيرت "كانت قصصهم مفجعة القلب.. كان العديد من النساء في بحثنا قبل مرحلة انقطاع الطمث، لكن بأي حال من الأحوال كان الأمر كبيرا. ومن هنا أصبحت ابنة سيناتور ولاية نيويورك، تتمتع بشعبية كبيرة في حفلات الكوكتيل، حيث كانت النساء دائما ما يستشرنها في علاقتهن ومن هنا بدأت مسؤوليتها".
وباعت إيكيرت شركة "سليت"، شركتها السابقة هي وزوجها وأسست شركة "سبروت" للأدوية واقتحمت غرفة الاجتماعات إلى مجلس الإدارة، بحثًا عن الاستثمار في أديي، وتمت الموافقة على "الفياغرا" في غضون ستة أشهر، لكن حدثت مشكلة أخرى حيث انقلبت إدارة الأغذية والعقاقير على أديي للمرة الثانية، وبعد محاولات عده من إيكيرت في العام 2015، وبعد أربعة أعوام، حصلت أدي في النهاية على موافقة الولايات المتحدة، لكنها لم يتم ترخيصها بعد للاستخدام في المملكة المتحدة، إلا أنه يمكن شراؤه عبر الإنترنت مقابل 700 جنيه إسترليني.
أرسل تعليقك