حذر صالح عصاد نجم منتخب الجزائر لكرة القدم في حقبة ثمانينات القرن الماضي، المنتخبات العربية والأفريقية "الكبيرة" من مفاجآت المنتخبات الصغيرة خلال بطولة كأس أمم أفريقيا 2019 التي انطلقت منافساتها أمس الجمعة بمصر وتستمر حتى 19 تموز/يوليو المقبل.
وقال عصاد في مقابلة مع مصادر إعلامية، إن منتخبات مصر والجزائر والمغرب وتونس إضافة إلى نيجيريا وغانا وكوت ديفوار والكاميرون والسنغال، تبدو هي الأقرب للتنافس على اللقب الأفريقي، لكنه ألمح إلى بروز منتخبات أخرى قد يكون من بينها المنتخبات التي تشارك لأول مرة في البطولة، ومنها موريتانيا ومدغشقر.
وأضاف "المنطق يرشح منتخبات دول شمال أفريقيا وأخرى اعتادت التنافس على التاج القاري، لكني شخصيا أرى أن بعض المنتخبات بإمكانها أن تصنع المفاجأة. فمثلا منتخب بوروندي الذي تعادل مع الجزائر وديا كشف عن إمكانيات كبيرة قد تخلق مشاكل كبيرة لمنافسيه."
وتابع "لا يجب الاستهانة بالمنتخبات الصغيرة، وحتى تلك التي تشارك لأول مرة، ستحاول أن تترك بصمتها على الدورة وربما تصنع المفاجأة. الكرة الأفريقية تطورت كثيرا ولا مجال للتهاون والاستهانة بالآخرين".
ويرى عصاد، الذي لعب خلال مسيرته لفريقي تولوز وباريس سان جيرمان الفرنسيين، أن منتخب السنغال سيسعى هذه المرة للتتويج باللقب القاري خاصة وأنه يملك ترسانة من اللاعبين النجوم، وأيضا أخرين شبان يتطلعون إلى كتابة التاريخ مع بلادهم.
وأضاف "اعتقد أن منتخب السنغال سيشارك في دورة مصر برغبة كبيرة في الفوز بالكأس، بعدما أخفق في الدورات السابقة رغم أنه كان يملك الأدوات لتحقيق هذا الهدف. طبعا لا يجب أن ننسى منتخب مصر منظم البطولة رغم أداءه المتواضع جدا أمام زيمبابوي في المباراة الافتتاحية (التي انتهت بفوز مصر 1 / صفر أمس الجمعة)".
ورشح عصاد النجم المصري محمد صلاح وزميله في ليفربول الإنجليزي، السنغالي ساديو ماني وكذلك الجزائري رياض محرز، للتألق على الصعيد الفردي في هذه البطولة.
وتحدث عصاد، الذي شارك في دورتي 1980 و1982، عن استخدام نظام حكم الفيديو المساعد (فار)، الذي سيطبق اعتبارا من دور الثمانية، موضحا أنه سيساعد على تقليص أخطاء الحكام، كما أشار إلى أن إقامة الدورة في نهاية الموسم قد تساعد اللاعبين في تقديم أفضل ما لديهم.
كذلك استعاد عصاد ذكريات بطولة 1980 قائلا إن المنتخب الجزائري اضطر للتنازل عن لقب كأس أمم أفريقيا 1980 لصالح المنتخب النيجيري صاحب الضيافة، لأسباب سياسية، مشيدا في الوقت نفسه بموقف لاعبي منتخب مصر "الذي لا ينسى".
واستطرد قائلا "خسارتنا لنهائي دورة 1980 أمام منتخب نيجيريا لم تكن رياضية إطلاقا، لقد طلب منا أن نتنازل عن الكأس لصالح البلد المنظم الذي كانت قيادته السياسية بحاجة إلى هذا التتويج لإخماد الغضب الشعبي المتزايد".
وأضاف "وضع المنظمون أمامنا عراقيل ومشاكل لا تعد ولا تحصى لإضعافنا نفسيا وجسديا، وتجلى ذلك في ظروف التنقل من مدينة ايبادان إلى العاصمة لاجوس، التي لم تكن أدنى شروط الإقامة بها متوفرة."
وتابع "إضافة إلى ذلك، في ليلة النهائي، اجتمع بنا وزير الرياضة الجزائري (الراحل جمال حوحو) آنذاك وقال لنا إن الرئيس النيجيري (شيهو شاجاري) هو صديق الرئيس الجزائري (الراحل الشاذلي بن جديد)، وهو يريد أن يتوج منتخب بلاده بالكأس حتى يكسب ثقة شعبه، وأنه بالنسبة لمنتخب الجزائر فقد حقق هدفه وأكثر بكثير، هذا الكلام أحبط عزائمنا وأضعف معنوياتنا. اليوم أقول الحمد لله أننا خسرنا ذلك النهائي، ولولا الهزيمة ربما ما كنا خرجنا سالمين من الملعب".
ويذكر عصاد، الذي يعد واحدا من أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة الجزائرية، "موقفا مشرفا" لبعض لاعبي منتخب مصر في تلك البطولة، حيث وضعوا غرفهم تحت تصرف لاعبي المنتخب الجزائري الذين وجدوا صعوبات في المبيت ليلة النهائي.
وأضاف "لا أنسى الموقف النبيل لبعض لاعبي المنتخب المصري الذين أخلوا غرفهم وسمحوا لنا بالمبيت فيها، حيث قالوا لنا أنتم أولى بها لأنكم ستلعبون النهائي، هذا الموقف ما زلت أتذكره حتى اليوم ولا أعتقد أنني سأنساه."
يذكر أن منتخب الجزائر ، الذي فاز ببطولة الأمم الأفريقية عام 1990، يلعب في المجموعة الثالثة برفقة منتخبات والسنغال وكينيا وتنزانيا.
قد يهمك ايضا:
رابح ماجر يكشف هدفه الوحيد مع منتخب الجزائر
"بن طلعت" يراهن على "خالد عيسى" في البطولة الآسيوية
أرسل تعليقك