القاهرة ـ علي رجب
أكد مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، اللواء عادل سليمان، أن "وزارة الداخلية ظهرت خلال تعاملها مع الاعتصامات أمام المحكمة الدستورية وتظاهرات واعتصامات وأفعال أنصار حازم صلاح أبواسماعيل
والمعروفين باسم (لازم حازم) وتظاهرات الاتحادية وغيرها خلال الأسابيع الأخيرة، بشكل مهزوز"، مشيرًا إلى أن "رموز المعارضة الحالية كتبت شهادة وفاتها يوم 25 ديسمبر الماضي".
التقى "مصر اليوم" اللواء عادل سليمان زكان له معه هذا الحوار..
* ماهي رؤيتك في الجدل الشديد الذي حدث قبل وبعد الاستفتاء؟
- نتيجة الاستفتاء على الدستور أعلنت وتم إقراره، وهو بداية التحول الديمقراطي في مصر وبداية ظهور منظومة سياسية لدولة وشكل سياسي عقب غياب الدستور وهو ما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة وجعلها غائبة وليست حاضرة، وأي جدل علي الدستور عقب إقراره رسميًا من قبل الجنة العليا المشرفة على الاستفتاء ليس له أي قيمة، لأننا الآن أمام دستور البلاد، والذي قد يتغير في مرحلة من المراحل المقبلة، ووثيقة الدستور ليست مقدسة ولكنها أسست لشكل سياسي جديد ووضعت إطاره لإدارة مؤسسات الدولة التي كانت تسير بلا نهج خلال المرحلة الماضية.
* وكيف ترى الشكل السياسي لمصر في الدستور الجديد؟
- أرى أن الدستور سيؤسس لنظام سياسي جديد وجيد، رغم وجود خلافات على بعض المواد، مثل المادة التي تعتبر وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة وهو ما يجعله يجمع بين منصب سياسي ومنصب قتالي، ومن وجهة نظر فنية، فرجل الجيش مهامه قتالية ولا علاقة له بالسياسية والقائد العام للقوات المسلحة هو منصب قتالي، وأنا أثرتها مع التأسيسية وقالوا أنه يحتاج إلى وقت لتغييرها، ومع بداية العمل بالدستور بدأت مصر مرحلة التحول الديمقراطي.
* كيف ترى موقف "جبهة الإنقاذ" من الاستفتاء على الدستور؟
- موقف "جبهة الإنقاذ" غير مفهوم بالمرة، وبخاصة أنها غير معروفة التوجهات، فهي جبهة "هلامية"، ففي الوقت الذي يتحدث فيه رئيس "حزب المؤتمر" عمرو موسى عن مبادرة شخصية، ويتحدث رئيس حزب "الوفد" السيد البدوي عن أنها جبهة معارضة، وتارة ثالثة يتحدث رئيس حزب "العربي الناصري" سامح عاشور من" دماغه"، فهي جبهة غير واضحة الملامح والأهداف ولا نستطيع أن نسميها جبهة سياسية.
* إذن بماذا تصنف "جبهة الإنقاذ"؟
- أصنف "جبهة الإنقاذ" على أنها مجموعة من العاملين في المجال السياسي والتيارات السياسية، وتحاول أن تتجمع وتصنع شيئًا، ولكن لن تستطيع فعل شئ، وأي تنظيم سياسي لا يمكن تصنيفه من قبل المراقبين إلا عقب دخول الانتخابات التشريعية أو الرئاسية أو أي انتخابات، على أساس مدى حصوله على حصة في هذه الانتخابات، فإذا حصل على الغالبية يكون في سدة الحكم ويكون له قيمة ووزن في الشارع السياسي، وإذا حصل على 40% ستكون قيمته وزنه من حصة الشارع هي الـ"40%" وإذا حصل على 5% فسيكون وزنه ومكانته في الشارع هذه النسبة، والانتخابات فقط هي من تحدد ووزن وثقل أي تيار أو فصيل سياسي، من دون ذلك فهو لا يمثل الواقع.
* ألا ترى أنها على الأقل تمثل جبهة معارضة؟
- انا لا أرى معارضة حقيقة في الشارع السياسي، وأي شخص يقوم بتشكيل حزب سياسي ويتمتع بالشو الإعلامي والإمكانات الإعلامية هو قوة سياسية، إن ذلك ليس حقيقيًا، لأن وزن القوة السياسية ينبع من حصتها التي تحوذها في الانتخابات، ومن دون ذلك فليس هناك معارضة في الشارع المصري.
* وكيف ترى المعارضة بين التيارات السياسية وبخاصة "جبهة الإنقاذ" ومؤسسة الرئاسة ؟
- الحوار سيفشل لأن هذه التيارات ليس لديها نية حقيقة للحوار والوصول إلى حل سياسي، لأن من يطلق عليهم رموز المعارضة يعتبرون أن كل واحد منهم كان أحق بمقعد الرئيس، باعتبار أن الرئيس محمد مرسي كان أحد المعارضة، فلماذا يكون هو في مؤسس الرئاسة ويبقون هم في المعارضة، وأي شخص سيتولى الحكم من بينهم سيحاربونه، وفي النهاية الرأي للشعب لأنه هو وحده من يحسم الأمور، وإذا فشلوا أن يصل هؤلاء إلى الشارع فإنهم سيفشلون في استمرارهم وتواجدهم كمعارضة قوية، والقوة السياسية هي من تثبت نفسها في الانتخابات.
وقادة المعارضة لا يريدون مؤسسة الرئاسة، لأنهم يتخيلون أنهم كما أزاحوا حسني مبارك من على الكرسي يستطيعون إزاحة غيره للوصول إلى الكرسي، والحديث عن التوافق في السياسية غير حقيقي، لأن مصطلح "التوافق" لا يكون إلا في العلوم الاجتماعية، أما العلوم السياسية لا تعرف مصطلح "التوافق"، فهو اختراع مصري لأن السياسية دائمًا معارضة وسلطة حاكمة وقبول ورفض.
* هل هناك مقارنة بين نتائج الاستفتاء والانتخابات الرئاسة السابقة والانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- لا يوجد هنا أي مقياس حقيقي من أجل أن تقيس عليه، فلكل انتخابات ظروفها الخاصة، والانتخابات الرئاسية تختلف ظروفها عن الاستفتاء، وكلاهما سيختلف تمامًا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن يقيس ويقارن فهو خاطئ تمامًا.
* وهل سيحافظ تيار الإسلام السياسي على موقعه في البرلمان المقبل؟
- رغم صعوبة التوقعات ولكن الغالبية في البرلمان المقبل ستكون لتيار الإسلام السياسي بجميع تركيباته وأجنحته، لأن الشارع هو من سيأتي بهم في ظل أداء التيارات السياسية الأخرى على الشكل نفسه من التحقير والتقليل من شأن المواطن العادي، ومن يطلقون على أنفسهم بالمثقفين والمتعلمين والنخبة دائمًا يصفون المواطن العادي ورجل الشارع بالـ"جهلة" ولا يستحقون أن يصوتوا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم كونهم هم الغالبية الحقيقة في الشارع، وهو ما سيعطي البرلمان المقبل للتيارات الإسلام السياسي، مع استمرار ما يطلقون على أنفسهم "النخبة" من التقليل من هذا المواطن العادي.
* كيف ترى استقالات حزب "النور" الأخيرة وهل وراءها أحد؟
- ليس وراءها أي شخص، بل هي تطور وتعتبر حدثًا طبيعيًا في الحياة السياسية ومتوقع حدوثه، فلعبة السياسية والرغبات في المناصب والأماكن والتنظيمات السياسية تحتم حدوث مثل هذه الاستقالات ، فحزب "النور" تحول من دعوة دينية إلى حزب كيان سياسي، وهنا تتدخل السياسية والرغبة في تولي المناصب والحصول على أكبر المكاسب السياسية، لأن من يعمل بالسياسية يكون لديه طموح كبير في الحصول على منصب أكبر.
* هل تتوقع حدوث خلاف سياسي بين "الإخوان" والسلفيين خلال المرحلة المقبلة؟
- الخلاف بين الإخوان والسلفيين غير موجود ولن يكون موجودا إلا بعد 30 أو 40 سنة، لأن من مصلحة الجانبين أن يظل على توافق قوي مع الآخر، حتى لا يبقى في الشارع السياسي غيرهما، وليس ما يحدث في دول عربية من صراع بينهما أن يحدث الشئ نفسه في مصر، لأن لكل دولة ظروفها وخصائصه وتركيبتها السياسية الخاصة بها، ولن يكون أي صدام بين "الإخوان" والسلفيين، ومن يلعب على نعمة الخلاف بينهما فهو خسران لأن التيار الإسلام السياسي يعي جيدًا أنه أتته فرصه تاريخية لتولي الحكم في مصر، فهو لن يضيعها بسهول عن طريق خلافات بين أجنحته المختلفة، ولكن إذا كان هناك خلافات فلن تحدث في المرحلة الحالية إلا بعد أن يتمكن التيار الاسلام السياسي من تدعيم مكانته في الحكم، وقتها من الممكن أن يدث صدام بين السلفيين و"الإخوان".
* تقرير أميركي يتحدث عن تجفيف روافد تنظيم "القاعدة" في 2030، هل سيكون لذلك علاقة ببداية انتهاء مرحلة حكم التيار الإسلامي؟
- التقارير الأميركية تتحدث كما تشاء، والتقرير يتحدث عن "القاعدة" وليس عن التيارات الإسلامية في مصر، فالإخوان تأسست منذ 84 عامًا، والقياس والربط بين "القاعدة" والتيارات الإسلامية في مصر أمر خاطئ وغير صحيح، فـ"القاعدة" لها تركيبة خاصة بها وتمويل خاص بها.
* كيف ترى سياسية جماعة "الإخوان" المسلمين؟
- الجماعة ليس لها أي سياسية حتى الآن، لأنها لم تتولَّ الحكم بعد، وعندما يتم لها ذلك علينا أن نحكم على سياستها.
* ولكن الرئيس محمد مرسي أحد أعضائها؟
- الرئيس لا يدير كل شئ الآن، لأن غالبية مؤسسات الدولة كانت معطلة بفعل غياب الدستور، ومع إقرار الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ثم تشكيل حكومة من الحزب الحاكم هذا معناه أن يبدأ لدينا شكل النظام السياسي ومعها نستطيع نعرف من يحكم، ولكن الرئيس مرسي انتخبه المصريون ويحكم البلاد في مرحلة "استثنائية" ومع إقرار الدستور في 26 كانون الأول/ديسمبر 2012 معها نستطيع أن نقول إن مصر بدأت مرحلة التحول الديمقراطي لأن الدولة أصبح لها دستور تعمل به.
* هل أخطأ المجلس العسكري عندما ألغى دستور1971 وتعديلاته؟
- غالبية قرارات المجلس العسكري كانت خاطئة في إدارته للبلاد عقب تنحي الرئيس حسني مبارك وحتى تسليم السلطة.
* هل هناك تصادم بين قرار الرئيس مرسي ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي في ما يخص التملك في سيناء؟
- قرار وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو تفسير لقرار الرئيس مرسي في ما يخص التملك في سيناء، وليس هناك أي خلافات أو اختلافات بين القرارين، وهو يوضح كيف يتم تنفيذ القانون الذي أصدره الرئيس محمد مرسي.
* ما رؤيتكم للعلاقة بين الجماعة والقوات المسلحة بعد هجوم المرشد على الجيش؟
- أنا لم أقرأ هجوم مرشد "الإخوان" على قادة الجيش، ولذلك لا أستطيع أن أعلق على أشياء لم أقرأها، والجماعة ليست مؤسسة في الدولة من أجل أن أعلق عليها أو تكون لها علاقة بالجيش، فعندما أعلق على قرارات تخص مؤسسات الدولة فعلينا متابعة القرارات التي تصدر من مؤسسة الرئاسة والحكومة وليس الجماعة.
* كيف ترى الأنباء التي أشارت إلى تعيين خيرت الشاطر رئيسًا للحكومة؟
- الأنباء التي ترددت عن تعيين خيرت الشاطر رئيسًا للحكومة، هي نوع من "التشويش" السياسي فقط لاغير، والشاطر ليس لديه رغبة في تولي هذا المنصب لأنه لديه مهام أخرى في جماعة "الإخوان" المسلمين، وهو صرح بذلك أكثر من مرة، وما يتم نشره عن ذلك هي أخبار هدفها التشتيت، والجماعة ليس لها دور في الدولة وما أتعامل معه هو مؤسسة الرئاسة وليس جماعة "الإخوان".
* كيف ترى معالجة وزارة الداخلية لتظاهرات أنصار المرشح الرئاسي السابق الشيخ حازم أبو إسماعيل؟
- كل معالجات وزارة الداخلية "مهزوزة"، وتتعامل مع القضايا والأزمات في البلاد بشئ من عدم الثقة، وقيادتها لا تدري ماذا تفعل وكيف تدير الأمور وتصل إلى حل فعال، فهي تتصرف بيد مرتعشة، ومن يده مرتعشة لا يستطع أن يأخذ قرارًا صحيحًا، سواء مع أنصار المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل، وما حدث أمام الاتحادية، وكذلك مع حدث أمام المحكمة الدستورية العليا، والوزارة في حاجة إلى إعادة هيكله بشكل كبير من أجل عودتها إلى أداء دورها بشكل قوي وحقيقي في الشارع، وليس بشكل "مهزوز" كما يحدث الآن، وتقلق رد الفعل الشارع المصري وهي لديها عدم توازن، ومثلها تمامًا مؤسسة القضاء فالمؤسستين في حاجة إلى "غربلة".
* الكثيرون يتحدثون عن انقلاب عسكري..كيف ترى ذلك؟
- تدخل الجيش وقادته في السياسية انتهى، ومن يتوقع انقلاب عسكري واهم ..واهم ..واهم، والنظم العسكرية في العالم أصبحت تركيزها في النواحي القتالية، تجهيز أفرادها بالأسلحة والتعليم والتدريب، وأصبحت كل مهامها تتركز في هذه الجوانب وبعيدًا عن السياسية تمامًا، وإذا حدث وتدخل الجيش في السياسية فإنه سيكون خطرًا على الجيش نفسه، وخطر على الوطن، وابتعاد الجيش عن السياسية أصبحت سمة عالمية، لأن قادة الجيوش أصبحوا أكثر اهتمامًا بالنواحي القتالية، وبعيدًا عن الأمور السياسية.
* ما هو الوضع في سيناء وما جهة "الجماعة الجهادية"؟
- "الجماعة الجهادية" ليست من مهام الجيش، ولكنها مهمة الشرطة، ولكن بسبب الظروف التي كانت فيها وزارة الداخلية قام الجيش بمعاونتها من أجل إتمام الشرطة لمهامها، وانتشار الجيش متواجد على المواقع الإستراتجية ومنتشر في غالبية مناطق الجمهورية، وذلك الحديث دائمًا على سيناء وتواجد الجيش فيها رغم أن الجيش ليست من مهامه مواجهة الجماعات الجهادية في سيناء، ولكن في ظل أداء الداخلية "المهزوز" تقوم بعض وحدات الجيش بإكمال مهمة الداخلية في حفظ الأمن في سيناء.
* ومتي يعود الأمن إلى سيناء؟
سيعود الأمن في سيناء مع استقرار البلاد سياسيًا، وعودة الداخلية إلى أداء عملها من دون أن يكون هناك أي قلق وتعمل بثقة، ويكون هناك تنمية حقيقة في سيناء، حينئذ سيعود الأمن إليها مرة أخرى.
* كيف ترى الوضع الاقتصادي؟
- انا لست خبيرًا اقتصاديًا، ولا أستطيع أن أُقيّم الوضع الاقتصادي الآن، لست خبيرًا متعدد الأغراض.
* ما رؤيتك لمصر مع بداية العمل بالدستور؟
- مع إقرار الدستور بدأنا تجربة التحول الديمقراطي، وقد نأخذ وقتًا طويلاً من تاريخ الشعوب ونحن بدأناها، وقد تأخذ 5 سنوات أو 10 سنوات والأحزاب السياسية الموجود الآن ستختفي وستظهر تيارات وأحزاب جديدة، وسننتخب برلمانا ونكتشف أننا اخطأنا في اختيار نصف أعضائه، وسنصبر 4 سنوات أخرى وسننتتخب برلمانًا جديدًا، ونكتشف أننا اخطأنا في اختيار ربع أعضائه، وهكذا إلى أن تنتج التجربة الديمقراطية، فنحن بدأنا تجربة التحول الديمقراطي وعلينا أن نصبر، فنحن لم نصل إلى نهاية التجربة ولا نزال في بدايتها.
* ما رؤيتك للمعارضة الحالية؟
- المعارضة الحالية كتبت شهادة وفاتها بمواقفها السياسية الأخيرة، وتحولت للأسف الشديد إلى نسخ السخرية، وأصبح قادتها يدلون بتصريحات غريبة نتيجة الصدمة التي يعيشونها، يضحك منها المراقبون في الخارج، مثل "الغالبية القليلة تريد السيطرة على الأكثرية القليلة" و"نتيجة الاستفتاء على أن المثقفين والمتعلمين والنخبة في جانب والأميين في جانب، "أليس هؤلاء هم الغالبية في الشارع، فيكف تتهمهم بالجهل والأمية، فالشعب هو من علم هؤلاء واليوم يتعاملون معهم بكبرياء، ومواقفها من الاستفتاء كشفت للرأي العالم تصارعهم على المناصب وليس لمصلحة مصر، والانتخابات الرئاسية المقبلة ستشهد وجوهًا جديدًا، وربما لن يكون هناك أحد من الذين خاضوها في الانتخابات الأخيرة، والشعب البسيط الأمي هو صاحب البلد، وأنت تريد أن تحرمه من حقه في الانتخاب.
* هل هناك تيار يستطيع معارضة التيار الإسلام السياسي في الانتخابات المقبلة؟
- التيار الإسلامي السياسي بمختلف أجنحته سيظل قويًا لمرحلة مقبلة، ولم تظهر تيارات قوية حتى الآن، ومن الممكن أن تظهر تيارات معارضة من قلب التيار الإسلامي نفسه بشكل إصلاحي وهو أمر متوقع، لذلك فالحديث عن التيارات الحالية بأنها ستشكل معارضة قوية أمر غير حقيقي
* كان هناك الكثير من التأرجح في القرارات والقوانين من جانب الحكومة والرئيس، فكيف تحكم على أداء مؤسسة الرئاسة؟
- لا نستطيع أن نحكم على أداء وقرارات الرئيس والحكومة في ظل المرحلة الاستثنائية التي كنا نعيشها قبل إقرار الدستور، وكما يقولون: مصر كانت مثل "البيت الواقف" قبل إقرار الدستور، ومن يريدون تعطيلها هم المعارضة الذين فشلوا في الوصول إلى الشارع، والمعارضة تربوا مع السلطة واشتغل معارضة ومهاجمة من أجل أن تعينهم السلطة في أي منصب، ولذلك فهم يريدون انقلابًا عسكريًا من أجل أن يضحكوا عليهم ويقوموا بتعيينهم، فهم يريدون سلطة يهاجمونها "كده وكده" ولا يريدون أن ينزلوا إلى الشارع والاستماع إلى مشاكله ومطالبه اليومية، وليس البقاء في حجرات المكيفة والتعامل مع الشعب بنوع من الغرور.
* وما هو المطلوب من الرئيس مرسي خلال المرحلة المقبلة؟
- المطلوب هو التركيز على مطالب اليومية لمواطن العادي، توفير السلع الأساسية في متناول يديه، فهو يريد أن يأكل ويشرب ويجد وسيلة النقل ويعمل، فالمطلوب التركيز على النواحي الاجتماعية للمواطن، وليس الحديث عن شعارات رنانة كالاستقرار والتنمية، فنحن بدأنا عصره.
* وهل ستكون تجربة مصر مشابهة لدول أخرى؟
-أنا لا أحب قياس مصر بتجارب أخرى، فمصر ليست إيران أو تركيا أو ماليزيا أو غيرها من الدول التي لها تجاربها الخاصة، فكل دولة تؤسس لتجربتها وفقًا لخصائصها وإمكاناتها وظروفها التي تؤهلها لذلك، مصر بدأت صياغة تجربتها الخاصة عبر مكانتها وطبيعتها وتجربتها الفريدة، لذلك سيكون الشكل الديمقراطي لمصر بخلاف أي تجربة في دولة أخرى.
* كيف ترى تأثير ووضع مصر في المنطقة خلال المرحلة المقبلة؟
- اكتشفت الدول المجاورة والقوى الإقليمية أن مصر هي القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على التأثير في المنطقة، نظرًا لمكانتها وطبيعتها وخصائصها، والدول الإقليمية هي من تسعى إلى عودة مصر إلى مكانتها في إدارة الإقليم .
* كيف ترى 25 كانون الثاني/يناير المقبل؟
- ستكون هناك تظاهرات واحتفالات بمرور عامين على الثورة، وسيكون هناك شعارات وهتافات بعينها ولكن لن يكون هناك ثورة كلاكيت مرة ثانية ولن تخرج من مجرد تظاهرات كما حدث في الأسابيع الماضية، والتهريج الذي حدث الأيام الماضية لن يحدث مرة أخرى، والشعب حسم أموره وهو في انتظار تحسين أوضاعهم الاقتصادية واتمام تجربة التحول الديمقراطي، والثورات الشعبية تختلف عن الانقلابات العسكرية، لأن الانقلاب العسكري عبارة عن (أون- أوف) تأسيس نظام وتغيير النظام، أما الثورات الشعبية فإنها تأخذ وقتًا طويلاً في التغيير، والشعب ليس التحرير فقط ولكن الشعب هو من في النجوع والقرى، وفي 26 -12-2012 بدأت مرحلة التحول الديمقراطي وستظهر قوى وستختفي قوى أخرى، وفي العالم كله من يفوز، يفوز بنسبة ضعيفة، ونسبة العزوف عن الانتخابات كبيرة في غالبية الدول نظرًا للتقدم التعليمي والتكنولوجي وتقارب الأجيال، وفي إنكلترا "أم الديمقراطية" لم يأخذ حزب "المحافظين" الغالبية، ولذلك تحالف مع أحزاب صغيرة، وفرنسا حزب الرئيس أخذ 50.8% وغيرها، والدستور تمت الموافقه عليه بنسبة 64% شئ هائل ومن ذهب إلى الاستفتاء 33% وهي نسبة رائعة بالنسبة لنا.
* ولكن هناك من المراقبين من يؤكدون حدوث تزوير؟
- الانتخابات لم تزور لأن الفرز يتم أمام العديد من الجماهير الموجودين وأمام كاميرات الفضائيات، والتزوير أن أغير الصندوق، أخذ الصندوق أرميه وآتي بصندوق آخر، وهو ما لم يحدث في الاستفتاء، لأن كل شئ يتم تحت وجود مندوبين، وأما استقطاب الناخبيين خارج مقر الاقتراع فليس تزويرًا.
* البعض يتحدث عن أن صعود الإسلاميين سيؤدي إلى صراع مذهبي في المنطقة ؟
- لن يكون هناك صراع مذهبي كما يروج البعض، فإيران الشيعية موجودة في المنطقة منذ أكثر من 500 عام منذ تأسيس الدولة الصوفية الشيعية في إيران، وطهران وجدت ملعبًا خاليًا أمامها في منطقة الشرق الوسط، فنزلت الملعب لتديره لصالحها، ولكن مع عودة مصر ستعود إيران إلى اللعب في نطاق حدودها السياسية والجغرافية.
* كيف ترى الوضع في سورية؟
- الوضع في سورية كارثي، وضحاياها سيكونون كثيرين جدُا، لأن الوضع أصبح تشابك وضع محلي صعنه صراع إقليمي بين سورية وإيران وتركيا والعراق وغيرها، ووضع دولي روسيا والصين وأميركا، وسورية لن تُقسم لأن تركيبتها الجغرافية لا تسمح بذلك، وليس من مصلحة الأكراد أن ينفصلوا لأنهم جزء صغير وليس لديه مكونات التعامل مع العالم، فالحلم القومي التركي ليس انفصال العراق لأن العالم سيقف ضدهم .
أرسل تعليقك