أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عقب انتهاء الكلمة الترحيبية خلال الكلمة الرئيسية الأولى للمؤتمر أهمية عقد المؤتمر في هذه الظروف ..مشيرا إلى نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة الناجح في تحقيق الاستقرار والرخاء في ظل قيادة رشيدة كان لها الدور الأهم والأبرز في بناء الدولة ووضع أسسها.
وأعرب معاليه عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر مؤكدا أن مبادرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى تنظيم هذا المؤتمر إنما هي انعكاس صادق لمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة الأمة والعالم إلى جانب إنها تعبير واضح عن مسؤوليتنا تجاه أشقائنا في المنطقة وارتباطنا القوي بمسيرة أمتنا العربية وحرصنا الكامل على دعم قدرات هذه الأمة على مواجهة كل التحديات.
وأبدى معاليه بعض الملاحظات حول موضوع المؤتمر أولاها ..ضرورة التعرف إلى العوامل المختلفة التي أدت إلى الوضع الراهن في دول التغيير العربية وهي عوامل داخلية تتمثل في ضعف مؤسسات المجتمع ووجود صراعات داخلية وطائفية وصعوبة الأوضاع المعيشية وحدوث انفصام بين الشعب وقادته وهذا بالإضافة إلى زيادة أعداد الشباب وتنامي آمالهم وطموحاتهم في التعليم والتوظيف والحياة الكريمة وعدم القدرة الكاملة للنظم الاقتصادية والمجتمعية في تلك الدول على توفير الفرص الاقتصادية الملائمة والمتكافئة لهؤلاء الشباب بل وما يتسم به النظام في غالب الأحيان من عدم الكفاءة وعدم الشفافية والممارسات الخطأ التي تحول دون تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع بالإضافة إلى حدوث تفكيك طائفي في المجتمع وتزايد نفوذ جماعات وطوائف أصبحت منافسة قوية لنفوذ الدولة نفسها وبعضها كما نلاحظ قد يرتبط بتحالفات إقليمية أو دولية غير سليمة فضلا عن وجود دور مهم للقوى الخارجية في إحداث التغييرات التي نشهدها في المنطقة وإدارتها.
وأكد معاليه خلال ملاحظته الثانية أن إعادة بناء الدولة في هذه الظروف وفي ضوء التجارب في مناطق أخرى من العالم هي أمر شاق يتطلب قيادة حكيمة ورؤية واضحة لمستقبل الدولة وعزما قويا للشعب والقيادة بل مثابرة أكيدة ونظرة طويلة الأمد ..ويؤكد ذلك ما تشهده هذه الدول من تحديات هائلة ومنها: الانفلات الأمني والحاجة الماسة إلى توفير الأمن والأمان للسكان سواء في ذلك الأمن الداخلي أو الأمن الخارجي وحماية حدود الدولة.. ومن التحديات أيضا تلك الطامة الكبرى التي تتمثل في المنظمات الإرهابية إلى جانب التحديات الاقتصادية والسياسية.
وطالب معاليه خلال الملاحظة الثالثة ضرورة تحديد القضايا والمشكلات التي تواجه دول التغيير العربية وتحديد المفاهيم والشعارات التي يتم تداولها كأساس لبناء الدولة الجديدة وفي مقدمتها تحديد مفهوم النظام السياسي والمجتمعي وتعريفه في ظل ظروف كل دولة وتطلعاتها وذلك لأن الهدف هو الوصول إلى الحكم الصالح والرشيد الذي يحقق نهضة الدولة.
وشدد خلال الملاحظة الرابعة على أن الإسلام كان دائما وسوف يظل هو المحرك الأساسي في تطور المجتمع لأنه يرتبط بمنظومة القيم والمبادئ التي تحقق العدل والحرية والحياة الكريمة للفرد والتقدم والرخاء للمجتمع.
وأشار معاليه خلال الملاحظة الخامسة إلى تأكيد أهمية دور الثقافة في بناء دول التغيير العربي وذلك جنبا إلى جنب جهود التنمية السياسية والاقتصادية فالثقافة يجب أن تكون دائما في موقع القلب من عملية إعادة بناء دول التغيير العربي وأن تكون المؤسسات الثقافية الناجحة جزءا جوهريا في عملية بناء مؤسسات الدولة كلها.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع خلال آخر ملاحظاته أن المناخ الذي يسود عملية بناء الدولة هو أيضا أمر مهم للغاية لتحقيق النجاح وهذا المناخ لا بد أن يرتكز على الوفاق ونبذ الخلافات ومبادئ المواطنة والعدالة وجعل مصلحة الدولة فوق مصلحة الأفراد وفوق مصلحة الجماعات والطوائف.
وأشار معاليه إلى أهمية دور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مساعدة دول التغيير العربية في عملية بناء الدولة باعتبار أن هناك مصالح مشتركة لها معها في مجالات الأمن القومي ومجالات السياسات الخارجية والعلاقات مع دول العالم والحاجة الواضحة إلى تشكيل تحالف استراتيجي عربي شامل يكون نموذجا جيدا للعمل الإقليمي الهادف والناجح والمتطور.
وشدد معاليه على أن دور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في هذا السبيل هو دور مهم للغاية لأن هذه الدول ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا طيبا للدول الناجحة دول تحظى بنظم سياسية واقتصادية ومجتمعية مستقرة دول تحافظ على الهوية الوطنية والقومية دول تسعى مجتمعة إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة كلها إنها دول تقوم بدور محوري في تحقيق التنمية الناجحة في المنطقة وتقديم الدعم والمساندة إلى أشقائها وأصدقائها في كل مكان.
كما ألقى معالي محمد حسين الشعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق الكلمة الرئيسية الثانية للمؤتمر وتحدث فيها عن العوامل التي أدت إلى تعثر جهود البناء في بعض الدول العربية ورأى أن تجربة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم نموذجا مهما يمكن لدول التغيير العربية الاستفادة منه في تجاوز المرحلة الانتقالية التي تمر بها.
واعرب معاليه عن شكره لسعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ولجميع العاملين في المركز على دعوته الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر.
وأكد أن اختيار مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية موضوع "بناء الدولة: تحدي ما بعد انتهاء الصراعات الداخلية في دول التغيير العربية" يدل دلالة واضحة على أولويات المركز واهتماماته التي أخذها على عاتقه في البحث والدراسة وخاصة فيما يتعلق باستشراف المستقبل.
أرسل تعليقك