أعلن الحكم الدولي الأسبق, علي بو جسيم أن ما يتردد عن رئاسته لرابطة الحكام المزمع استحداثها في اتحاد الكرة أمر مستحيل، لصعوبة الارتباط بعمل إداري يومي، ولكنه لن يتأخر في تقديم الدعم والمساندة والاستشارة، مؤكداً أن مفهوم الهواية لايزال مسيطراً على عمل العديد من إدارات الأندية، وحان الوقت لتعديل منظومة العمل بالأندية لتواكب عصر الاحتراف, وهنأ النادي الأهلي بالفوز ببطولة الدوري العام للمرة السابعة قائلاً, إن الدرع ذهب لمن يستحق والأكثر تنظيما واستقرارًا، موضحًا أن مستوى الدوري لم يشهد استقرارًا في أداء بعض الفرق.
وأبدى أنه متفاءل بعهد مروان بن غليطة, مشيرًا إلى أنه طموح وإداري متميز اكتسب خبرة كبيرة من العمل الحكومي، وطالبه بخطة عمل للسنوت الأربع المقبلة، وقال إن تقييمنا للمجلس الجديد لن يكون وفق أسماء أندية الأعضاء ولكن وفق اجتهادهم ومحصلة عملهم,وكشف عن رأيه في فوز الأهلي, موضحًا أن الدرع ذهب للفريق الأكثر استقرارًا وتنظيمًا وتميزًا، حيث مر الأهلي بظروف صعبة عديدة خلال محطات المسابقة، ولكنه بتماسكه الإداري والفني يتجاوز الصعوبات، يعود أكثر قوة لأن النادي يعمل وفق منظومة عمل جماعية، لذلك يستحق الأهلي اللقب.
وبين أنه خلاف الأهلي والعين لا يوجد استقرار فني، وأضاف, "أحياناً نجد فرقاً تصعد بنتائجها ثم تتهاوى بدون سبب، مما أوجد عدم استقرار، وهذا وضع صعب لفرق تعيش عالم الاحتراف ولكن يبدو أنه احتراف ظاهري، لأن الأداء لايزال بطابع الهواة".
وبالإشارة إلى الملاحظات على الشكل العام أكَّد على أنَّه حينما تعمل وفق منظومة محترفة لابد أن يكون لك هدف، وبرامج تقييم لخطوات العمل وصولاً للهدف المنشود، وأضاف, "أرى أن العمل في عدد من الأندية لا يتناسب مع مفهوم الاحتراف، سواء في الأداء والوقت المهدر في اللعب، وإضاعة الوقت، وتعدد البطاقات الملونة للاعبين، والتي وصلت لمعدلات مرتفعة جداً، واحتجاجات ما لها داع، ولابد من إخضاع هذه الظواهر للدراسة، من قبل الاتحاد ولجنة دوري المحترفين والأندية".
وشدد على أن الذي يتحمل المسؤولية في ذلك هي مجالس الإدارات في الأندية ، لكونها هي من تختار المدربين واللاعبين، وبين أن عضو مجلس الإدارة غير متفرغ لكونه موظفاً، لذلك لابد أن تتعدل منظومة العمل في الأندية من خلال اقتصار عمل الإدارات على التخطيط والإشراف والمحاسبة، على أن يتم الاعتماد على الإدارات التنفيذية والتي يجب أن يتم انتقاؤها بعناية من الكفاءات المحترفة سعياً للإرتقاء بمنظومة العمل.
ورأى أن المطلوب من إتحاد الكرة الجديد في عهد مروان بن غليطة هو خطة عمل طموحة تتناسب مع الرغبة في التطوير، لمدة 4 سنوات تشمل كل أنشطة الاتحاد ويتم إطلاع الجميع عليها، وتخضع للتقييم المتواصل سواء من المجلس نفسه أو المتابعين، حتى تحقق الطموح.
وأشار إلى ان أندية الدرجة الأولى من ضمن الأندية المنضوية تحت لواء الاتحاد، وأن من حقها أن تشارك في عضوية مجلس الإدارة، وأضاف, "أرجو ألا يغضب الأعضاء مما يثار في الشارع الكروي، ولكننا لن نقيم المجلس الحالي من خلال تمثيل الأندية، ولكن تقييمنا سيكون من خلال جهد الأعضاء وإنجازاتهم في تطوير العمل في مختلف الأنشطة"؟, تابع, "لولا وجود سقف طموحات عالٍ ما تم انتخاب الأعضاء الجدد، وهذا الأمر لا يقلل من جهد الإدارات السابقة للمجلس، ولابد أن نشكر الإدارة السابقة برئاسة يوسف السركال، ولكن سقف الطموحات في الشارع الرياضي زاد لذلك حدث التغير، وهنا لابد من وضع خطة عمل طموحة إدارياً وفنياً، تخضع للتقييم الدوري، حتى يتم تعزيز الإيجابيات وتدارك السلبيات أولاً بأول" وأكمل, "أخضع مجلس الإدارة عددًا من الملفات للدراسة، في أول اجتماع له، ومع التغيير الناس تنتظر التطوير، والظهور القوي للمجلس، وأنا لي ملاحظة مهمة في عدم الرضا، عن تمثيل وفد اتحاد الكرة في كونجرس «فيفا» الذي يعقد غداً في المكسيك، حيث أرى أنه تمثيل ضعيف، وتحدثت مع الأخ مروان بشأنه، لأن من غير المعقول في أول ظهور للمجلس الجديد يكون التمثيل بهذا المستوى، حيث كنت أتمنى أن يكون التمثيل أقوى، وإذا كان الاتحاد مجبراً بعدد معين من قبل الاتحاد الدولي فيمكنه تكليف عدد آخر على نفقة الاتحاد للسفر، من أجل حسن تمثيل الدولة في هذا المعترك المهم، وعمل اتصالات وعلاقات من شأنها أن تفيد الاتحاد، وأرجو أن يتم الاهتمام بمثل هذ المؤتمرات مستقبلاً".
وبشأن تكليفه رئيسًا لرابطة الحكام , أوضح, "لقد تحدث معي أخي وصديقي مروان بن غليطة في هذا الأمر بالفعل، وعلى فكرة هناك ارتباط كبير بيني وبينه، على الصعيد العائلي والشخصي، وهو رجل يملك فكراً وخبرة إدارية كبيرة، خاصة في تشكيل فرق العمل، وأتمنى أن يوفق في اختيار فريق عمله جيداً، وتحدثنا عن فكرة إعادة دراسة إنشاء رابطة للحكام، والتي سبق وقمنا بدراستها ولكنها لم تر النور، وأبديت استعدادي للمعاونة والاستشارة والدعم وترشيح شخصيات، لأن من المستحيل عليّ الارتباط بعمل إداري يومي، وتلك النقطة حالت دون ترشحي لرئاسة اتحاد الكرة، خلال الفترة الماضية، ولكني مستعد للاستشارة دون تقيد بمنصب", وأضاف, "التحكيم الإماراتي يملك حالياً عدداً من الصفوة، مثل علي حمد وهو عضو لجنة الحكام الآسيوية وحكم دولي سابق، وخالد الدوخي وهو دولي سابق ومحاضر آسيوي، وصالح المرزوقي وهو حكم دولي سابق، والعديد من الشخصيات التحكيمية التي يمكن أن تنضم لهذه الرابطة المقترحة، وأعتقد أن الأخ مروان لديه فكرة تجمع كل عناصر الأسرة التحكيمية، في جلسة عصف ذهني لصالح تطور التحكيم، وتقيم أفكاراً تخدم المنظومة وتساعد في التطوير", وتابع, "أشعر أن التحكيم مستقر، وهناك تطور نسبي، وفيه جهد مبذول، واتحاد الكرة لم يقصر مع الحكام خلال الفترة الماضية، من خلال إقامة معسكرات والاستعانة بمحاضرين على مستوى عال، ولكن لابد أن يهتم الحكام بتطوير أنفسهم، سعياً للارتقاء بأدائهم".
وتمنى المونديالي علي بوجسيم أن يوفق مروان بن غليطة في اختيار فريق عمله من الكفاءات العالية المتخصصة، ومن أهل الخبرة حتى لو كان هؤلاء من خارج الاتحاد، لمساعدته في إدارة دفة العمل، والسعي للتطوير المنشود خاصة وأن سقف طموحات الأسرة الكروية عال.
ولفت إلى أن فرق الدوري بعد المركزين الأول والثاني ظهرت بلا شخصية خلال جولات الدوري، نتيجة عدم الاستقرار وثبات المستوى، مما قلل من المستوى الفني للمسابقة، وهنا لابد أن يكون للادخارات دور مهم في عودة الأمور لنصابها الصحيح، حتى يظهر المستوى بما يتواكب مع عصر الاحتراف وما يصرف على المسابقة.
وأبدى تفاؤله بالمنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة، ولكنه أضاف, "أننا أمام تحديات صعبة، ومسؤوليات كبيرة، والنجاح لا يأتي بالتفاؤل والأمنيات بل بالعمل الجاد والتخطيط السليم والإعداد القوي، خاصة وان هناك عدداً من الفرق المشاركة معنا في التصفيات مستواها الفني أعلى من مستوى فريقنا، ولكن لا يوجد مستحيل في الكرة طالما هناك عمل جاد وإعداد على مستوى الحدث".
وطالب الجميع بدعم المنتخب خلال الفترة المقبلة، والتضحية من أجله لأن الوصول إلى كأس العالم يعتبر حدثاً كبيراً لا يشعر به إلا من تذوق حلاوته، وكرة الإمارات تستحق أن تصل إلى هذا المعترك العالمي، ولكن من خلال جهد مضاعف من الجهاز الفني والإداري واللاعبين أنفسهم، ومساندة الأندية والإعلام والجماهير للفريق ودعمه حتى آخر مباراة من عمر التصفيات.
ونوَّه إلى أن مخاطرة مروان بن غليطة لتولي رئاسة اتحاد الكرة لم تأت من فراغ، وأضاف, "هي خطوة محسوبة ولولا انه واثق من انه سيحقق الطفرة المرجوة والنجاح المنشود ما غامر بها، وباسمه ومكانته الإدارية، ووضعه الذي اشتغل عليه بشكل جيد خلال السنوات الماضية، ولذلك يجب أن ينال الدعم والمساندة حتى يحقق ما وعدنا به".
أرسل تعليقك