القاهرة- علي رجب
قال الخبير الاستراتيجي، قائد الحرس الجمهوري السابق اللواء محمود خلف، إن مصر تخلصت من شبح التوريث إلا أنها سقطت في مستنقع التمكين، مشيرًا إلى أن مصر تمر الآن بمفترق طرق وتحتاج إلى يقظة دائمة لإنقاذها من المخططات التي تريد أن تشعلها من الداخل والخارج، مشددًا على أنها لن تعود إلى الوراء.وأكد خلف في تصريحات إلى "مصر اليوم" أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين لم يدخلوا مصر من أبوابها بل مازالوا واقفين على الأسوار ، فصندوق الانتخابات أصبح مبررا للرئيس مرسى والإخوان ليفعلوا ما يريدون في البلاد بحجة أنهم شرعيون مع أنهم هم السبب في كل ما يحدث من أزمات.وأوضح قائد الحرس الجمهوري السابق أن التيار الإسلامي ترك ميدان الدعوة ودخلوا في الصراع على الحكم مع أن ميدان الدعوة هو عماد الدولة؛ لأنه هو من يبنى الإنسان و ثم تأتى مرحلة الحكم بعد ذلك ولكن هم قدموا الحكم على الدعوة وهذا ما صنع الفجوة بينهم وبين الشعب المصري.وأشار خلف إلى أن المواطنين فقدوا الإحساس بالأمن والاستقرار، لافتًا إلى أن الخوف من المستقبل يبدد كل أحلام المواطن المصري، ولذلك على الرئيس سرعة بث الأمن والاستقرار حتى تعود الحياة إلى طبيعتها فالدول تُحكم بالقانون وليس بالقوة.وطالب خلف الرئيس مرسي بضرورة عمل حكومة ائتلافية وطنية حتى لا تتكرر الثورة الفرنسية في مصر،مشددًا على عدم اختزال الثورة في صندوق الانتخابات، وعدم العودة بالبلاد مرة أخرى إلى أساليب النظام البائد.وأضاف: " لقد قدمت الثورة المصرية أطهر أبنائها كـ" شهداء " لإسقاط النظام البائد وهدمه، إلا أن النظام الحالي يتجاهل كل ذلك ويصر على أن من أتى بالصناديق لايرحل إلا بها، أي أنه على المصريين الانتظار ثلاثة أعوام ونصف العام تعم فيها الفوضى وبعدها يتسنى لهم إسقاط الرئيس من خلال الصندوق الذي أتى به.
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن أهم العقبات التي تواجه التوافق الوطني هو حب السيطرة على السلطة منفردا ونشر الإشاعات وإلصاق الاتهامات بالمعارضين سواء بالخيانة أو العمالة، مشيرًا إلى أن النظام الحالي يعمل بمبدأ من ليس معنا فهو ضدنا.
أرسل تعليقك